أشعر أن حشرة في جسمي تتحرك عند سماعي للرقية الشرعية.. هل أنا محسود أم ممسوس؟
2014-12-04 03:46:51 | إسلام ويب
السؤال:
عندما أسمع آيات الحسد والعين والمس أشعر أن حشرة في جسمي تتحرك من مكان إلى آخر، ولكن أغلب الوقت تتحرك في أسفل جسمي، وفي مرة استمعت إلى سورة الصافات مكررة، وأنا ذاهب إلى الدوام في السيارة أحسست بشيء اجتمع في أعلى الفخذ الأيمن في الورك فسمعت صراخًا، ولكنه ليس صراخًا كالبشر، بل كأنه فار أو شيء صغير، ولكنه لا يتكلم أبدًا؛ لأنني حاولت معه أن يتكلم، ولكن لا جدوى.
علمًا أن وضعي الاجتماعي جيد، أي أنه لا مانع لدي من الذهاب إلى المناسبات، أو الذهاب إلى المسجد، أو الدراسة كلها طبيعية، ولكن عند الامتحانات أكسل عن المذاكرة، وربما أؤجلها ليوم وأنام وقتها.
أريد أن أعرف ما بي؟ وما هي الرقية الشرعية القوية لاستخراجه؟
هناك من قال لي عالج أولا الحسد، ثم المس؟ هل هذا صحيح وما هو الفرق بين آيات الحسد والعين؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ naif حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع.
وبخصوص ما ورد برسالتك -أخي الكريم الفاضل- فالذي يبدو منها فعلاً أن لديك شيئًا، ولعله من الأشياء المسالمة، بمعنى أنه متأقلم معك وأنت متأقلم معه، ولا توجد هناك مشكلة؛ لأنه أحيانًا قد يكون هناك اعتداء فعلاً إما أن يكون سببه العين، أو الحسد، أو المسِّ، أو السحر، أو العشق أو غير ذلك، وقد يُزعج صاحبه إزعاجًا شديدًا.
وأحيانًا قد يكون الجن أو العين ساكنة؛ لأن العين والحسد معها دائمًا المسّ، فقد يكون ساكنًا لا يتحرك إلا إذا أثرته أنت، فما دمت أنت لا تستمع إلى الرقية، وما دمت لا تحافظ بانتظام على أذكار الصباح والمساء، وما دامت حياتك حياة تقليدية لاهية عادية كالمشغولين بالدنيا وإنجازات الدنيا، فإنه يجد في هذه البيئة جوًّا مناسبًا لحياته، ولا يجد هناك داعيًا لإزعاجك، وبالتالي قد يظل في جسد الإنسان فترة طويلة دون أن يُثير له أي مشاكل.
ولكن أحيانًا إذا استمعت إلى آيات الرقية أو إلى السور التي تتعلق بالعلاج فإنه عادة ما يُثار، وقد يترتب عليه أن يبدأ في إزعاجك بإحداث بعض الأشياء المزعجة بالنسبة لك، وقد يكون تصرفه كرد فعلٍ، فإذا توقفت أنت عن ممارسة الرقية، أو عن الالتزام بالأذكار وغير ذلك فإنه يعود إلى كُمُونِهِ مرة أخرى، ولا يُحدث لك إزعاجًا.
ونظرًا لأنك قرأت سورة الصافات – وسورة الصافات من السور التي تستعمل في العلاج – فإن هذ الذي يُوجد في جسمك تأثر وتأذى بذلك، ولذلك سمعتَ صراخه، إلا أنه كما ذكرت لم يتكلم، لأنه أحيانًا قد لا يستطيع أن يتكلم، ليس كل جني يتكلم أو ينطق، وإنما قد يكون أبكم لا يسمع، وقد لا يكون لا يتكلم بالتالي، وقد يكون ممنوعًا من الكلام أيضًا؛ لأن بعض السحرة إذا ما أدخل السحر في جسد الإنسان فإنه أحيانًا يعاقبه بعدم القدرة على الكلام أو يُسخِّر له جنيًّا آخر خارج الجسد يُحذره من أن يتكلم مهما بلغت درجة الضغط عليه وقوة القراءة، وهذا أمر وارد.
ولذلك أنا أرى أن علاج الأمر يكون برقية شرعية قوية كما ذكرت، حتى نتخلص من هذا كله؛ لأنه مهما كان هو معتدٍ، وهو ظالم، وهو يسبب الكسل والخمول عن بعض العبادات وعن بعض المصالح كما ذكرت أنت، ولذلك كثير من الناس لديهم مسٍّ ولديهم حسدٍ ولديهم عينٍ، وقد يكون لديه سحر، ولكن لا يُزعجه، فيظلُّ معه، حتى تحدث الإثارة التي أشرت إليها، ولذلك أحيانًا تسمع عن بعض الأشخاص، رجلٌ يذهب مع زوجته للعلاج فتُفاجئ ما أن يبدأ الشيخ في الرقية على المرأة حتى يسقط الرجل، رغم أن الرجل ليس مستهدفًا ولم يكن يُفكّر أصلاً، ولكن عندما بدأت الرقية تُقرأ وبدأ يستمع لآيات الرقية بدأ يتأثر هو، وأحيانًا امرأة تكون مع امرأة فتتأثر هي بقراءة الرقية على أختها مثلاً، وأحيانًا يكونوا خمسة أو عشرة في مكان واحد فيتأثرون جميعًا بقراءة الرقية، رغم أنهم لم يكونوا يفكرون في أن لديهم أي مسٍّ أو حسدٍ أو عينٍ أو غيره، هذا وارد.
والسبب كما ذكرت لك أننا ما دمنا لا نُثيره فهو مستريح، ولا يسبب إزعاجًا، ولكن ما أن تبدأ في الرقية حتى تبدأ المعركة، وتبدأ عملية الإزعاج، ولذلك أنا أنصح بالاستماع إلى الرقية، وليس هناك حقيقة رقية قوية ورقية ضعيفة، وإنما الرقية ما دامت من كلام الله تعالى وكلام النبي -عليه الصلاة والسلام-، هي فقط تحتاج إلى تكرار، وتحتاج إلى يقين وحُسن ظنٍّ بالله تعالى، وإلى قوة وجلد، فإذا ما حدث هذا فإن الأمر سينتهي -بإذن الله جل وعلا – لأن الكلام كله كلام الله تعالى وكلام النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو مؤثر بلا شك.
هل هناك من يقول بأن تعالج أولاً من الحسد أو العين، وهل هناك فرق؟ .. هذا فرق شكلي، وليس فرقًا حقيقيًا، ولذلك أنصحك بالذهاب إلى راق ثقة، مع المحافظة على أذكار الصباح والمساء بانتظام، والمحافظة على الصلاة في وقتها، والإكثار من الاستغفار، والاستماع إلى رقية قوية كرقية الشيخ محمد جبريل – المقرئ المصري – التي تُوجد على الإنترنت، خاصة الرقية الطويلة التي مدتها تسع ساعات ونصف تقريبًا، فهي مفيدة جدًّا، وأحسبها أقوى الرَّقى وأنفع تأثيرًا بإذنِ الله تعالى.
أسأل الله لك العافية والشفاء.