الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مطمئنة النفس م حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أعتقد أن سبب شرود الذهن وعدم التركيز الذي تعانين منه، وبقية الأعراض التي ذكرتها، من الانغماس في التفكير والأفكار بشدة، وكذلك ما انتابك من شعور وسواسي وألم بالرأس، هذا كله ناتج من القلق النفسي أيتها الفاضلة الكريمة، والقلق قد لا يكون له أي مسببات، قد يكون جزءًا من البناء النفسي لشخصية الإنسان، ونشاهد ذلك كثيرًا لدى الناس الحسَّاسين، حيث يكون قلقهم قلقًا مقنعًا، ينعكس على طريقة تفكيرهم، أو تركيزهم، أو على وظائف أجسادهم.
أنت من الملاحظ أن أعراضك تخف أو تختفي عند الاسترخاء، وهذا دليل قاطع على أن القلق هو العامل الرئيسي في أعراضك.
إذًا أيتها الفاضلة الكريمة، اسعي دائمًا أن تكوني مسترخية، وهذا يمكن الوصول إليه من خلال التفكير الإيجابي، وتحقير الفكر السلبي، والتدرب الدقيق على تمارين الاسترخاء، هذه يمكن أن يُعلمك إياها أحد المختصين في الصحة النفسية، أو يمكنك أن ترجعي لاستشارة إسلام ويب والتي هي تحت الرقم (
2136015)، وتطبقي تفاصيلها الواردة فيها، فهي مفيدة جدًّا.
نقطة ثانية: أريدك أن تكوني معبرة عن ذاتك، لا تحتقني، لا تتركي الأمور البسيطة تتراكم، وتتضخم، وتتجسم، مما ينتج عنه نوع من القلق الداخلي، الذي يُشتت من تفكيرك.
نقطة أخرى: أخذ قسطًا كافيًا من الراحة، النوم الليلي المبكر دائمًا مفيد، الاهتمام بالتغذية أيضًا مفيد، وأريد أن ألفت نظرك لأمر مهم جدًّا، وهو تلاوة القرآن بتجويد وتدبر وتمعن، هذا يعطي انطلاقة عظيمة للفكر الإنساني، ويحسِّن من التركيز، ونعم مصداقًا لقوله تعالى: {واذكر ربك إذا نسيت}.
نقطة أخرى ثالثة ومهمة جدًّا، هي: أن تجعلي لحياتك هدفًا، تخطيط، برامج واضحة، التزود بالعلم، تطوير المهارات الاجتماعية، المشاركات الأسرية الإيجابية...الخ، هذا كله فيه دفع إيجابي جدًّا بالنسبة لك.
النقطة الأخيرة هو أنه لا مانع أن تتناولي أحد مضادات القلق والتوتر، وهي كثيرة جدًّا، وجُلّها مفيدة، أعتقد أن عقارا بسيطا مثل (فافرين)، والذي يعرف باسم (فلوفكسمين)، بجرعة خمسين مليجرامًا ليلاً، يتم تناوله بعد الأكل، تستمرين عليه لمدة شهرين، وبعد ذلك تجعلينها مائة مليجرام ليلاً، لمدة شهرين آخرين، ثم انتقلي إلى الجرعة الوقائية، وهي: خمسون مليجرامًا ليلاً لمدة شهرين، ثم خمسين مليجرامًا يومًا بعد يوم لمدة شهر، ثم يتم التوقف عن تناول الدواء، يتميز هذا الدواء بأنه بسيط، وغير إدماني، وغير تعودي، ولا يؤثر على الهرمونات النسوية.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لك التوفيق والسداد، وأشكرك على الثقة في إسلام ويب.