كيف أتصرف مع شغب وإزعاج طفلي الصغير بشكل لا يؤذيه نفسيا؟
2014-07-13 05:18:28 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله
لدي طفل عمره سنة ونصف، كان هادئا جداً، والآن عندما نجلس بغرفة التلفاز يقوم بإغلاقه، وعند المجيء إليه يهرب، وهكذا، ولا أعلم ماذا أفعل معه؟ وهل الضرب على اليدين أو القرص يضر بنفسيته؟ وبماذا تنصحوني؟ أن أتجاهله في هذا العمر؟ أنا أريد أن يكون ابني قوي الشخصية ولديه ثقة بنفسه، وأشعر بضيق شديد إن ضربته وبكى، أتمنى لو يفهم! وأكرر له كلمة آسفة، ولا أجيد التجاهل أبداً فهو يرهقني نفسياً.
أرشدوني جزاكم الله خيرا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ جوآن حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
شكرا لك على التواصل معنا والكتابة إلينا.
يؤسفني أن أقول أنه لا شك عليك أن تتجاهلي قليلا، وخاصة على السلوكيات السلبية، ولماذا أقول هذا؟
إن من أكثر أسباب السلوك المتعب عند الأطفال، وربما كثير مما ذكرته في سؤالك عن سلوك طفلك ينطبق عليه هذا، هو الرغبة في جذب الانتباه لنفسه، ومن المعروف أن الطفل يحتاج لانتباه من حوله كما يحتاج للهواء والطعام والماء، وإذا لم يحصّل الطفل هذا الانتباه على سلوكه الحسن، فإنه سيخترع طرقا سلوكية كثيرة لجذب هذا الانتباه، والغالب أن يكون عن طريق السلوكيات السلبية.
ولماذا السلوكيات السلبية؟
ببساطة لأننا نحن الآباء والأمهات، لا ننتبه للسلوك الإيجابي، بينما أننا شديدو الحساسية لاستقبال السلوك السلبي، وكما قال أحدهم "عندما أحسن العمل، لا أحد ينتبه، وعندما أسيئ العمل، لا أحد ينسى"!
وما يمكن أن تفعليه مع طفلك عدة أمور منها:
1- أن تلاحظي أي سلوك إيجابي يقوم به طفلك، وأن تـُشعريه بأنك قد لاحظت هذا السلوك الإيجابي، ومن ثم تشكريه عليه، ومهما كان هذا السلوك صغيرا، ولو كان بعد مدة قصيرة من سلوك متعب، والمهم أن تلاحظي التحسن الذي حصل مهما كان صغيرا.
2- أن تحاولي تجاهل بعض السلوك السلبي الذي يمكن أن يقوم به طفلك، إلا السلوك الذي يعرض فيه نفسه أو غيره للخطر، فعندها من الواجب عدم تجاهل الأمر، وإنما العمل على تحقيق سلامة الطفل والآخرين مباشرة.
إن عناد الطفل عادة، ربما في كثير من الأحيان إنما هو سلوك لجذب انتباهك وانتباه من حوله، وكما يفعل معك في موضوع التلفاز، فحاولي التعامل معه كمجرد سلوك لجذب الانتباه، فتجاهلي قليلا أو لا تعطيه له الاهتمام والانتباه، وبينما يمكنك توجيه انتباهك إليه مباشرة عندما يتجاوب معك ومن دون عناد، وفي ذات الوقت حاولي صرف انتباهك عنه عندما يصل عناده لحدّ لا ترتاحين له.
إن الصفة التي تتعبنا في الطفل وهو صغير كالعناد مثلا، قد تكون هي نفسها الصفة التي ستكون وراء نجاحه وتفوقه في قابلات الأيام، فنحن لا نهدف إلى تحطيم هذه الثقة، وإنما تطويعها لمصلحة الطفل ومصلحة من حوله. وأنا أؤكد لك إن فعلت ما قلته لك هنا فسينشأ طفلك ليكون قوي الشخصية وكما تحبين.
وأنصح بدراسة كتابي في تربية الأطفال، فهذا مما يعين الكثير من الآباء، ويعلمهم الصيد بدلا من أن نعطيهم سمكة. والكتاب هو "أولادنا من الطفولة إلى الشباب" وسيعينك على تربية طفلك، ويمكنك الحصول عليه من مكتبة جرير أو من موقع نيل وفرات دوت كوم.
أعانك الله على تربيته.