الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محي الدين حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لك التوفيق والسداد، ونومًا هانئًا -إن شاءَ الله تعالى-.
اضطراب النوم من النوع الذي تعاني منه – أي الصعوبة في الدخول في النوم – يكون دائمًا مرتبطًا بالقلق النفسي، أو عدم الاهتمام بالصحة النومية، وعدم الاهتمام بالصحة النومية تتمثل في أن الإنسان ليس له وقت ثابت للذهاب إلى السرير، أو المضجع من أجل النوم، تجد هناك تباينًا وتأرجحًا شديدًا جدًّا فيما يتعلق بوقت النوم، وهذا يُسبب إشكالية كبيرة، يؤدي إلى مشاكل في الساعة البيولوجية المتعلقة بالنوم، لذا يجد الإنسان صعوبة كبيرة في الدخول في النوم.
وهنالك بعض الناس لديهم بعض العادات مثل تناول الشاي والقهوة في أوقات متأخرة، أو مشاهدة التلفزيون في غرفة النوم، أو الاستماع إلى المذياع، أو الاسترسال في القراءة لمواضيع شيقة، أو عدم الحرص على أذكار النوم... هذا كله ينتج عنه اضطراب النوم.
فيا أيها الفاضل الكريم: الذي أريده منك هو أن تكون مسترخيًا جدًّا قبل النوم، لا تفكّر فيما يُزعجك، تفكّر فيما هو طيب وما هو جميل.
وأريدك أن تتدرب على تمارين الاسترخاء، تمارين التنفس التدريجي تُحسِّنُ النوم كثيرًا؛ لأنها تؤدي إلى استرخاء العضلات، وحين تسترخي العضلات تسترخي النفس، وموقعنا أعدَّ استشارة تحت رقم: (
2136015) فيها الطريقة التي تُطبق من خلالها هذه التمارين على أحسن وجه، فاحرص عليها، هذه هي النقطة الأولى.
النقطة الثانية: أذكار النوم يجب أن تكون ملازمة لك، وأذكار النوم يجب ألا تُقرأ قراءة سطحية، إنما تُقرأ بتدبر وتمعنٍ، وكما تلاحظ فإن كلماتها ومحتوياتها خاصة جدًّا، فاحرص على أذكار النوم والاستيقاظ.
تجنب النوم النهاري أيضًا مهم جدًّا، والرياضة ضرورية، ويجب أن تكون ممارسة الرياضة ليست في وقتٍ متأخرٍ من الليل، وإن كانت لديك أي مشاغل قلقية أو وسواسية – كما ذكرتَ – فأدخل على نفسك الفكر الجميل، الفكر الإيجابي، الفكر الاسترخائي، هذا قطعًا يُساعدك كثيرًا في النوم.
أنت لم تذكر عمرك، لكن إن كان عمرك أكثر من عشرين عامًا، فليس هناك ما يمنع أن تتناول دواءً بسيطًا يُحسِّنُ لديك النوم، ويُزيل القلق والتوترات، الدواء هو (أنفرانيل Anafranil)، والذي يسمى علمياً باسم (كلومبرامين Clomipramine)، والجرعة في مثل حالتك هذه هي خمسة وعشرون مليجرامًا ليلاً، يتم تناولها بانتظام لمدة ثلاثة أشهر، ثم تجعلها خمسة وعشرون مليجرامًا يومًا بعد يوم لمدة شهرٍ، ثم تتوقف عن تناول الدواء.
وقطعًا توجد أدوية كثيرة جدًّا تُحسِّنُ النوم، ونحن نحرص تمامًا ألا نصفَ أي دواء إدمانيًا؛ لأن الكثير من المنومات هي ذات طابع إدماني.
باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.