هل نخبر والدي بالتصرفات الخاطئة التي تصدر عن أخويّ؟
2014-10-22 02:23:15 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله..
نحن إخوة ربانا والدنا على الخلق والدين -والحمد لله-، والجميع يشهد لنا بذلك، إلا أن أسلوب الوالد كان قاسٍ بعض الشيء في بعض الأوقات وليس دائما.
الآن لدي أخوين في مرحلة المراهقة 19 سنة، أحدهما مغترب في شرق آسيا للدراسة، وهما يرتكبان بعض الأخطاء بالخفية عن والدي، كالتدخين الشره، ومصاحبة الفتيات، تكلمنا معهما، ولكنهم أنكروا ولم يستمعوا لنا أبدا، هل نخبر والدي ليوقفهم عند حدهم خوفا من إلحاق الأذى بأنفسهم؟ علما بأن أسلوبه سيكون قاسيا معهم، أم نتركهم ليتعلموا من تجارب الحياة؟ ويكونون شخصيتهم الخاصة بدون الضغط المستمر من والدي؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ لبنى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبا بك -ابنتنا الفاضلة، الناصحة لإخوانها، المحبة للخير- في موقعك، ونشكر الإيجابية والاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يقر عينك بصلاح إخوانك والأحوال.
لا شك أن ما يحصل من إخوانك فيه تجاوز للخطوط الحمراء، والسكوت عنهم لا يصلح، ولكن لا بد من تدرج وحكمة في المعالجة، وكونك الأقرب سنا، فنحن نتمنى أن تتحاوري معهم وتحذريهم، وتوضحي لهم أنك لا تريدين أن يعرف الوالد، لأن ذلك لن يكون في صالح أحد، واجتهدي في تذكيرهم بمن يعلم السر وأخفى، وحاولي وكرري المحاولات، فإن لم يستجيبوا؛ فليس أمامك إلا إشراك الوالد.
ونتمنى قبل ذلك أن تقفي مع والدك على خطة العلاج؛ لأن القسوة لا تصلح مع هذه السن، ففترة المراهقة لا تخلوا من العناد والرغبة في التمرد، والقسوة الزائدة قد تجعلهم يعيشون بوجهين، وقد تفقدهم الثقة في أنفسهم، ونحن نتمنى أن يتغيروا بنصحك، أو بمجرد علمهم أن الخبر سوف يصل إلى الوالد، فخوفيهم بالوالد وحاوريهم، وأرجو أن تقتربي منهم، وذكريهم بخطورة المعاصي عامة، وخاصة مسألة الأعراض، وما خلا رجل بامرأة إلا كان الشيطان هو الثالث.
أما بالنسبة للتدخين: فهو البوابة الرئيسة للمخدرات والشرور، والأضرار الصحية معروفة للجميع، ونتمنى ألا تتركيهم؛ لأن التعلم من خلال تجارب الحياة فيه خسائر كبيرة، وقد يذهبون ولا يعودون، وهناك مسائل الوقاية فيها هي العلاج، والإسراع في حسم الأمر مطلوب قبل أن يتمكن الشر.
نسعد بدوام تواصلك مع موقعك للتفاكر، ونسأل الله أن يوفقك، ونكرر لك الشكر، ونبشرك بقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لأن يهدِ الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم)، فكيف إذا كان من تسعين في هدايتهم هم إخوانك؟!
نسأل الله لك السداد والثبات.