أعاني من الخوف الشديد والقلق بسبب إصابة صاحبي بمرض خبيث
2015-02-10 22:49:49 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
أسأل الله أن يجعلكم ممن طالت أعمارهم وحسُنت أعمالهم.
مشكلتي تكمن في الخوف الشديد والقلق، أحد أصحابي أصيب بالمرض الخبيث، منذ أكثر من شهر، وأنا في حالة يرثى لها من الوسواس والخوف الشديد!
يأتيني ألم ناحية بطني جهة اليمين، فأقول: هذا ورم، ثم يأتيني ألم بسيط جدا أسفل البطن، فأقول: هذا ورم، وكلما تذكرت صاحبي تأتيني المخاوف، وتتخدر ساقاي من شدة الخوف!
أفكر كثيرا، وفي بعض الأحيان أقلم أظفاري من شدة التعمق بالتفكير والقلق.
حتى عندما أقوم من النوم أشعر بأن صدري مربوط بسلاسل من شدة الهم، وأظل هكذا حتى أخلد إلى النوم مرة أخرى، وأصبحت أحضن أمي كثيرا، وأستلقي على فخذها كي أشعر بالطمأنينة، أريد أن أستمد الطمأنينة من الله سبحانه وتعالى، وليس من أمي.
صرت أتحول من شخص سعيد مفعم بالحياة والضحك والسعادة إلى شخص لا يُرى في وجهه إلا الكدر والهم والشرود.
باختصار: أصبحت الحياة لا معنى لها، كلما أريد فعل شيء أتذكر الأمراض والموت، فأفقد العزيمة وأنسى الفكرة.
ما الحل؟ أريد استئصال هذا الشيء الذي حوّل حياتي إلى حزن وهم وغم، ولم أكتب لكم هنا إلا لصعوبة الذهاب لطبيب نفسي، وأنا أستخدم عقار (جنبريد 200 ml) بسبب عدم تقبل المزاج.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Ameer حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نسأل الله تعالى الشفاء العاجل لصديقك ولجميع مرضى المسلمين.
أيها الفاضل الكريم: خوفك هذا مفهوم ومبرر، فقلبك ما شاءَ الله مليءٌ بالرحمة والشعور الوجداني نحو هذا الصديق، وهذا ما قاله النبي -صلى الله عليه وسلم-: (هذه رحمة جعلها الله في قلوب من يشاء من عباده)، وحدث لك ما نسميه بالتماهي المرضي، أي أصبحت تخشى ما يُعاني منه صديقك.
العلاج - أيها الفاضل الكريم - هو أن تسأل الله تعالى أن يعافيك وأن يحفظك، دعاءٌ عظيم عن الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (اللهم إني أعوذ بك من البرص، ومن الجذام، ومن الجنون، ومن سيء الأسقام) وسيء الأسقام يشمل كل شيء، الأمراض الخبيثة وغيرها، وقوله -صلى الله عليه وسلم-: (اللهم إني أسألك العفو والعافية في الدنيا والآخرة) ووصيته لعمِّه العباس (سِلِ الله العافية) مِرارًا، وأن تسأل الله تعالى علمًا نافعًا ورزقًا طيبًا واسعًا، وشفاءَ من كل سَقَمٍ.
أذكار الصباح والمساء لا شك أنها حافظة وباعثة للطمأنينة، فلا تنسها أيها الفاضل الكريم، وأريدك أن تعيش حياة صحيَّة، ونعني بذلك أن تحرص على عباداتك، أن تُمارس الرياضة، أن تنام مبكرًا، أن تستيقظ مبكرًا، أن تنظم غذاءك، أن تتواصل اجتماعيًا، وأن تطور نفسك مهنيًا، هذه هي الأصول التي تصرف الخوف والوسوسة، فأرجو أن تلتزم بها.
في نهاية الأمر: لا بأس من تناول عقارا يعرف تجاريًا باسم (زولفت Zoloft) ويعرف أيضًا باسم (لسترال Lustral) ويسمى علميًا باسم (سيرترالين Sertraline) دواء رائع جدًّا لعلاج المخاوف.
الـ (جنبريد genprid) لا بأس به، لكن جرعة المائتي مليجرام قد تكون كبيرة نسبيًا، اجعلها خمسين مليجرامًا صباحًا وخمسين مليجرامًا مساءً لمدة شهرين، ثم خمسين مليجرامًا صباحًا لمدة شهرٍ، ثم تتوقف عن تناوله.
أما السيرترالين – وهو الزولفت – فابدأ في تناوله بجرعة حبة واحدة ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعلها نصف حبة ليلاً لمدة شهرٍ، ثم نصف حبة يومًا بعد يوم لمدة شهرٍ آخر، ثم توقف عن تناول الدواء.
باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.