الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ الشيماء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.
الذي أعجبني في حالتك هو أنه بالفعل لديك بعض الأعراض التي تدل على تعسُّرٍ في المزاج، لم يصل - الحمد لله تعالى – إلى مراحل الاكتئاب المُطبق، تعسُّر المزاج هذا كنت دائمًا تقابليه بالإصرار على الإنجاز وتخطي العقبات النفسية والاجتماعية التي تواجهك في الحياة، وهذا من أفضل طرق العلاج، يعني أن يستفيد الإنسان من طاقاته وآلياته الداخلية ليتخطى ما يواجهه من مصاعب الحياة.
هذا يفيد كثيرًا، لأنه يطور المهارة، لأنه يعزز السلوك الإيجابي، ولأنه يعطي ثقة كبيرة في النفس، ويؤدي إلى ما يُعرف بتأكيد الذات، وتأكيد الذات يُساعد على نموّها.
أنا أراك بخير، و-إن شاء الله تعالى- سوف تظلين بخير، وما تعانيه الآن من مخاوف حول الموت: هذا مجرد نوع من المخاوف الوسواسية، تقابليها بنفس الإصرار، أنك بخير، وليس هنالك ما يدعوك بالانشغال بهذه الوساوس، نعم الموت حق، والموت الخوف منه لا يزيد في عمر الإنسان لحظة ولا ينقصه، والكيس والعاقل من يعمل لما بعد الموت، وأنت - إن شاء الله تعالى – تعيشين حياة هنيئة طيبة وصالحة، لا بد أن يكون فكرك قائمًا على هذا الأساس.
موضوع اضطراب النوم علاجه سهل جدًّا، علاجه يكون من خلال حُسْن إدارة الوقت، وحسن إدارة الوقت بجانب أنه سوف يحسِّن نومك سوف يحسِّن حياتك كلها، لأن من يُدير وقته يُدير حياته، أنت صغيرة في السن، ولك آمال، وتريدين الإنجاز العلمي المتميز والمتفوق، لذا تنظيم الوقت مهم، وأفضل تنظيم للوقت هو أن تذهبي إلى الفراش من أجل النوم مبكرًا، الإنسان له ساعة بيولوجية، قد تجدين صعوبة في الأيام الأولى في بدايات النوم، لكن بعد أن تتروض هذه الساعة البيولوجية ويتم وضعها في مساراتها الصحيحة سوف تجدين أنك تنامين نومًا طيبًا وهانئًا، وتستيقظين مبكرًا -إن شاءَ الله تعالى-، اضبطي الساعة كما هي، ويجب أن تكون لك عزيمة وإصراراً قوياً على صلاة الفجر في وقتها.
هذه هي أعظم ساعة منبهة من وجهة نظري، الإصرار وتقوية الإرادة والشعور بقيمة الصلاة في وقتها، هذا يُنبهك، ويعطيك القوة والدافعية الذاتية. وبعد أن تستيقظي لصلاة الفجر رتّبي نفسك للذهاب إلى المدرسة، ادرسي مدة ساعة إلى ساعتين، وبالمناسبة الدراسة في هذا الوقت تعادل أربع ساعات – أي الساعة أو الساعتين – تعادل ثلاث إلى أربع ساعات دراسة في بقية اليوم، ومن يبدأ هذه البدايات الممتازة خاصة في عمرك يجد أن الدنيا قد بُسطت أمامه بأريحية وجمال كبير، سوف يكون استيعابك في الدراسة ممتاز، تعودين - إن شاء الله تعالى – إلى البيت فرحة، تأخذين قسطًا من الراحة، تتناولين غدائك، تتفاعلين مع أفراد أسرتك إيجابيًا، ترفهين عن نفسك بما هو طيب وجميل، ثم تدرسين أيضًا مرة أخرى، تتواصلين مع صديقاتك، (وهكذا).
هذا هو الذي يفيدك -أيتها الفاضلة الكريمة-، وهذا هو الذي أنصحك به، أضف إلى ذلك: أريدك أن تمارسي أي تمارين رياضية تناسب الفتاة المسلمة، وطبّقي أيضًا تمارين الاسترخاء والتي موجودة بموقعنا تحت رقم (
2136015) أرجو أن تنتبهي إليها وتطبقي ما بها من إرشادات، سوف تفيدك كثيرًا.
وللفائدة راجعي العلاج السلوكي للاكتئاب: (
237889 -
241190 -
262031 -
265121).
ختامًا: أنت لست في حاجة لدواء، وبارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.