كيف أتخلص من وسواس الطهارة والصلاة؟
2014-07-17 04:55:46 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله
جزاكم الله كل خير على هذا الموقع المعطاء, وكتب لكم بكل حرف تكتبونه وكتبتموه أجرا عظيما.
أنا عبد العزيز, من السعودية, عمرى 40 سنة, متزوج, وأعمل موظفا في الدولة, عملي جيد والحمد لله.
مشكلتي بدأت منذ وقت طويل, إذ أني أعاني من الوسواس القهري في العبادات, منذ 20 سنة, بدأ معي بالريح والغازات, وإلى يومنا هذا وأنا أحس بخروج الريح, وأعود وأزيد في الوضوء, فالوضوء والصلاة يأخذان من وقتي الكثير.
أجلس 3 ساعات في الصلاة الواحدة, ويأتيني وسواس من ناحية نزول قطرات البول, وتأتيني وساوس في المذي والمني, فأغتسل إذا أحسست بأدنى شهوة, وقد تكون عابرة.
دائما أنام وأنا مقتنع أني جنب, وإذا صحوت من النوم أغتسل, حتى ولو لم يخرج مني مَني, ولقد قابلت واتصلت بالمشايخ, وكلهم قالوا: لا تلتفت, ولو كنت أقدر لما التفت, كنت أشرح لهم وسواس الريح, ويقولون: لا تلتفت, ويرجعون للحديث (إلا إذا سمعت صوتا, أو وجدت ريحا), وهذه هي معاناتي.
صرت لا أميز الوسواس من الحقيقة, والله لقد تعبت وكرهت العبادة, مع أني أحب الله ورسوله, وأتمنى الموت, وأنا مجاهد في سبيل الله.
لقد زرت طبيبا نفسيا قبل سنة, فوصف لي فافرين, وابليفاي, استخدمتهما 3أسابيع, ثم تركتهما, ولا أدري لماذا؟
أتمنى أن تجيبوني؛ لأني كرهت الحمامات, وكرهت الوضوء بسبب وسواس الريح, وأطلب منكم وصف علاج مناسب غير الفافرين, وليس عندي مشكلة في صرف العلاج.
والله يوفقكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد العزيز حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نعم أنت تعاني من وساوس، ورحلتك طويلة جدًّا مع الوسواس، وبالفعل قد صبرت وتحملتَ، وأعتقد أنه قد أتى الوقت الذي تنتهي وتغلق فيه الطريق أمام هذا الوسواس.
كما قال لك الإخوة المشايخ: (طنش ولا تلتفت) هذا نحن نؤكد عليه، ونقول لك: تجاهل، وحقّر، بل عليك ازدراء الوسواس، والازدراء هو أعلى درجات التحقير، ولا تحاور الوساوس ولا تناقشها، وابنِ على اليقين دائمًا.
وهذا النوع من الوساوس يستجيب للعلاج الدوائي بصورة جيدة، كان من المفترض أن تصبر على عقار (فافرين) فهو عقار جيد لعلاج الوسواس، لكن الآن أرجو أن تبدأ في تناول الدواء، لكن عليك بالالتزام والالتزام القاطع.
هنالك أدوية كثيرة غير الفافرين، البروزاك دواء ممتاز، الزولفت دواء ممتاز، وإن أردت دواءً لا يزيد وزنك ولا يسبب لك النعاس والخمول فهو البروزاك، والجرعة أن تبدأ بكبسولة واحدة في اليوم، وقوة الكبسولة عشرون مليجرامًا، تتناولها لمدة أسبوعين، بعد ذلك تجعلها كبسولتين في اليوم لمدة شهر، يمكنك أن تتناولها كجرعة واحدة، ثم اجعلها ثلاثة كبسولات في اليوم، كبسولة واحدة في الصباح وكبسولتين مساءً، وتستمر على هذه الجرعة لمدة شهرين، ثم تخفضها إلى كبسولتين في اليوم لمدة ستة أشهر، ثم كبسولة واحدة في اليوم لمدة ستة أشهر أخرى، ثم كبسولة يومًا بعد يوم لمدة شهرٍ، ثم تتوقف عن تناول الدواء.
هذه الجرعة صحيحة جدًّا للبروزاك؛ لأن الوساوس القهرية لا تستجيب إلا للجرعة الوسطى أو الكبيرة نسبيًا، الجرعة القصوى للبروزاك هي أربع كبسولات في اليوم، لكن لا أعتقد أنك تحتاج لهذه الجرعة.
الدواء سليم كما ذكرت لك وغير إدماني، أحد آثاره الجانبية التي قد تحدث هي أنه أثناء الجماع ربما يؤخر القذف المنوي قليلاً، لكنه لا يؤدي إلى العقم، أو التأثير على هرمونات الذكورة.
وكما ذكرت لك توجد أدوية أخرى، لكن من وجهة نظري أن البروزاك سيكون هو الأفضل في حالتك، ويمكن أن تُدعم البروزاك بعقار آخر في الفترة التمهيدية للعلاج –أي الفترة التي تبدأ فيها العلاج– هذا الدواء الآخر هو (فلوناكسول) أو ما يعرف علميًا باسم (فلوبنتكسول) تناوله بجرعة حبة واحدة في اليوم –وقوة الحبة نصف مليجرام– تناوله لمدة شهر، ثم توقف عنه، واستمر على البروزاك حسب ما وصفت لك.
أخي الكريم: إن تواصلت مع طبيب نفسي هذا أيضًا يكون أفضل؛ لأن الاتصال بالطبيب النفسي ومتابعته فيه دعم نفسي وتحفيز كبير جدًّا، والحافز العلاجي هذا يعود عليك بمردود إيجابي إن شاء الله تعالى.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.