الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ basheer حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
شكرا لك على الكتابة إلينا، وعلى صدقك وصراحتك معنا عما في نفسك من مشاعر وأحاسيس.
بلّ أنت الصادق بعون الله، فكم من الناس من عنده مثل ما عندك إلا أنه غير قادر حتى على الصدق، حتى مع نفسه فإذا هو يعيش في دائرة كبيرة من الكذب حتى على نفسه.
سبحان الله، ومن قال: إن باب التوبة غير مفتوح لك ولي ولكل الناس؟ الله تعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل، وذلك حتى تطلع الشمس من مغربها، فلا تيأس ولا تقنط فاليأس من رحمة الله كفر، والقنوط استحواذ من الشيطان عليك، وانظر: (
16287 -
54902 -
254887).
أنا أعتقد أنك قد بدأت بالخطوات السليمة في تغيير حياتك للشكل الذي تريد أن تعيش عليه، وقد بدأت هذا عندما قررت أن تكتب إلينا بما كتبت، وحتى قبل أن يصلنا سؤالك، فالصراحة مع النفس من أولى خطوات التصحيح عموما في حياة الناس، والله تعالى يقول في هذا المعنى: (إن الله لا يغيّر ما بقوم حتى يغيّروا ما بأنفسهم) وها قد بدأت أنت التغيير بما في نفسك، من خلال ما كتبت في سؤالك.
طبعا لا نستطيع أن نستعرض معك كيف يمكنك أن تعيش، إلا أن احتمالات طبيعة الحياة ونمطها مفتوح أمامك على مصراعيه، ولك أن تختار نمط الحياة التي تريد، مستعينا بذلك بضميرك الحيّ، وتعاليم ديننا الحنيف، والسليم من العرف الاجتماعي، فليس بالضرورة أن كل ما تعارف عليه الناس مقبول للجميع، ولكن اختر الصالح منها.
ولا بأس أن يرافقك في هذا السبيل بعض الأصدقاء والأصحاب الصالحين، فالصاحب ساحب كما يقال.
وأما رضا الوالدين، فلا أظنك تحتاجني أن أذكرك به، فصلاتك وعباداتك سترشدك للسبيل الصحيح في أسلوب التعامل معهما، أعانك الله، ويسّر لك الخير والفلاح.
ونرجو منك مراسلتنا مرة أخرى بذكر أسباب غضب والديك عليك، وبالتفصيل حول أسباب كل ما تعاني منه، لنجيبك بصورة أشمل.
والله الموفق.