تخاصمت مع صديقي وأريد أن أرجع العلاقة، فكيف أتصرف؟
2014-11-02 02:02:35 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كان لي صديق أصغر مني بثلاث سنوات، وتفكيره قريب من تفكيري، كنا قبل نلعب كرة، ونجتمع كثيراً بعد الصلاة، فتخاصمت معه على أسباب جعلتني أسحب عليه معظم الوقت، وكان يقول لأخي الصغير: اذهب، فأخوك لا يريد كلامنا، وتقريبًا استمرت مدة انقطاعنا عن بعض سنتين أو ثلاث، وكلانا من أبناء الحي، ووالده يعرف والدي، وبينهما صلة.
السؤال: ما هي الأساليب التي أتخذها؛ لكي أبعد الخصام بيني وبينه، وترجع علاقتنا من دون كره وحقد، وتصبح المودة بيننا مثل السابق؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ badar حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحباً بك -ابننا الفاضل- في موقعك ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يصلح الأحوال، وأن يطيل في طاعته الآجال، وأن يحقق لنا ولكم وبكم الآمال.
لا يخفى على أمثالك أن المسلم لا يجوز له أن يهجر أخاه فوق ثلاث، يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا وخيرهما الذي يبدأ بالكلام، ولأن رسولنا أخبر أن من يكسر الحاجز، ويقطع الهجران هو الأفضل؛ فلا تفوت هذه المنزلة الرفيعه، وأتمنى أن تطبق ذلك بمجرد وصول الإجابة إليك، فبادر بالخير، واقهر عدونا الشيطان الذي يفرح بالخصام، وهمه أن يشعل نيران العداوة والبغضاء. وفساد ذات البين هي الحالقة، لا أقول تحلق الشعر، ولكنها تحلق الدين.
تب إلى الله، وبادر بمصالحة الشاب المصلي الذي والده على صلة بوالدك، والإنسان يصالح، وبعد ذلك يمكن أن يحدد مستوى العلاقة، ولكن كسر الهجر مطلوب؛ لترتفع الأعمال إلى الله، فإن أعمال المتهاجرين لا ترفع، ويقال انظرا هذين حتى يصطلحا، انظروا هذين حتى يصطلحا.
أما الأساليب التي تتخذها لإبعاد الخصام، فهي كما يلي:
1- اللجوء إلى الله.
2- بناء الصداقة على التقوى والإيمان، وليس على الدنيا لأن الدنيا فيها التنازع.
3- استحضار أجر الحب في الله والتآخي فيه.
4- استحضار أجر الصبر على الإخوان.
5- إدراك أهمية الصديق الصالح، وقد ندم أهل النار على عدم وجوده، فقالوا: (فما لنا من شافعين ولا صديق حميم).
6- إدراك حقيقة البشر، وأنه ليس فيهم كامل.
7- حاجة الإنسان إلى من ينصح ويؤازر، وإنما يعرف الصديق عند الضيق.
8- الاستفادة من سبب الخصام لتفاديه.
9- فهم نفسية وظروف الصديق.
10- تقوى الله والحرص على طاعته؛ لأن قلب الصديق وقلوب العباد بين أصابعه، يصرفها ويقلبها، وما من خلاف يحدث بين صديقين إلا بذنب أحدثه أحدهما؛ فأكثروا من الاستغفار، وجددوا التوبة.
هذه وصيتي للجميع بتقوى الله والإحسان، فـ{إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون} وفقكم الله وسدد خطاكم.