كيف أتخلص من الحالة الانطوائية وضعف الثقة بالنفس؟
2015-06-15 01:43:36 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
في البداية أحب أن أشكركم على هذا الموقع الأكثر من رائع، والذي استفدت منه كثيرا في العديد من الأمور.
أنا عمري 21 سنة، وأعاني من ضعف الثقة بالنفس، وقلة الكلام، وليس لدي إلا القليل من الأصدقاء، لا أحب الخروج والاختلاط بالناس، حتى المسجد لا أذهب إليه بسبب وجود الناس، وأصلي فقط في المنزل، ودائما ما أجلس أمام الحاسوب معظم وقتي.
أحس كأنني إنسان غريب في هذه الدنيا، الكل يراني غريبا بسبب انطوائيتي التي تسبب لي متاعب كثيرة في حياتي، دائما ما أتمنى أن أكون إنسانا اجتماعيا ومحبوبا عند الناس، ولكن هذه فقط أحلام بالنسبة لي؛ لأنني ولدت هكذا! ولدت خجولا! ومع الوقت أصبحت منطويا على نفسي.
عندما ألتقي بالناس لا أتحدث كثيرا، يصيبني اكتئاب، وتأتي فترات عندي يصبح الاكتئاب حادا حتى أني أفكر في الانتحار بسبب طبيعتي الانطوائية، أريد أن أتغير، هل الذهاب لرؤية الطبيب سيكون حلا جيدا؟ وهل من دواء له تأثير إيجابي؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ صلاح حفظه الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
شكرا لك على الكتابة إلينا على هذا الموقع، ومعذرة على التأخر.
في كثير من الأحيان قد لا نعرف السبب من النتيجة، فمثلا هل أنت تتجنب لقاء الناس وتشعر بالعزلة؛ لأن عندك ضعف الثقة بالنفس، أو العكس؟ أي أن عندك ضعف الثقة بالنفس بسبب العزلة وعدم الاختلاط بالناس.
فكلاهما يمكن أن يؤدي للآخر، فالشاب الذي يشعر بضعف الثقة بالنفس يبدأ يتجنّب لقاء الناس، وكذلك الشاب الذي يتجنب لقاء الناس لسبب من الأسباب يجد نفسه بعد فترة أنه يعاني من ضعف الثقة بالنفس.
وأيا ما هناك من هذين الاحتمالين، فيبقى الحل الأمثل هو في عدم التجنب، وإنما اقتحام المواطن التي ترتبك فيها، وتشعرك بعدم الارتياح، فمثل هذا التعرض والمواجهة، على صعوباتها، هي التي ستُشعرك بنمو الثقة بالنفس، وما هو إلا وقت قصير حتى تشعر بأنك أكثر جرأة وشجاعة على لقاء الناس والتفاعل معهم.
أنت لست مضطرا للنزول لمواجهة الناس بشكل كبير وبخطوة واحدة، وإنما يمكنك التدرج رويدا رويدا، وكلما شعرت بالراحة فسيزداد تعرضك لأماكن واجتماعات أخرى مع الناس، حتى تصل لدرجة لا تعود تشعر فيها بشيء من ضعف الثقة بالنفس.
إن الثقة بالنفس إنما تأتي من خلال التجربة والاختلاط ومواجهة الناس، وليس عن طريق حديث النفس وتمني قوة الشخصية...
فهيا بادر للقاء الناس والتفاعل معهم، وإذا ما زلت تجد صعوبة في تنفيذ هذا؛ فنعم يمكنك أن تستفيد من مقابلة أخصائي نفسي، وليس بالضرورة طبيب نفسي، وسيعينك على تحقيق بعض هذه المراحل من العمل.
وفقك الله، ويسّر لك الخير.