الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سهر حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نسأل الله تعالى لك العافية والتوفيق والسداد.
أعتقد أن الذي حدث لك هو نوع من المخاوف الظرفية، ربما مررت بموقف كان فيه شيء من الهرع، أو التخويف في أثناء قراءة القرآن، والتفاعل الاجتماعي من هذا النوع حتى وإن كان بسيطًا، ولم تعريه اهتمامًا في لحظته، إلا أن آثاره النفسية قد تظهر في شكل مخاوف، وضيق الصدر، والشعور بالاختناق، وتسارع ضربات القلب، هذا كله دليل على وجود نوع من الرهبة، والرهبة دائمًا مرتبطة بالقلق وبالتوتر.
أيتها الفاضلة الكريمة، يجب أن تعيدي ثقتك في نفسك، أنت صاحبة مقدرات، أنت حافظة لكتاب الله تعالى، وتقومين بتعليمه، فيجب أن تشعري بمكافأة داخلية عظيمة جدًّا، لأن هذا إنجاز وأي إنجاز، حظي به - بفضل الله تعالى - القلة القليلة من الناس، فخيركم من تعلم القرآن وعلمه.
الأمر الثاني: أنا أؤكد لك ألا أحد يراقبك، أو يسخر منك، أو يستهزئ منك، على العكس تمامًا، أنت محط التقدير والاحترام من الجميع.
ثالثًا: حاولي أن تتدربي على تمارين الاسترخاء، هذه التمارين ضرورية، تمارين مفيدة جدًّا، وإسلام ويب لديها استشارة تحت رقم (
2136015)، أرجو أن ترجعي إليها، وتطبقي كل ما بها من تمارين.
رابعًا: حاولي أن تُكثري من التواصل الاجتماعي، وعرضي نفسك في الخيال لمصادر الخوف، تصوري أنك تقومين بإلقاء محاضرة أمام جمع كبير من الناس، وكانت هنالك أسئلة كثيرة، وحوارات دارت مع الحضور؛ فمثل هذا الخيال إذا أتقنه الإنسان وأخذه بجدية يفيد كثيرًا في مواجهة المخاوف.
أيتها الفاضلة الكريمة، زيادة الوزن هذه يجب أن تُعرف أسبابها، هل ناتجة من نوعية الأطعمة التي تتناولينها؟ أو ناتجة من عسر واكتئاب؟ لأن الاكتئاب النفسي في بعض الأحيان يؤدي إلى زيادة في الوزن، بالرغم من أن الشيء المعهود هو نقصان الوزن من فقدان الشهية، لكن في قلة قليلة قد يأتي الاكتئاب بصورة معاكسة ومخالفة ومعهودة.
لا تنزعجي لكلامي هذا، لكن اذهبي وقابلي الطبيب، طبيب الباطنية، أو طبيب الأسرة، ليس من الضروري أن تذهبي وتقابلي الطبيب النفسي إن كان ذلك يسبب لك إزعاجاً أو مضايقة، ولابد أن تُجرى فحوصات طبية عامة، خاصة بالنسبة لوظائف الغدد، واتباعك للحمية والطرق الأخرى لإنقاص الوزن قطعًا جيدة ونقرها تمامًا، وقطعًا حين ينقص وزنك هذا سوف يعطيك شعورًا إيجابيًا جيدًا، يساعدك في قهر هذه المخاوف الظرفية.
لا أرى هنالك داعي أن تخفي أي شيء عن أسرتك، أطلعي أسرتك، لأن الكتمان في حد ذاته يؤدي إلى القلق، والتوتر، والمخاوف، والوساوس، فتكلمي مع والدتك، وتكلمي مع أختك مثلاً عمَّا تعانين منه، وعمَّا نصحناك به.
ومن وجهة نظري أن تناولك لعقار (زيروكسات)، والذي يسمى علميًا باسم (باروكستين)، لفترة قصيرة سيكون جيدًا جدًّا لك، والجرعة هي عشرة مليجرام، يتم تناولها ليلاً لمدة عشرة أيام، ثم تُرفع إلى حبة كاملة ليلاً، وقوة الحبة 20 مليجرامًا، تستمري عليها يوميًا لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعلي الجرعة نصف حبة يوميًا لمدة شهر، ثم نصف حبة يومًا بعد يوم لمدة شهرٍ آخر، ثم توقفي عن تناول الدواء.
باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.