كيف أتحكم في الأفكار التي تراودني في الانتقام من الآخرين؟
2014-08-14 01:00:50 | إسلام ويب
السؤال:
السلام الله عليكم ورحمة وبركاته.
كيف أتحكم في الأفكار التي تراودني في الانتقام من الآخرين؟ فمثلاً أنا أريد الذهاب إلى مكان آخر، وأعيش فيه، وأنتقم من الناس الذين كنت أعيش معهم في المكان القديم؛ لأنهم أقوياء.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي عبد الوهاب حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
شكرًا لك على الكتابة إلينا مجددًا، فقد لاحظت أنك ممن يكتب باستمرار للموقع، وربما في كل ما يخطر في بالك، وفي حياتك من قضايا كبيرة وصغيرة.
وحقيقة أريد أن أجيبك بجواب واحد على الثلاثة الأسئلة التي أمامي الآن، وهذا واحد منها؛ ولأنه لا شك أنه ستعرض أسئلة أخرى كثيرة من بعد، وربما لا نهاية لهذه الأسئلة!
إن لب الموضوع أنك ما زلت في 15 من العمر، وكما ذكرت في سؤالك التالي، أي أنك في مرحلة المراهقة، وبما فيها من النمو النفسي، والنمو الاجتماعي، حيث إنك لا شك قد قطعت شوطًا واسعًا في النمو الجسدي، ولكن الأمران الهامان الآن لهذه المرحلة هو الجانب النفسي والجانب الاجتماعي.
أريدك أن تتحلى بشيء من الصبر مع نفسك، وأنت في هذه المرحلة من المراهقة، وبما فيها من النمو النفسي والاجتماعي، فمن الواضح أنك تتساءل في نفسك عما يجري في حياتك، وما هذا بغريب فهذه هي المرة الأولى، والأخيرة، التي ستمرّ فيها بهذه المراهقة، فالإنسان لا يمر بها إلا مرّة واحدة!
طلبت منك التحلي بالصبر؛ لأنك ستواجه الكثير من المواقف في حياتك والتي ستتعلم منها لتخرج في النهاية شابا يعرف نفسه، ويعرف مكانته في المجتمع، ومن هذه المواقف الثلاثة أمور التي وردت في أسئلتك الثلاثة:
- كيف تتحكم في أفكارك حول الانتقام من الآخرين؟
- ما علاج الخوف من الناس وعدم التعامل معهم بجدية؟
- كيف توفّق بين دراستك وعملك على الكمبيوتر؟
إنك ومن خلال عيشك في هذه المرحلة ستتعلم من نفسك، ومن تجاربك الشخصية كيفية التعامل مع هذه المواقف، وربما من دون توجيه أحد من الخارج، وفي النهاية ستكون الشاب الذي نمى نفسيا، فهو يعرف نفسه وإمكاناته، ونمى اجتماعيا فهو يدرك مكانته في مجتمعه.
ففي جواب السؤال الأول، حاول أن تصرف عن نفسك الأفكار السلبية تجاه الناس، وتوجه إليهم بالخير، وتمنى لهم التوفيق.
وبالنسبة للسؤال الثاني، فإن علاج الخوف من الناس هو في الاقتراب منهم أكثر، والعيش معهم، فالناس لبعضهم كما يُقال، فالابتعاد لا يحل المشكلة وإنما يزيدك خوفا منهم.
وبالنسبة للسؤال الثالث حول التوفيق بين العمل والدراسة، فهذا موضوع يشغل بال معظمنا، وكل منّا يحله بأسلوبه الخاص، ولا شك بأنك ستجد أسلوبك الخاص بك، ولكن مما يعينك كثيرًا أن تحدد أي من الدراسة والعمل هو الأهم لك، والذي عليه يتوقف مستقبل حياتك، فالجواب على هذا التساؤل سيعينك كثيرًا على التوفيق بينهما.
ولا مانع أنك في بعض الظروف تكون الدراسة هي الأولى بسبب ظروف معينة كالاختبارات مثلا، بينما في أوقات أخرى يكون العمل هو الأهم إذا توقفت حياتك على اكتساب رزقك من العمل.
ولعل في هذه الملاحظات ما يفيدك في تجاوز بعض المواقف التي تعترضك الآن وربما تعترضك في المستقبل.
وفقك الله لكل خير.