هل أستطيع التغلب على أحلام اليقظة والوساوس؟
2014-11-24 05:44:57 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا شاب عمري 19 عامًا، وأعاني من إدمان أحلام اليقظة منذ أن كنت طفلًا صغيرًا، هذه الأحلام في رأسي 24 ساعة، ويصعب علي السيطرة عليها، وأعاني الوسواس القهري والرهاب الاجتماعي، وبسبب الكم الهائل من الإجهاد والتفكير؛ أعاني من أعراض لا تطاق، عبارة عن عذاب لا يقدر، ألم بالعضلات شديد جدًا، وضعف عام في الجسم تصعب علي الحركة والتعامل في المواقف، كأنني عبارة عن دمية ضعيفة.
أعاني من ثقل وحرارة بالجسم، وألم بالرأس دائم، حتى من شكلي أعاني من انتفاخ بالوجه جراء التعب، عانيت من كل هذه الأعراض لدرجة التفكير بالانتحار، فأنا أعاني من شيء يجهله مجتمعي ولا يتقبله، ويلوموني على ضعفي ويسخرون مني، ويقارنوني بغيري ويزيدون من ألمي.
أتمنى الموت كل يوم، كل دقيقة، فكل محاولاتي فشلت في التعامل مع هذه الأحلام، أريد الحياة، أريد أن أكون مرتاحًا مثل أي بني آدم، لا أريد صداعًا قاتلًا طول اليوم، لا أريد ألمًا بجسمي وعضلاتي، لا أريد أن أكون ضعيفًا.
ينعتونني بالغبي؛ لأنني لا أستطيع التركيز في أي شيء لدرجة أنهم قالوا لي: اذهب للجيش أو الأمن. وهذا الشيء حرقني ودمرني من الداخل، مع أني أنا إنسان ذكي، أدرس وسأكون -إن شاء الله- شيئًا جيدًا بالمستقبل، ومع أني أحاول بكل ما أستطيع لكن يأتيني توتر ويزيد الأمر سوءًا.
أرجوك، هل من حل لإنهاء أحلام اليقظة والوساوس؟ أريد -بعد إذنك- طرقًا للتعامل معها. وأريد أي غذاء ممكن أن يساعد الجسم على تحمل هذا الحمل والإجهاد من الأفكار.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ahmad حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
إن كنت تقصد بأحلام اليقظة الأفكار المكثفة والمتداخلة التي تسيطر عليك، ويصعب عليك طردها، وتُدخلك في أمور قد لا تكون واقعية، ولكنك مدرك أنها جزء من تفكيرك، هذا النوع من أحلام اليقظة دليل على وجود القلق وعدم الاستقرار النفسي، وأنت ذكرت -أيضًا- أنك تعاني من درجة من المخاوف والتوترات، وأعتقد أن مشكلتك الأساسية -أيضًا- هي خوفك من الفشل وافتقادك للدافعية وسيطرة الأفكار السلبية عليك.
فيا أخي الكريم: صحح مسارك من خلال أن تُنعش الأمل في نفسك. أيها الشباب: الدنيا بخير، أنت تملك طاقات عظيمة، يجب ألا يفوت عليك هذا الأمر، يجب ألا يستغفلك الوسواس والمخاوف؛ ليجعلك مستكينًا ومستسلمًا وسلبيًا، لا، نظم وقتك، ضع هدفًا ومشروعًا في حياتك، وضع الخطط الآنية والخطط المستقبلية التي تجعلك تُنجز وتصل لهذا الهدف، هذه هي الحياة وقيمة الحياة الحقيقية.
كل هذه الأفكار والقلق والتفكير والانتحار ناتج من أنك أصبحت تعيش بدون هدف، وهذا أمر خطأ كبير جدًّا.
الذين اقترحوا عليك الانضمام للأمن أو للجيش يظهر أنهم يريدونك أن تعيش حياة فيها شيء من الانضباط، والانضباط هو تأهيل نفسي أيضًا مهم جدًّا، وجزء من تأهيلك لنفسك هو أن تجد عملاً مناسبًا إذا كنت قد أكملت دراستك أو توقفت عنها، وأنت في مثل هذا العمر من المفترض أن تكون في الدراسة الجامعية، لكن إذا لم توفق في هذا الأمر فحاول أن تجد تعليمًا مكافئًا له، وهذا متوفر الآن.
أحلام اليقظة يتم التخلص منها من خلال الممارسة الكثيفة لتمارين الاسترخاء، والجري والمشي، والنوم المبكر مهم جدًّا، وتنظيم الوقت أيضًا يملأ الفراغات الذهنية التي تشغلها أحلام اليقظة، ولابد أن يكون لك هدف، الهدف سوف يشغل حيزًا كبيرًا جدًّا من تفكيرك، وهذا يساعدك كثيرًا.
بالمناسبة: بعض أحلام اليقظة ليست سيئة؛ لأنها تحسِّن الدافعية عند الإنسان من أجل الإنجاز.
أنا أرى من المستحسن -أيضًا- أن تقابل طبيبًا نفسيًا في الأردن، فإحدى الأدوية المضادة للقلق والمخاوف والوساوس ومحسنة للمزاج مثل الـ(سبرالكس) أعتقد أنها سوف تفيدك كثيرًا، لكن من المهم جدًّا التطبيقات السلوكية التي ذكرتها لك.
باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.