دخلت في علاقة مشبوهة، وخرجت منها بالتوبة إلى الله
2015-04-19 02:02:22 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا فتاة أخاف الله، ومن عائلة محافظة، لكنني سبق لي وتعرفت على شاب في أحد مواقع التواصل الاجتماعي, العلاقة استمرت فترة بسيطة فقط، وكانت عبارة عن مجرد محادثات ورسائل.
قطعت العلاقة لوجه الله، وأنا تائبة وعائدة لله سبحانه، وأثق بالله بأنه قبل توبتي, لكنني أفكر في هذا الشاب كثيرا، ويشغل بالي طوال يومي، فقد اشتقت إليه، كنت أحادثه طوال يومي، ومع ذلك فإن هذا الشاب يعرف أبي شخصيا، وأخاف أن يفضحني.
أتمنى أن تساعدونني، كيف أبعده عن بالي ولا أشتاق له؟ وكيف أبعد الوسوسة بأنه لن يفضحني؟ أنا أشعر بالندم كثيرا، وتأنيب الضمير، كيف خنت ثقة أهلي بي؟ وكيف جعلت نفسي سهلة؟
الندم أتعبني كثيرا، لا أستطيع النوم جيدا، أشعر بقلق وتوتر شديدين، وأشعر بالحرج كثيرا من نفسي على ما فعلت، حالتي النفسية جدا متعبة، أرجوكم ساعدوني، ولا تنسوني من دعائكم، وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Mi حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
يسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله -جل جلاله- بأسمائه الحسنى وصفاته العلى، أن يغفر ذنبك، وأن يستر عيبك، وأن يتجاوز عن سيئاتك، وأن يعفوَ عنك، وأن يجعل لك من لدنه وليًّا ونصيرًا، وأن يُعينك على نسيان هذا الشاب، وأن يسترك في الدنيا والآخرة، إنه جواد كريم.
وبخصوص ما ورد برسالتك -ابنتي الكريمة الفاضلة-: لعلك قرأت قول الله -تبارك وتعالى-: { يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر} وهذا الذي حدث – باركَ الله فيك – إنما هو نوع من اتباع خطوات الشيطان، فإن الشيطان – لعنه الله تبارك وتعالى – زيَّن لك التواصل مع هذا الشاب حتى تعلقتِ به، ثم بعد ذلك جاء الشيطان – لعنه الله – ليُفسد عليك التوبة، وجاء الشيطان ليُفسد عليك العودة إلى الله تعالى بهذا التفكير المزعج المُقلق، الذي أصبح يشغلك ليلاً ونهارًا، ثم زاد الطين بِلَّة أيضًا بأنه أوقع في نفسك أنه قد يُخبر والدك بما حدث، وبذلك يكون موقفك في غاية الصعوبة.
أقول لك: هذا كله هو نوع من أنواع حرب الشيطان على المسلم، فإن الشيطان عندما أوقعك في حبائله، وزيَّن لك التواصل مع هذا الشاب، كان هذا هو غايته، وهذه كانت بداية، والله أعلم كيف ستكون النهاية؟ ولكنَّ الله لأنه يُحبك انتشلك من هذا الوحل، ونبهك من هذه الغفلة، وأخرجك من هذا التيه، فعُدتِّ إلى رُشدك وصوابك، وقطعتِ العلاقة مع هذا الشاب، فعزَّ على الشيطان ذلك، لأنه كما أخبر الله -تبارك وتعالى- {يوقع بينكم العداوة والبغضاء} فوجد أنك بالتوبة والبُعد عن هذا الشاب لن تُحققي ما يريده، فشغل قلبك به، حتى أنه أزعجك إزعاجًا شديدًا، وسوف يفعل أكثر من ذلك.
ولذلك عليك بالثبات على ما أنت فيه، ودعاء الله -تبارك وتعالى- أن يُعافيك من هذا التعلق، وسؤال الله تعالى بكل قوة أن يُخرج محبة هذا الشاب من قلبك، وكلما جاءت هذه الأفكار على خاطرك أو مرّتْ بذهنك حاولي أن تتخلصي منها بسرعة، ولا تستسلمي لها، طاردي هذه الأفكار –يا بُنيتي-.
أما قضية والدك فاتركيها لله تعالى؛ لأنه من الصعب أن يقول الشاب: قد فعلت كذا وكذا مع ابنتك، فهذا أمرٌ مستبعد، واعلمي أن صدق توبتك وإخلاصك فيها سيكون سببًا في صرف الضرر عنك، فلا تشغلي بالك – يا بنيتي – بهذه الأفكار، وركزي على الأعمال، إذا كنت طالبة ركزي على دراستك، وركزي على حسن علاقتك بربك، وركزي على توبتك لله سبحانه وتعالى، ولا تشغلي بالك بغير ذلك، واعلمي أن الله جل جلاله وتقدَّستْ أسماؤه عند ظن عبده به، فلا تظني به إلا خيرًا، فكما سترك وأنت تتكلمين مع هذا الشاب، فالله سيسترك يقينًا -بإذنه تعالى- وأنت قد تبتِ، وتركتِ ذلك الشاب من أجل الله تعالى.
أحسني الظن بالله تعالى، وتفاءلي، ولا تقفي طويلاً أمام هذا الماضي الكئيب، واعلمي أنك ما دمت قد تركت هذا الأمر لله فسيعوضك الله خيرًا منه، وسيغفر لك ويسترك، المهم أن تواصلي الطاعة، وأن تُكثري من العبادة، وأن تُكثري من الدعاء، بأن يعافيك الله -تبارك وتعالى- من آثار هذه العلاقة، وأن تُكثري من الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- بنية أن يُذهب الله همَّك، وأن يُفرِّج الله كربك.
هذا وبالله التوفيق.