الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عمر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أسأل الله لك العافية والشفاء، والتوفيق والسداد.
الذي حدث لك هو نوبة خوف حادة يظهر أنها تحمل سمات ما يسمى بنوبات الفزع أو الهلع أو الهرع، ومن ثم امتدت المخاوف عندك لتشمل -فعلاً- ما نعتبره درجة بسيطة من رهاب الساح أو الساحة.
العلاج السلوكي -أيها الفاضل الكريم- يتمثل في أسس رئيسية بسيطة جدّاً، هي: تحقير فكرة الخوف، يجب ألا تقبلها، حاور نفسك: ما الذي يجعلك تخاف؟ والخطوة السلوكية الأخرى هي: أن تُدرك تماماً أنك لن تفقد السيطرة على الموقف حين تكون في وضعٍ يتطلب المواجهة؛ لأن مقدراتك الأساسية موجودة.
ثالثاً: تبدأ تطبيقات تقوم على مبدأ التعريض أو التعرض، والتعرض أو التعريض يمكن أن يكون في الخيال، تصوّر أنك في مكان مزدحم، أو أنك تلقي خطبة أو خطاباً على مجموعة من الناس، تصور أنه قد طُلب منك أن تصلي صلاة جنازة، هذه كلها أوضاع حياتية واقعية، فتصور هذه المواقف بشيء من التدبر والتمعن، وكل تمرين ذهني يجب أن يستغرق ربع ساعة على الأقل –أي تمارين التعرض الذهني– وبعد ذلك تبدأ في التطبيق الفعلي المتدرج: زيارة الأصدقاء يجب أن تضع لها برمجة ثابتة، زيارة الجيران، زيارة المرضى في المستشفيات، الصلوات الخمس يجب أن تكون في المسجد، الذهاب إلى الأسواق، أن تكون جالساً دائماً في الصف الأول في مقاعد الدراسة، أن تلعب رياضة جماعية مع أصدقائك.
إذاً أمامك برنامج سلوكي متكامل، وواقعي، وبسيط، وسهل التطبيق إن كان بالفعل لديك الدافعية الكاملة من أجل التغيُّر، وأنا أحسب أن لديك هذه الدافعية.
تمارين الاسترخاء ذات قيمة علاجية كبيرة فاحرص عليها، وإسلام ويب لديها استشارة تحت رقم: (
2136015) أرجو الرجوع إليها، والاستفادة مما ورد فيها من توجيهات وتعليمات حول كيفية تطبيق هذه التمارين.
بالنسبة للعلاج الدوائي: أتفق معك أن (السبرالكس) دواء متميز وسليم وفاعل، له آثار جانبية بسيطة، وهي أنه قد يؤدي إلى زيادة في الوزن لدى بعض الناس؛ لذا يجب التحكم في موضوع الأكل، كما أنه يؤدي إلى تأخير القذف المنوي لدى المتزوجين في بعض الأحيان، لكنه لا يؤثر أبداً على الذكورة أو الإنجاب.
جرعة (السبرالكس) التي تبدأ بها هي خمسة مليجرام –أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على عشرة مليجرام– تناولها بانتظام لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعلها حبة كاملة يومياً لمدة شهر، ثم ارفع الجرعة إلى عشرين مليجراماً –وهي الجرعة العلاجية– ويجب أن تستمر عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعل الجرعة عشرة مليجرام ليلاً لمدة خمسة أشهر، ثم اجعلها خمسة مليجرام ليلاً لمدة شهرٍ، ثم خمسة مليجرام يوماً بعد يومٍ لمدة شهرٍ آخر، ثم توقف عن تناول الدواء.
فأرجو أن تأخذ هذه الرزمة العلاجية والإرشادية متكاملة، الدواء مع الإرشاد السلوكي، وضرورة الأخذ بالتطبيقات السلوكية التي ذكرتها لك.
وحول علاج الخوف من الموت سلوكيا يرجى الاطلاع على:
261797 -
272262 -
263284 -
278081.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً.