كثرة المشاكل أثرت في نفسيتي ولم أحس بطعم الحياة.. أفيدوني
2015-05-02 07:08:49 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة عمري 28، غير متزوجة، ترددت كثيراً قبل أن أكتب، وهذه أول مرة أتحدث عن مشاكلي فأنا كتومة ولكن هذه الفترة أشعر بضعف شديد وحزن لا يعلم به إلا الله، أنا نشأت في عائلة كثيرة المشاكل والمصائب -والحمد لله على السراء والضراء- وهذه المشاكل أثرت بشكل كبير في نفسيتي، والسنين الماضية أحاول أن أتماسك وأصبر، وثابرت في دراستي إلى أن تخرجت من الجامعة، وبعد التخرج زاد إحساسي بالملل والضيق، فنحن لا نخرج من البيت إلا نادراً، وأمي أصبحت كبيرة في السن، وكل أعباء المنزل علي من تنظيف، وطبخ، وغيره، وأشعر بالتعب وآلام في الظهر والكتفين باستمرار، وأتحمل من أجل أمي، ولا أجد التقدير أو الشكر من أي أحد في البيت.
كثرة المشاكل سببت لي قولونا عصبيا وعدم الإحساس بطعم الحياة وكثرة القلق والخوف من أن يكون القادم أشد وأكثر بلاءً، وأعاني من كثرة الأحلام المزعجة وتقطع النوم ونزول الوزن، وفي الأيام الأخيرة كنت سبباً في سوء تفاهم، ولم يكن لي أي نية سيئة -والله الشاهد- وتسبب هذا الأمر في غضب أحد إخواني على أمي، ووضحت له الأمر وشرحت الموضوع إلى أن فهم، ولكنه تسبب في إحزان أمي وبكائها، وبدأت ألوم نفسي وزاد حزني أضعافا وأضعافا، ودائماً أبكي باستمرار فأنا قاسية على نفسي زيادة على قسوة الأيام، فهذا الموضوع جدد أحزاني وآلامي؛ لأن أمي مظلومة جداً في حياتها وعانت بشدة، ولا أريد أن أكون سبباً في حزنها.
تعبت جداً بسبب لوم نفسي وإحساسي بالذنب، والله إني لا أحتمل، وإذا وضعت رأسي لأنام أدعو الله أن أنام وأن لا أستيقظ بعدها، وفي الأيام الماضية كل تصرف أقوم به ينقلب علي بالأسوأ ويزيد من حزني، ولا أعلم هل هذا بسبب سوء تصرفي أو سوء حظي؟ وأنا أحاسب نفسي بشدة.
آسفة على الإطالة، حاولت أشرح وضعي باختصار لأن أغلب التفاصيل مريرة جداً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مها حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.
أيتها الفاضلة الكريمة: أعتقد المشكلة الرئيسية هي أن الفكر السلبي يسيطر عليك بدرجة كبيرة جدًّا، وهنالك عدم قدرة على التكيف والتواؤم، وذلك بالرغم أن حياتك فيها فعاليات إيجابية جدًّا، فأنت -الحمد لله تعالى– تخرجت من الجامعة، وحتى إن زاد إحساسك بالملل بعد أن افتقدت الحياة الجامعية وجو الدراسة إلا أنك تقومين بدور ممتاز، وهو المساعدة في الأعباء المنزلية حتى وإن نظرت إليها نظرة سلبية، فهي حقيقة عكس ذلك تمامًا.
الإنسان الذي ينفع ويفيد نفسه ويفيد الآخرين يجب أن يُكافئ نفسه، وذلك من خلال التفكُّر والتأمُّل فيما يقوم به، وأعتقد أن حالة الضجر والملل التي تعانين منها ناتجة أيضًا من توقعاتك السلبية، هنالك الكثير من ملامح التشاؤم لديك، وأنا أرى أيضًا أن عدم القدرة على التواؤم هذه قد تكون أدخلتك في شيء من الاكتئاب النفسي، فكثرة الأحلام وتقطع النوم ونزول الوزن هي مؤشرات بيولوجية مهمَّة لوجود المكون البيولوجي للاكتئاب النفسي، لكنه قطعًا ليس اكتئابًا عميقًا.
أيتها الفاضلة الكريمة: أريدك أن تتبعي الخطوات التالية:
أولاً: يجب أن تكوني إيجابية في تفكيرك.
ثانيًا: سعيك من أجل المشاركات الإيجابية داخل أسرتك، هذا أمرٌ يجب أن تُكافئي نفسك عليه مكافأة إيجابية.
ثالثًا: نظمي وقتك، وضعي بعض الأهداف الواقعية، أهدافا حياتية مستقبلية.
رابعًا: اذهبي إلى الطبيبة –طبيبة المركز الصحي- طبيبة الرعاية الصحية الأولية سوف تقوم بفحصك، ويتم إجراء بعض الاختبارات كفحص الدم، لأن نقصان الوزن هذا، وإن كان سببه الاكتئاب لكن لا بد أيضًا أن يتم التأكد من مستوى الدم ووظائف الكلى والكبد والسكر ووظائف الغدة الدرقية، هذه فحوصات أساسية، وبعد أن تتضح النتائج إذا كان هنالك نقص في مكوِّنٍ ويحتاج للعلاج سوف تقوم الطبيبة بذلك، وإن لم يوجد أي أثر عضوي سلبي أعتقد في هذه الحالة يمكن للطبيبة أن تعطيك أحد مضادات القلق ومُحسِّنات المزاج.
الآن بفضل الله تعالى بين أيدينا أدوية ممتازة جدًّا، ومعظم محسنات المزاج معروفة تمامًا لدى الأطباء في الرعاية الصحية الأولية.
من الأدوية الجيدة والمفيدة جدًّا عقار يعرف تجاريًا باسم (سبرالكس Cipralex)، ويعرف علميًا باسم (استالوبرام Escitalopram)، أو عقار يعرف تجاريًا باسم (زيروكسات Seroxat)، ويسمى علميًا باسم (باروكستين Paroxetine) هذه أدوية جيدة وبسيطة وسليمة -إن شاء الله تعالى- ولا تحتاجين لتناولها لمدة طويلة، ثلاثة إلى أربعة أشهر سوف تكون كافية جدًّا.
باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.