كيف أتعامل مع أمي التي أحبها كثيرا ولكنها أتعبتني بشدتها؟
2014-11-05 04:29:45 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
أود أن أشكركم على هذا الموقع كثيرا، وعلى بذل مجهودات، هذا كله في ميزان حسناتكم.
إخواني: أود أن أعتذر منكم على كثرة أسئلتي، أنا فتاة بعمر 18 سنة، لي أم أحبها كثيرا، وهي حنونة, وطيبة للغاية، لكنها متشددة كثيرا.
أنا أعلم أن تشددها هو خوف علينا، لكن ليس لهذه الدرجة، لا تتركني أتحمل مسؤلويتي أبدا، أو لا تتركني أطلع من البيت سوى في أوقات الدراسة، صحيح أن الوقت لا يتسع لكنني أود أن أطلع مع صديقاتي، أريد أن أعيش الحياة، هي متشددة جدا.
أرجوكم أفيدوني، كيف أتعامل معها لتخفيف التشدد ولو قليلا؟
وشكرا لكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ simino حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك ابنتنا الفاضلة في موقعك، ونؤكد لك أننا نتشرف بخدمة أبنائنا وبناتنا، ونشكر لك الثناء على موقعك، فلا تعتذري من كثرة الأسئلة، فالموقع يرحب بكم وبكل المشاركين، ونسأل الله أن يسهل أمرنا وأمركم، وأن يهديكم ويصلح بالكم.
قد أسعدنا اعترافك بفضل الوالدة، وفهمك لدوافعها ومقاصدها النبيلة، وهى في الحقيقة لا تخاف منكم ولكنها تخاف عليكم، ولكي يزول هذا الحرص الزائد نتمنى ربطها بأسر الصديقات، لتكون الصداقة عائلية، بحيث تذهب الوالدة لزيارة الأم، وأنت معها لزيارة الصديقة التي هي البنت.
كما نرجو أن تستفيدي من فرصة الدراسة، لبناء صداقات صحيحة، ولن تكون كذلك إلا إذا كانت عن محبة في الله ولله، وعلى مراد الله، وما كان لله دام واتصل، وما كان لغير الله انفصل وانقطع، (الأخلاء يومئذٍ بعضهم لبعضٍ عدوٌّ إلا المتقين).
نتمنى أن تقتربي من الوالدة وتصادقيها، وتظهري لها ما وهبك الله من نضج ووعي وخير، واحرصي على الطاعة لها والتقرب إلى الله ببرها، والإفادة من خبراتها، والنظر إلى نيتها الطيبة.
أرجو أن تعلمي أن الصداقة مطلوبة، ولكن حسن اختيار الصديقة ورضا الأهل عن أسرتها، وعن رعايتهم للضوابط أمر في غاية الأهمية، كما أن مسألة الخروج مع الصديقات لابد فيها من الاطمئنان للوجهة والمكان والبرنامج.
يؤسفنا أن نقول: إن المساحات والساحات الآمنة بدأت تضيق وتضيق، ومن هنا فنحن نتمنى تفهم دوافع الوالدة والاجتهاد في طمأنتها، والوضوح معها، حتى تخفف من تشددها وحرصها الزائد، مع قناعتنا بأن الاحتياط واجب.
نسأل الله أن يرزقك رضا الوالدين وأن يسعدك في الدارين، ونسأل الله أن يوفقكم، وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل السداد والثبات.