الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
النوم هو خاصية فطرية لدى الناس، وقطعاً تتحكم فيه آليات في جسم الإنسان وفي عقله، وهنالك تغيرات فسيولوجية، وهنالك مواد كيميائية، وهناك الحالة النفسية للإنسان، ومستوى كهرباء الدماغ لديه، ومحيط الإنسان أيضاً يحدد النوم، وكذلك الدرجة الانفعالية التي يكون فيها الإنسان، فالإنسان الذي يكون مسترخياً ومهيئا نفسه للنوم؛ قطعاً سوف يبحث عنه النوم، ولا يحتاج هو أن يبحث عن النوم.
بجانب ذلك هناك تفاوت بين الناس في درجة النوم والاستكفاء من النوم، فبعض الناس يحتاجون إلى 3 إلى 4 ساعات فقط، والنوم لا يقاس بعدد ساعاته حقيقة، وإنما يقاس بدرجة النشاط التي يستشعرها الإنسان حين يستيقظ من نومه.
والنوم الليلي لا مثيل له، لأنه فرصة عظيمة لترميم خلايا الدماغ، ووضع المسارات الكيميائية في موضعها الصحيح، كما أن المواد التي تساعد في النوم، مثل: مادة المليتونين؛ تفرز بصورة أفضل في الظلام، وفي أثناء الليل.
أيتها الفاضلة الكريمة: حالة الأرق التي تعانين منها هذه بترتيب بسيط جداً، وهو ما نسميه تعديل وتحسين الصحة النومية، وربما تحل هذه المشكلة بالتالي:
أولاً: تجنبي النوم في أثناء النهار.
ثانياً: لا تتناولي الشاي والقهوة والمنبهات الأخرى، مثل: البيبسي، والكولا، والأجبان بعد الساعة الخامسة مساء.
ثالثا: مارسي أي نوع من التمارين الرياضية التي تناسب الفتاة المسلمة يومياً.
رابعاً: تدربي على تمارين الاسترخاء، وإسلام ويب لديها استشارة تحت الرقم
2136015 أرجو أن تأخذي بما فيها من إرشاد، وسوف تجدين فيها خيراً كثيراً، وطبقيه على الأقل نصف ساعة قبل النوم.
خامساً: هيئي محيطك للنوم، بحيث تكون الغرفة هادئة، لا تليفزيون، اقرئي شيئا بسيطا، واحرصي على أذكار النوم بيقين تام بأنها سوف تفيدك -بإذن الله تعالى-، ولابد أن تثبتي وقت النوم، وقت الذهاب إلى النوم يجب أن يكون ثابتاً، فهذا يؤدي إلى ترتيب إيجابي جداً بالنسبة لساعتك البيولوجية.
هذه -أيتها الفاضلة الكريمة- هي الأسس الرئيسية التي تحسن النوم -إن شاء الله تعالى- لديك.
بالنسبة للمنومات: لا تتناولي المنومات، لأن التعود عليها سريع جداً، وفي ذات الوقت حتى وإن حسنت النوم؛ إلا أن الإنسان سوف يجد صعوبة كبيرة جداً حين يتوقف عن تناولها.
هنالك دواء بسيط جداً ليس إدمانياً يعرف باسم تربتازول، واسمه العلمي إيمتربتالين، وهو من الأدوية القديمة جداً، والتي استعملت لعلاج القلق والتوترات والاكتئاب، فقد وجد أنه يحسن النوم، وليس له مضار إن أردت أن تستعمليه، لا مانع في ذلك، والجرعة هي 25 مليجراما، تتناوليها ليلاً ساعة قبل النوم لمدة شهرين، ثم 25 مليجرام يوما بعد يوم، لمدة شهر، ثم تتوقفين عن تناول الدواء.
الدواء ليس له أثار جانبية كثيرة، فقط ربما يؤدي إلى جفاف بسيط في الفم في الأيام الأولى للعلاج.
إذاً هذه هي الأسس التي أنصحك بها، وحاولي أن تكوني مرتاحة البال، وخالية الذهن قبل النوم، فهذا أمر مهم جداً، اقرئي شيئا من القرآن، وكوني في تصالح تام مع ذاتك.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، وبالله التوفيق والسداد.