الخوف النفسي منذُ الصغر أضر بي وجعلني انطوائيًا!
2014-07-15 03:18:48 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أولا: أبدأ إعجابي الشديد بهذا الموقع المتميز لما يقدمه من خدمات، وأدعو الله أن يجزي القائمين عليه خيرًا.
أعاني منذ الصغر من مرض الخوف من أي شيء حولي، فمثلاً إذا ذهبت للطبيب حين أكون مريضاً فإن قلبي يرتجف، وتكون دقاته سريعة، وحين كنت في المدرسة،كنت أخاف أن أتكلم أمام الفصل وأخاف من المشادة، أو المشاحنة مع الناس، وتعرضت لظروف نفسية قاسية منذ مرض أمي ووفاتها منذ أكثر من ثلاث سنوات حتى أصبت بمرض الارتجاع المريئي، والقولون العصبي، وأصبحت إنسانًا انطوائيًا متشائمًا قلقا متوترًا لأقل المواقف وأصغر الأشياء.
أخاف أن أذهب للطبيب حين أكون مريضًا حتى لا يكتشف تسارع دقات قلبى من الخوف، وأصبحت إنسانًا متشائمًا ضعيفًا، لا أقوى على تحمل أمور الحياة حتى أصبح شكلي يعطي عمرًا أكبر من عمري، فأنا عمري 27 عامًا، ومن يراني يعطيني عمر 35 عامًا، أخيرًا ذهبت لطبيب نفسي، وشخص حالتي بالرهاب الاجتماعي، وأخذت دواء زاندول واندرال 40 عند اللزوم، واستمررت على زاندول حوالي 8 أشهر دون فائدة، ثم أخذت سيروكسات سي آر 25 قرصاً واحداً يوميًا بعد الافطار مع اندرال 40 لمدة أربعة أشهر، وأيضًا لم أشعر بأي تحسن، فما زلت أشعر بالتعب فى حياتى، وخوف، وتوتر، وتشاؤم.
أرجوكم أفيدوني، ماذا أفعل؟ فأنا تعبان جدًا من حياتي، وأحيانًا تأتي علي أوقات أكره نفسي وضعفها، وأكره مرض القولون والمعدة الذي أصابني نتيجة لمرضي النفسي.
معذرة على الإطالة، أرجوكم أفيدوني بالعلاج المناسب، والجرعة المناسبة، جزاكم الله خيرًا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نشكرك على ثقتك في إسلام ويب.
الذي يظهر لي أنه بالفعل لديك بعض أعراض القلق، والمخاوف الاجتماعية، لكن من الغريب أنك لم تستفد من الزيروكسات؛ هذا أمر يجعلنا نتوقف عند التشخيص، وربما يكون القلق فقط هو المسيطر عليك أكثر من الخوف الحقيقي.
الزيروكسات دواء متميز جدًّا في علاج القلق، وكذلك في علاج الرهاب الاجتماعي، وبما أنك لم تستجب له، فأنا أفضل أن تذهب وتقابل الطبيب النفسي مرة أخرى ليراجع حالتك مراجعة تامة وكاملة، والتثبت من التشخيص هذا مهم جدًّا -أيها الفاضل الكريم-؛ لأن المعروف والمعهود والمثبت علميًا أن الزيروكسات هو من أفضل الأدوية التي تعالج الرهاب الاجتماعي.
لا تنزعج لنصيحتي لك بالذهاب إلى الطبيب، على العكس تمامًا يجب أن تأخذ ذلك مأخذًا إيجابيًا، لأن قوانين الطب النفسي تحتم علينا أن الإنسان إذا لم يستجب لعلاجٍ وكان ملتزمًا على الجرعة الدوائية فهنا يجب أن يتم إعادة النظر في التشخيص ومراجعته.
فأرجو – أيها الفاضل الكريم – أن تذهب وتقابل الطبيب، وأعتقد أنه من الضروري أن تُجرى لك بعض الفحوصات، للتأكد من وظائف الغدة الدرقية، ومن مستوى فيتامين (ب12) وفيتامين (د) على وجه الخصوص، هذه مهمة جدًّا.
وقطعًا الطبيب ربما يأخذ منحى آخر، وإذا ثبت أنك بالفعل تعاني من الرهاب الاجتماعي بمعناه المعروف، فهنا قد يعطيك عقارًا آخر مثل الزولفت، وفي بعض الأحيان نحن ننتهج منهجًا، فنعطي فقط مضادات للقلق، مثلاً مثل عقار (دوجماتيل) أو مثل (فلوبنتكسول) هذه أدوية ممتازة جدًّا، وأنا كثيرًا ما أعطيها في مثل حالتك لمدة ثلاثة أشهر، بعد ذلك أضيف عقار مثل (زيروكسات) أو (زولفت).
وفي ذات الوقت أعتقد أنه من المهم جدًّا ومن الضروري أن تركز على الجوانب الاجتماعية في العلاج، وأن تحقّر فكرة الخوف، وأن تتواصل، وأن تُكثر من تفاعلاتك الاجتماعية، وأن تمارس الرياضة الجماعية، وأن تحرص على صلاة الجماعة، خاصة ونحن -الحمد لله- في رمضان، وهو قطعًا موسم الخيرات.
وأنصحك أيضًا ألا تقيِّم نفسك سلبًا، هذه مشكلة كبيرة جدًّا أن يُقيِّم الإنسان نفسه بصورة سلبية، انظر إلى إيجابياتك – وهي كثيرة جدًّا -.
قولك: "نك لا تتحمل أمور الحياة" أعتقد أن هذا توجه سلبي في التفكير، فأنت شاب، ولديك القدرة، ولديك القوة -إن شاء الله تعالى- أن تواجه الحياة مثل الآخرين، وأن تستمتع بحياتك، وأن تطور نفسك، وأن تطور ذاتك، هذا يجب أن يكون منهجك في التفكير، أما المنهج السلبي وتقييم ذاتك بصورة أقل مما هي عليه فهذا الأمر ليس بالمطلوب أبدًا.
إذن خلاصة الأمر: تشخيص حالتك يحتاج لمراجعة، وهذا سوف يقوم به الطبيب، وأنا أعتقد أن الجانب القلقي والتفكير السلبي لديك قوي وواضح، وعدم استجابتك للزيروكسات تُضعف تمامًا احتمالية أن حالتك المرضية رهاب اجتماعي، ربما يكون قلقاً من نوع آخر، والأدوية الأخرى يمكن أن تُجرب، وهي مفيدة جدًّا، وفي ذات الوقت يجب أن تسعى وتؤهل نفسك اجتماعيًا كما ذكرت لك.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.