ما السبيل لترك العادة السرية والاستفادة علميا ودعويا؟
2015-02-08 02:08:22 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
أسأل الله أن يجعل هذا الموقع إسلام ويب، في ميزان حسناتكم، إنه على ذلك قادر.
أريد منكم الإجابة على الآتي:
- جدول مبسط يساعدني على ترك العادة السرية.
- عندما أترك العادة السرية، هل ستذهب أضرارها عني؟
- طريقة تجعلني أخشع في صلاتي.
- كيف أكون عالماً في الدين؟
- كيف أستطيع تحسين خطي؟
أفيدوني أفادكم الله، وأسكننا وإياكم جنات الفردوس.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
إنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يجعلك من عباده المؤمنين، وأوليائه المتقين، من الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون.
كما نسأله جل وعلا أن يجنبك الفواحش والفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يجعلك من العلماء العاملين والأولياء المقربين والدعاة المتميزين المتفوقين.
بخصوص ما ورد برسالتك -ابني الكريم الفاضل- فيما يتعلق بجدولٍ مبسَّطٍ يُساعدُك على ترك العادة السرية، أعظم جدول هو المحافظة على الصلوات في أوقاتها، فإنك إذا حافظت على الصلوات في أوقاتها، واجتهدت على أن تكون على طهارة، وتذكرت أنك تقف بين يدي العلي الأعلى سبحانه جل وعلا، وأنه من غير المنطقي أو المعقول أن تكون مُطيعًا وعاصيًا في نفس الوقت، فكيف بالله عليك تحافظ على الصلوات في أوقاتها وفي نفس الوقت تحافظ على طاعة الشيطان وإغضاب الرحمن؟!
إذًا – بارك الله فيك – عليك بالمحافظة على الصلوات في أوقاتها، والمحافظة على أذكار ما بعد الصلاة، واجتهد في أن تكون على طهارة ما بين الصلوات، وبذلك ستنتهي قضية العادة السرية نهائيًا، عندما تكون حريصًا على أن تكون على وضعٍ طيب بإذنِ الله تعالى.
حاول – يا ولدي – ألا تجلس وحدك لفترة طويلة، وإذا دخلت دورة المياه لا تطيل المكوث فيها، ولا تخلو بنفسك في غرفتك أو أي مكانٍ بعيدٍ عن أعين الناس، لأن الذئب يأكل من الغنم القاصية، كما أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- فكن دائمًا مع الناس، لأن هذا يُقلل فرصة انفراد الشيطان بك وتغلبه عليك.
عندما تترك العادة السرية مما لا شك فيه كل الآثار والأضرار المترتبة عليها سوف تنتهي بإذن الله تبارك وتعالى.
أما عن خشوعك في صلاتك، فالمحافظة على الصلوات جماعة مع المسلمين، ومحاولة الإنصات إلى الإمام وهو يقرأ خاصة في الصلاة الجهرية، وأن تتذكر أنك تتكلم مباشرة مع الله، وأن الله يعلم ما في سِرِّك، وأن الله يعلم ما في قلبك، وأن الله مطلع على ما بداخلك، وأن الله سيُحاسبك على ذلك، وتعلم أنك واقفٌ بين يدي الله تعالى وأنت قائم تُصلي، لست بين يدي عبدٍ أو ملِكٍ من ملوك الأرض أو حاكم من حكام الدنيا، وإنما أنت بين يدي العلي الأعلى ملك الملوك جل جلاله صاحب العظمة والجلال، تتذكر ذلك قبل أن تدخل إلى الصلاة.
محافظتك على أذكار الصباح والمساء تُجنبك العادة السرية كلها تؤدي بك إلى الخشوع في الصلاة.
أما عن كونك كيف تكون عالمًا في الدين؟ كما ورد في السنة (العلم بالتعلم، والحلم بالتحلُّم)، أنت تريد أن تكون عالمًا بالدين لا بد أن تتعلم، وأرى أن تُركّز الآن في فترة الدراسة على دراستك الأكاديمية النظامية، ثم بعد ذلك في فترة الإجازة حاول أن تلتحق بأحد مراكز التعليم، وعندكم في اليمن أعداد كبيرة من العلماء الربانيين الكبار الذين يستطيعون أن ينهضوا بك، وأن تبدأ بداية بحفظ القرآن الكريم، لأنه أساس العلوم، وهو أصل الأصول، فعليك به أولاً، ثم بعد أن تنتهي منه أن تبدأ بحفظ السنة، وستجد -إن شاء الله تعالى- جدولاً رائعًا منظمًا من قبل المشايخ الذين سوف تحكي لهم وضعك وتذكر لهم أحوالك وظروفك، لأن العالِم كالطبيب يصف الدواء على قدر الحاجة.
أرى – بارك الله فيك – بعد أن تنتهي من العام الدراسي أن تتوجه إلى المشايخ المشهورين في مدينتك أو قريب من ذلك، وأن تعرض عليهم حاجتك، وسوف يوافونك -بإذن الله تعالى- بما يُناسب سِنِّك وظروفك.
كيف تستطيع أن تُحسِّن خطك؟ أيضًا تحسين الخط مهارة من المهارات التي تحتاج إلى تعلم، وهناك مدارس لتعليم الخطوط، فإذا كان في قريتك أو في مدينتك مدرسة لتعليم الخطوط فالتحق بها، وإلا فمن الممكن أن تبدأ في تقليد الخطوط الجميلة التي تُوجد في بعض الكتب أو في غيرها، حتى يتيسَّر لك الحصول على معلم يُعلمك الخط، لأن حسن الخط من مفاتيح الرزق كما قالوا، ولكنه مهارة من المهارات التي تحتاج إلى تعلم، لأن هناك قواعد للخط العربي لا بد من تعلمها حتى يكون الخط جميلاً ورائعًا.
أسأل الله لك التوفيق والهداية والسداد، وأن يعافيك الله من العادة السرية، وأن يجعلك من صالح المؤمنين.
هذا وبالله التوفيق.