هل معدل الذكاء يصبح ثابتاً بعد سن الـ18 أم يتغير؟
2014-12-28 01:46:50 | إسلام ويب
السؤال:
لدي طموحات كثيرة، ولكني أشعر أن عقلي لا يساعدني على التحقيق، أحلم بأن أكون عبقريًا، وأمارس تمرينات عقلية كثيرة على الإنترنت، وأقرأ كتبًا في التنمية البشرية في هذا الشأن، ولكني قرأت أن معدل الذكاء يصير ثابتًا بعد سن 18 سنة، وأنه يكون في حالة تغير ما قبل ذلك، وأنا عمري الآن 21 سنة.
هل التمرينات التي أقوم بها سوف يكون لها تأثيرٌ على عقلي؟ أم أن ما قرأت يعد حقيقيًا؟ أنا أحلم بأن أحفظ كل شيء بمجرد النظر إليه مثل الإمام الشافعي، وأحلم أني سأستطيع أن أحل المشاكل في فترة من الوقت قليلة جدًا، هل هذا ممكن؟ وإن كان ممكنًا، فماذا أفعل؟ وإن لم يكن ممكنًا ماذا أفعل أيضًا؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
شكرًا لك على هذا السؤال الطموح، والذي سررت به، فتح الله عليك، وإذا اهتديت إلى طريقة تستطيع من خلالها الحفظ من مجرد النظر إلى المادة المطلوب حفظها، فأرجو أن ترشدني إليها لعلي أستفيد أنا منها شخصيًا منها.
الذكاء المعرفي أو الذهني في الحقيقة يكون ثابتًا عند الإنسان، وحتى قبل سن 18 بكثير، بل يكاد ألا يتغيّر، ولكن هذا ليس نهاية الطريق، فالإنسان يمكن أن يستمر ولزمن طويل يتجاوز الأربعين سنة أن ينمّي عنده ما يسمى بالذكاء العاطفي، والذي يتعلق بالحكمة في التعامل مع نفسه، ومع الناس، ومع الحياة عمومًا، ويأتي هذا من خلال خبرة الحياة والقراءة والاطلاع، والتعامل الحسن والإيجابي مع الناس والحياة.
وأنا أدعوك إن أحببت أن تقرأ عن الذكاء العاطفي وطرق تنميته، ولي شخصيًا كتاب في هذا الموضوع بعنوان "الذكاء العاطفي والصحة العاطفية".
والذي يمكن أن يزداد أيضًا مع السنين هي الحكمة، الحكمة في التعامل مع الأمور، وفي وضع الأمور في نصابها ومكانها الصحيحين.
ومما لا شك فيه أيضًا أن إعمال الدماغ بأي نشاط ذهني كالقراءة والتفكير والاطلاع وحلّ المعضلات والمسائل المختلفة، كل هذا يزيد ليس في عدد خلايا الدماغ العصبية، فهي ثابتة ومنذ الولادة، ولكن في أن تنشأ لهذه الخلايا امتدادات واستطالات لتصل الخلال العصبية ببعضها؛ مما يحسّن فرص الاستفادة من هذا الدماغ، ومن الملكات الفكرية والعقلية.
حافظ على طموحك، فكم نحن في بلادنا العربية والإسلامية في حاجة للشباب الطموح للمعالي، ويمكنك فعل هذا من خلال التركيز على ما تدرس أو تعمل، بحيث تتقن المادة التي تدرسها، لتتعمق فيها، وتقدم للناس ما يفيدهم، والله سيوفقك على قدر نيّتك، وعلى جهدك في سبيل تحقيق هذا.
كنت أحب أن أعرف مجال دراستك أو عملك كي يكون جوابي محددًا بشكل أدق فيما يتعلق بفرع الدراسة أو الإبداع الذي تريد الإبداع فيه.
هناك من يقول بأن الإبداع 20% منه مقدرات ذهنية وغيرها، و80% منها جهد وكسب، وعمل وصبر، فربما هذا يفيدك، ويعطيك مفتاح التقدم والإبداع.
وفقك الله، وفتح الخير على يديك، ونفع بك أمتك وبلادك.