ضيق التنفس الذي يراودني أثناء نومي سبب لي قلقاً
2015-01-19 03:47:04 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا فتاة أبلغ من العمر 24 سنة، كانت تراودني نوبات ضيق التنفس حينما أكون نائمة، تتكرر هذه النوبات بين فترة وأخرى.
ذهبت إلى المستشفى، وكانت جميع التحاليل سليمة، تحاليل الضغط والسكر، علماً بأن ضغطي ينخفض في بعض الأحيان، عندما أنام وأستيقظ أشعر بأنني لا أستطيع التحرك، وأشعر بأن الدم بدأ يتحرك إلى الأطراف، ويصل إلى يدي ورجلي، مع دوخة وخفقان، وثقل بالرأس، كل هذه الأعراض مجتمعة، تراودوني بعد الاستيقاظ مباشرة، فهل هذه علامات الجلطة - لا قدر الله -.
وجزاكم الله خيراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سما حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
ليس للأعراض التي تعاني منها علاقة بالجلطات، سواء على القلب أو المخ؛ أولاً: لصغر سنك، وثانياً: لأن الجلطات مرض يترك أثراً على الجسم، إما بالشلل إذا كانت جلطات في المخ، أو مشكلة كبيرة في القلب إذا كانت جلطة في شرايين القلب، لذلك دعي عنك أفكار ووساوس الجلطات.
ولكن ما تعانينه مرض يسمى: (sleep apnea)، أو كتمة النفس أثناء النوم، وهي حالة مرضية تحدث أثناء النوم، تتميز بتقطع مرضي في عملية التنفس، أو بفترات طويلة من التنفس الضعيف أثناء النوم، ويمكن أن تستمر تلك الأعراض، من الشعور بالاختناق، والدوخة، وضيق التنفس من عدة ثوانٍ إلى عدة دقائق، والذي يلحظ ذلك هو المرافق للمريض أثناء النوم، سواء الزوج أو الزوجة، أو أحد أفراد الأسرة المجاورين للمريض، خصوصاً عند التواء الرقبة أو النوم على الظهر، وفي حالة وجود الشخير أثناء النوم، ومن بين الأمور التي تحسن الحالة وتساعد على وقف ذلك الانقطاع، تغيير وضع النوم، وتعديل الرقبة الملتوية، أو النوم على أحد الجانبين.
ومن بين تلك الأسباب أيضاً، والتي تؤدي إلى الدوخة، والشرقة، والكحة في الليل, وجود جرثومة في المعدة؛ تؤدي إلى حدوث التهاب في جدار المعدة، وتتأثر المعدة بعد ذلك بالحمض الذي تفرزه، ثم ارتجاعه في اتجاه المريء، ويحدث ما يعرف بالشرقة أثناء النوم، وهذا يؤدي إلى الكحة، وضيق التنفس، ويمكن تشخيصها بعمل تحليل براز لجرثومة المعدة، وفي حالة وجودها، هناك علاج يسمى العلاج الثلاثي: ويشمل نوعين من المضادات الحيوية (klacid 500 mg)، مرتين يومياً لمدة عشرة أيام، وكبسولات (amxicillin 1 gm) مرتين يوميًا لمدة عشرة أيام أيضاً، وأقراص (pariet 20 mg) قرصا واحدا يومياً على الريق صباحاً، أو أقراص (nexium 40 mg)، أيضا على الريق لمدة (10) أيام، ثم عند الضرورة بعد ذلك.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن تقسيم الوجبات اليومية إلى وجبات خفيفة ومتكررة، وبعيدة عن التوابل، والمقليات، والعشاء الخفيف ليلاً، وقبل ميعاد النوم بفترة مناسبة، مع محاولة وضع السرير بشكل متدرج، بحيث يكون مستوى الرأس أعلى من مستوى القدمين بحوالي (30) درجة على الأفقي، وليس رفع الوسادة فقط؛ لأنه قد يؤدي إلى مشاكل في الفقرات والغضروف، وساعتها قد تستغني عن الوسادة، وهذا الوضع يمنع ارتجاع الحمض إلى الحلق، ويخلصك من الشرقة، والكحة، وضيق التنفس أثناء النوم - إن شاء الله -.
كذلك فإن السمنة والوزن الزائد لهما دور في ذلك، وهذا يؤدي إلى ضيق مجرى التنفس، ونقص الهواء الداخل إلى الرئتين، ومن بين تلك الأسباب أيضاً وجود حساسية مزمنة في الجيوب الأنفية، أو التهاب مزمن في الجيوب الأنفية؛ ويؤدي ذلك إلى نفس النتيجة، وهي نقص كمية الهواء الداخل إلى الصدر، وما ينتج عنه من إحساس بضيق التنفس، ولذلك يجب البحث عن السبب وعلاجه.
والعلاج يعتمد على علاج السبب، ولذلك يجب العرض على طبيب أنف وأذن وحنجرة؛ لتقييم حالة الأنف والجيوب الأنفية، وفي حالة زيادة الوزن والسمنة، يجب عمل برنامج غذائي صحي، وحمية لإنقاص الوزن، وننصح بالنوم على الجنب، مما يساعد على منع اللسان واللهاة من غلق مجرى التنفس، مع عمل تحليل صورة دم، ووظائف الغدة الدرقية، والعلاج حسب نتيجة التحليل، وتناول كبسولات فيتامين (د) الأسبوعية لمدة 2 إلى 4 شهور، للنقص الشديد في ذلك الفيتامين عند الكثير من الناس.
وفقك الله لما فيه الخير.