الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ بندر محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فاستوقفني تمامًا تعبيرك أن النوم أصبح بالنسبة لك مشكلة تجعلك ترفض الدخول في النوم، والمشاعر التي تأتيك مثل الكهرباء أو النغزة في الرأس، هذا وصف دقيق جدًّا، وهذا نسميه بشبه الهلاوس الكاذبة، وهي بالفعل دليل قاطع على حالة القلق التي تنتابك حول النوم.
هذه الظاهرة تكفي تمامًا لتشخيص القلق الذي قد يسبق النوم ويمنعه، وبعض الناس تأتيهم هذه الظاهرة أيضًا في نهايات النوم أو قبل اليقظة بقليل.
أخي الكريم: مشكلتك مع النوم بدأت كمشكلة وسواسية، أفكارك التي من خلالها أصبحت تحلل طبيعة النوم, وكيف أن الإنسان ينتقل من الوعي ثم يفقده، وأن النوم يذهب مع الوقت: هذا كله فكر فلسفي وسواسي، هو الذي أدخل فيك هذا القلق وهذه المخاوف التي تعتريك الآن.
هنالك حقائق مجسدة ومعروفة وثابتة، وهو أن النوم حاجة بيولوجية ضرورية للإنسان، وأن هنالك مراكز معينة في الدماغ تتحكم فيه، ولا شك أن الحالة النفسية للإنسان تلعب دورًا في كفاءة نومه.
إذن أنت محتاج لأن تُعيد هيكلة أفكارك حول النوم وفلسفة النوم, الفكر الوسواسي الذي بدأ عندك هو الذي أثر عليك، وحتى وإن اختفى الآن لكن لا بد أن تكوِّن مفاهيم جديدة حول النوم، وهو أنه حاجة بيولوجية أكيدة.
اجعل قناعاتك قناعات مختلفة عما مضى من تفكير، وأن النوم سوف يأتيك، وأن تقر مع نفسك أنك لن تبحث عن النوم، بل دع النوم يبحث عنك، وهذا يمكن أن يتم من خلال التمهيد لتحسين الصحة النومية من خلال القيام بإجراءات أهمها أن تثبت وقت نومك ليلاً، لا تكن متأرجحًا فيما يخص الأوقات التي تذهب فيها إلى النوم.
ثانيًا: مارس الرياضة في أثناء النهار.
ثالثًا: لا تتناول الشاي ولا القهوة بعد الساعة السادسة مساءً.
رابعًا: طبق تمارين الاسترخاء، وموقعنا لديه استشارة تحت رقم: (
2136015) أرجو أن ترجع إليها.
خامسًا: أذكار النوم يجب أن تكون ذات وضع خاص بالنسبة لك، يجب أن تكون متيقنًا بجدواها، هذا يفيدك كثيرًا.
النقطة الأخيرة: قطعًا أنت لا تحتاج للمنومات، لكنك تحتاج لدواء يقلل من توجهك القلقي الوسواسي حيال النوم، وهنالك أدوية كثيرة جدًّا، من أفضلها عقار (فافرين) هو ليس منوِّمًا قويًّا، لكنه يساعد ويؤدي إلى شعور استرخائي في نفس الإنسان, ويقلل من الوسوسة، فيمكنك أن تتناوله بجرعة خمسين مليجرامًا -أي حبة واحد- تناولها ليلاً ساعتين قبل النوم لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعلها حبة يومًا بعد يوم لمدة شهرين، ثم توقف عن تناول الدواء.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.