كلما تقدم لي خاطب فشلت الخطبة.. فماذا أفعل؟
2014-02-13 00:40:07 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تقدم لخطبتي عدد كثير جدا، وفي كل مرة يفشل الموضوع ولا يتم الزواج، لقد تعبت، وبدأت أيأس من أنني سوف أتزوج، وأصبحت أخاف من الخطبة؛ لأن عقلي الباطني يقول لي: بأنها ستفشل مثل كل مرة، وبنفس الوقت لا أريد أن أيأس من رحمة الله، فأنا عندي أمل بربي، ولكني أصبحت أخاف ولا أريد التكلم في موضوع الزواج، وقد تعرفت على شخص متزوج، ولكنه شخص محترم، ويريد الزواج بي، ولكني خائفة من الفشل وعدم إتمام العرس.
أرجوكم ادعوا لي أن يتمم الله زواجي، ويجبر خاطري بزوج صالح ينسيني الماضي، فأنا حقا أحتاج لدعائكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ بنت الرياض حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فنرحب بابنتنا الراجية رحمة الرحيم، ونبشرها بأن العظيم عند حسن ظن عبده به، فنسأل الله تبارك وتعالى أن يقدر لك الخير، وأن يلهمك السداد والرشاد، ونؤكد لك أن كثرة الخطّاب دليل على أنك -ولله الحمد- مرغوبة، وأن الجميع يتطلع إلى الاستمرار معك، وكنا نحب أن نعرف عن أسباب التوقف، وعدم الوصول إلى الغايات والنهايات في هذا المشوار، وهل كان الرفض في المرات الماضية من قبلهم أم من قبلك أنت؟ وهل كان للرفض أسباب ظاهرة أم هو رفض بلا أسباب؟
إن المسألة تحتاج إلى كثير من التوضيح، ولكن نعتقد أن مجرد تكرر الخطاب ومجيئهم دليل على أنك -ولله الحمد- ممن يرغب فيها الناس، وممن وهبها الله تعالى ميزات وصفات تجعل هؤلاء الخطاب يزدحمون على بابها، ويكررون الطلب ليدها، فنسأل الله أن يعينك على الخير، وأن يعينك على شكر هذه النعمة، وأن يُبعد عنك الشر وأهله، هو ولي ذلك والقادر عليه.
فمن الضروري أن تصلنا توضيحات حول التساؤل عن من هو الرافض أنت أم هم؟ هل لهذا الرفض أسباب ظاهرة؟ مثلاً يتكلم بها هؤلاء أم يأتون ويختفون دون أن يُبدوا سببًا أم أن هناك أسبابا من عائلتك أم يا ترى أنت ممن إذا جاء خاطب تقولين له: (أنت خاطب رغم كذا، وجاءك قبلك كذا، ولم تكتمل)، فإن مثل هذا الكلام يدفع القادم الجديد إلى الهروب أيضًا؛ ولذلك ينبغي طي هذه الصفحة، وعلى كل خاطب يتقدم أن يسأل عنك وتسألين عنه، وهذا حق تُمليه الشريعة على أولياء الفتاة، وعلى الفتى أيضًا من حقه أن يسأل، بل من حقنا في من نسألهم أن يصدقونا، وأن يخبرونا بعلمهم عنه، وهذه أيضًا من الغيبة المباحة، وإذا سألتم عن شاب ينبغي أن يُخبركم من تسألونهم، وكذلك لو سألوا عنكم.
فهذه مسائل تحتاج إلى شيء من التوضيح، ولكن نؤكد أن المسألة إذا كانت لها أسباب ظاهرة فعلينا أن نتفادى الأسباب، وإذا لم تكن لها أسباب ظاهرة فقد تحتاج إلى رقية شرعية، وفي كل الأحوال نحن ندعوك إلى المحافظة على أذكار المساء والصباح وخواتيم سورة البقرة، وآية الكرسي، وكذلك أذكار ما بعد الصلاة، وكثرة اللجوء إلى الله تبارك وتعالى، وطلب دعاء الوالدين، ونحن بدورنا لن نقصر في الدعاء لك، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يسهل أمرك، ونؤكد لك أنه ليس هناك داع للقلق، فحتى يأتي الخاطب الذي قدره الله في الوقت الذي قدره الله علينا أن نرضى بقضاء الله، وسعيد من رضي بقضاء الله تبارك وتعالى وقدره، والكون هذا ملك لله، ولن يحدث في كون الله إلا ما أراده الله، فاطمئني وأبشري بالخير، وتوكلي على الحي الذي لا يموت.
نسأل الله تبارك وتعالى لنا ولك التوفيق والسداد.