أعاني من الخوف والرهاب الاجتماعي وعدم الثقة بالنفس
2014-05-08 03:11:00 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
أعاني من مشكلة كبيرة في حياتي، وهي عدم الثقة بالنفس، وهذا الأمر لم أصب به الآن، وإنما جاء بشكل تراكمي، فمنذ كنت صغيرا كان من حولي يستهزؤون بي، وكنت مستضعفا بين زملائي في المدرسة.
الآن بعد أن كبرت ودرست بالجامعة ودخلت الحياة المهنية أصبحت أعاني أكثر جراء عدم ثقتي في نفسي، حتى من أبسط الأمور أخشى القيام بها والخوف من مواجهة الناس، وعدم الذهاب إلى المناسبات الاجتماعية، وذلك بسبب خوفي من مواجهة الناس، وعندما يفتح أحدهم موضوعا معي لبدء حديث معين أصاب بالارتباك وأشعر بخوف شديد، ورجفة في يدي.
بسبب هذا الأمر أشعر بأن المحيطين بي ينظرون لي وكأنني لا أصلح للقيام بأي شيء، ولست ذا فائدة، بينما في داخلي هو العكس تماما.
حاولت تغيير هذه النظرة نحوي من خلال إثبات عكس ذلك، ولم يجد نفعا، ولا أعرف ماذا أعمل لتغيير نظرة الناس نحوي، وهي أني لست ذا فائدة، ولا أصلح للقيام بأي شيء!
كذلك علاقاتي الاجتماعية قليلة جدا، وأملك صديقا واحدا فقط، وعندما أريد التحدث لشخص لأول مرة أو أريد القيام بعمل ما لأول مرة أو المباشرة بوظيفة لأول مرة أو مكان أذهب له لأول مرة أصاب بخوف شديد جدا.
في بعض الأحيان الشخص الذي أعرفه أصاب بالخوف عند التحدث إليه، ولا أنظر للشخص عند التحدث إليه، حاولت بشتى الوسائل للتغلب على كل هذه الأمور بدون فائدة، فهل توجد أدوية مخصصة للقضاء على هذا الخوف أو الرهاب؟ ومتى أتناولها؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أيها الفاضل الكريم، علتك الأساسية أنك تقدر ذاتك بصورة سلبية جداً، فأنت قبل أن نتحدث عن أي دواء محتاج إلى أن تغير نفسك من حيث أفكارك أو ما نسميه بالتفكير المعرفي.
أيها الفاضل الكريم، أنت لا بد أن تكون أفضل مما تتصور، فالله تعالى كرمك مثل بقية البشر، هذا يجب أن يكون منطلقك، والحياة فيها إخفاقات وفيها فشل، وفيها نجاحات، وكل الذين نجحوا تجدهم قد فشلوا لكنهم حاولوا وحاولوا حتى وصلوا للنجاح، أما الذين انتهت حياتهم بالفشل فهم الذين لم يحاولوا أو حاولوا لمرات قليلة ثم توقفوا ومن ثم ألبسوا نفسهم قناع الفشل وقبلوا به، وأصبحت ذواتهم محطمة وأصبحت حياتهم سلبية، أنت أفضل مما تتصور ويجب أيها الفاضل الكريم، أن تبني تفكيرك على هذا النمط.
أنا أريدك أن تطور مهارة واحدة، ابدأ بذلك أيها الفاضل الكريم، مثلاً مهارة طيبة مهارة سهلة، مهارة نافعة، وهي أن تصلي مع الجماعة في المسجد، ما رأيك أيها الفاضل الكريم أليست مهارة عظيمة جداً، ولا شك في ذلك أن تكون حريصاً على أن تكون في الصف الأول أن تأتي قبل إقامة الصلاة أن تقرأ شيئا من القرآن، أن تتعرف على المصلين بعد نهاية الصلاة، أليست مهارة ومهارة عظيمة جداً، لا يؤتاها جميع الناس.
انتقل بعد ذلك إلى مهارة أخرى مثلاً أن تزور المرضى في المستشفيات، علم نفسك هذا، طبع نفسك على هذا، الكل سوف يقول جزى الله خيراً عليا، فإنه كثير التردد على زيارة المرضى.
المهارة الثالثة تسعى لبر والديك أحياءً كانوا أم أمواتاً، أليست مهارة ومهارة عظيمة جداً؟! مثل هذه المهارات حين تكتسبها أيها الفاضل الكريم سوف تمثل دفعاً نفسياً إيجابياً معرفياً يكون جزءاً من حياتك وسوف تنتهي كل هذه الأفكار السلبية.
النقطة الأخرى وهي مهمة جداً، أنت تدير وقتك بصورة صحيحة، حدد لنفسك برامج معينة خلال اليوم، والبرامج ليس من الضروري أن تكون كلها في محيط العمل لا أبداً، القراءة أعطها وقتا والرياضة أعطها وقتا والصلاة أعطها وقتا، التواصل الاجتماعي أعطه وقتا.
هذه كلها مهارات عظيمة يكتسبها الإنسان من خلال الأسرة، وهذه هي الثقة بالنفس، وهي الثقة بالنفس تأتي من خلال مثل هذه الأفعال، إذاً هذه مشكلتك وقد عرضنا عليك الحلول وتستطيع أن تطور ذاتك.
نصيحتنا لك أيها الفاضل الكريم، وهي مهمة جداً، أن تكون في صحبة الأخيار من الناس، لا تصاحب أصحاب الهمم الضعيفة، لا أقول لك احتقرهم لا أقول لك اضطهدهم، لا، إنما أجعل لنفسك حظاً من خلال مصاحبة ومصداقة أهل الذوق أهل الأدب الذين يسعون دائماً لمكارم الأخلاق تجدهم أيضاً يسعون نحو المعارف تجدهم أيضاً يسعون نحو مساعدة الناس وتجدهم ثقتهم قوية جداً في أنفسهم تطبع على نسقهم ومتى ما صادقتهم وصاحبتهم سوف تصل إلى ذلك أيها الفاضل الكريم.
بالنسبة للعلاج الدوائي هو النقطة الأخيرة الدواء قد يساهم بمساعدتك لكن النقاط التي ذكرتها لك هي المهمة، لا مانع من أن تتناول عقار يعرف باسم باروكستين ويسمى زيروكسات محسن للمزاج ويحسن الدافعية ويزيل الخجل الاجتماعي جرعته أن تبدأ 10 مليجرام تناولها ليلاً لمدة أسبوع بعد ذلك اجعلها حبة كاملة تناولها لمدة ستة أشهر ثم اجعلها نصف حبة ليلاً لمدة شهر ثم نصف حبة يوم بعد يوم لمدة شهر آخر ثم توقف عن تناول هذا الدواء، هو دواء فاعل وممتاز ومفيد لكني لا أريدك أن تعتمد عليه ليغير منك أو من توجهك الاجتماعي، لأن الله تعالى لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.
بارك الله فيك وجزاك الله خيراً.