أعاني من عدم التوفيق الدائم في أمور حياتي
2014-11-04 04:45:31 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
أعاني من عدم التوفيق الدائم في أمور حياتي، أجتهد بشدة ولكن بلا طائل، أسعى وأتعب جدا، ولكن يتوقف كل شيء في النهاية، ولا فائدة! أجتهد بشكل مبالغ به جدا حتى لأتم أبسط الأمور وقد ينتهي بي الحال ولا يتم الأمر بالنهاية!
أرى من حولي تسير أمورهم بيسر، وقد تتحقق مطالبهم بدون أي سعي منهم، حتى ولا مجهود، وأنا على العكس تماما.
علما أني أصلي بانتظام، وأقرأ القرآن، وأداوم على الذكر، وأتقي الله قدر استطاعتي، ولكن لا يزال عدم التوفيق يلازمني! علما أن غيري قد يكون لا يذكر الله أساسا، ولا صلاة ولا غيرها، وأمورهم تسير بسهولة، والتوفيق حليفهم.
هل حقا كتب الله على البعض الشقاء مهما فعلوا وتعبوا واجتهدوا، وسيظلون في شقائهم حتى وفاتهم، وأنا منهم، أم ماذا علي أن أفعل؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ ريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك ابنتنا الفاضلة في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به، ويصلح لنا ولكم الأحوال.
ننصحك بما يلي: متابعة نيتك قبل العمل لتتأكدي أن المنطلق لله، ومتابعة النية أثناء العمل للتأكد من النية الصالحة مستمرة، فالمرء يعطى على قدر نيته، وإرادة الخير للناس، والفرح بما ينزل الله عليهم من النعم باب من أبواب التوفيق للخيرات.
اللجوء إلى الموفق سبحانه ببذل الأسباب ثم التوكل على الوهاب والرضى بما يقدره مالك الأكوان، والشكر لله على ما أولاك من النعم لتنالي بشكره المزيد، مع تجنب النظر إلى ما عند الآخرين، كما قال ربنا لرسولنا الأمين، (لا تمدن عينيك)، وهو توجيه للمؤمنين.
كذلك إدراك حقارة الدنيا، وأن الله يعطيها لمن يحب ولمن لا يحب، ولو كانت تزن جناح بعوضة ما سقى الكافر منها جرعة ماء.
عليك بالرضا بالله وعن الله، وبما وهبه الله، وتذكري أن الهداية هي أعظم النعم، وتجنبي الإعجاب بالعمل، والإدلال به على الله، وعليك بالتعوذ بالله من الاعتراض على عطاء الله، وقسمته بين عباده، واليقين بأن تيسير أمور الدنيا قد لا تكون دليلا على رضاء الله، قال تعالى: (فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء) ثم يأتي الانتقام، والأخذ (حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتةً فإذا هم مبلسون).
أنت لست من الأشقياء، لأن الله وفقك للسجود والطاعات، والله سبحانه يعطي الدنيا لمن يحب ولمن لا يحب، ولكنه لا يعطي الدين إلا لمن يحب.
هذه وصيتنا لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، وقد أسعدنا تواصلك مع موقعك، وأبشري بالخير من الله، واعلمي أنه قد افتقر في هذه الدنيا كليم الله موسى، وابتلي فيها نبي الله أيوب، وجاع فيها رسولنا حتى ربط الحجارة على بطنه، وهي سجن للمؤمن وجنة للكافر، فتأملي.
نسأل الله أن يوفقك ويرعاك ويحفظكم ويتولانا ويتولاكم، وأن يصلح حالنا وحالكم.