أعيش حياة ملؤها الضجر والكدر والاكتئاب..فهل من علاج؟
2014-06-18 02:10:24 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
الدكتور محمد عبد العليم: أعاني من اكتئاب شديد, وضجر, وانتفاخ, واستفراغ, وذلك منذ سنتين, ولم أجد حلا, في البداية كانت انتفاخات واستفراع, والآن أعاني من اكتئاب وقلق, وأريد أن أفعل شيئا فأخاف, وأتذكر والدي وماذا سيقول عني؟
الآن عمري 25 عاما, لا أشعر بالحياة, ولا بطعم أي شيء, وأستغفر الله إذ أشعر أن الغرب هم الأفضل, ونحن المسلمين الأدنى الآن، أنا أغضب بسرعة, وإذا توترت أفعل العادة السرية, ودائما أفعلها قبل أن أنام, وإذا صحوت أتذكر ذلك وأتضايق جدا.
إذا ذهبت للعمل أخي الأكبر يركب معي, فأشعر باكتئاب حين يستخدم جواله, فأنتقده في نفسي, وأتضايق, وأقول: ما هذا الإنسان؟!
حالتي في المدرسة لم تكن جيدة, فهناك استهزاء بشكلي ورائحتي, أنا لست قبيحا, لكن لم أرع بالاهتمام العائلي الكامل.
الآن أنا أكتب وأعصابي مشدودة, وأتنهد, فهل هناك حل لحالتي؟ آخذ الفافرين ولم يفدني, وذلك مدة شهرين, ولا أقدر على الكتابة أكثر؛ لأني متعب.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ باسم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الذي يظهر لي أنه في الأصل لديك استعداد وميول للقلق وللتوتر، وهذا أدى إلى أعراض ما يعرف بالقولون العصبي –أو العُصابي–، وأعراض القولون العصبي أدتْ إلى المزيد من الضجر والكدر والاكتئاب، وهذا هو الذي جعلك في هذا الوضع الذي يتسم بالشعور بالكرب والسلبية والتشاؤم في التفكير.
وقطعًا لجوؤك للعادة السرية عند التوتر: هذا ليس أمرًا جيدًا، هنالك متنفسات كثيرة يمكن أن يلجأ لها الإنسان، من خلال الاستغفار (مثلاً)، أن تحاول أن تعبِّر عن ذاتك، أن تغيِّر مكانك حين تتوتر.
أرجو -أخي الكريم الفاضل–: ألا تلجأ لأسلوب ممارسة العادة السرية، ليس أمرًا جيدًا، وقطعًا يجعلك تحس بالذنب والندم، وممارستها بالصورة التي ذكرتها قبل النوم أراه خطأً جسيمًا، لا يمكن للإنسان أن يحل مشكلة بمشكلة، وحالتك يمكن أن تعالج، حالة الضجر والكدر هذه يمكن أن تُعالج، الأدوية سوف تفيدك.
عقار فافرين الذي لم يفدك هنالك أدوية أفضل منه، مثل: عقار يعرف تجاريًا باسم (دوجماتيل) ويسمى علميًا باسم (سلبرايد)، يُضاف إليه أحد مضادات الاكتئاب والضجر الفعّالة مثل: عقار يعرف تجاريًا باسم (زولفت) واسمه الآخر (لسترال) ويسمى علميًا باسم (سيرترالين) أراها أنها ستكون مفيدة جدًّا لك.
ومن المهم أيضًا أن تمارس الرياضة، أن تنظم وقتك بصورة جيدة، أن تكون متفائلاً، وعليك أن تسعى في بر والديك، هذا -إن شاء الله تعالى– يُحسِّن عندك الدافعية كثيرًا.
قولك (إيماني بالله ضعف): استعذ بالله تعالى من الشيطان الرجيم، وجدد إيمانك -أيها الفاضل الكريم-، وأدِّ الصلاة مع الجماعة، وجالس الصالحين والطيبين، وتأمل وتدبر وتفكّر في خلق الله تعالى، في هذا الكون الجميل البديع، ولا تدع للشيطان مجالاً أبدًا.
إذًا تناولك لأحد مضادات الاكتئاب المميزة سيفيدك ولا شك في ذلك، التفكير الإيجابي، أن تستثمر وقتك بصورة صحيحة، أن تكون بارًا بوالديك، وعليك بالتطور المهاري، المهارة في العمل، المهارة في التواصل الاجتماعي، المهارة في التخاطب... هذه كلها إضافات ممتازة تعطي صورة إيجابية وجميلة جدًّا عن الإنسان، فاحرص على هذا أخِي.
شعورك أن الغرب هم الأفضل ونحن المسلمين الأدنى: بالفعل الغرب قد تطوروا في أشياء كثيرة، لكن أيضًا لهم إخفاقات كثيرة في أشياء كثيرة، ونسأل الله تعالى أن يعز أُمة الإسلام والمسلمين، وأن يردهم إلى دينهم ردًّا جميلاً، فما تأخرنا إلا أننا هجرنا ديننا، فبه كنا، وبه نكون، به نتقدم، وبغيره نتأخر، به نزداد قوة إلى قوتنا، قال تعالى: {واتقوا الله ويعلمكم الله}، وقال تعالى: {يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات}، {إلا إن حزب الله هم المفلحون}.
فيا أخي الكريم: راجع نفسك، وطريقة تفكيرك، وغيِّر نمط حياتك، ومن جانبي أسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.