ضعف ثقتي بنفسي وكرهي لذاتي أثرت على حياتي.. هل للبيئة تأثير في ذلك؟
2014-02-16 00:19:10 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة أبلغ من العمر 19 سنة، أعاني من مشكلة مع ذاتي أكرهها وبشدة، أحاسبها كثيرًا، وألومها، غير متصالحة معها إطلاقا، بدأت مشكلتي تلك منذ كنت في 17 من عمري، لم تتوقف مشكلتي، هنا بل امتد الأمر إلى علاقتي مع الآخرين، وأشعر بأن الجميع يكرهني حتى أصبحت مشتتة بين الفعل الصائب والخاطئ، حيث أني إذا تعاملت مع إحدى الصديقات، أو الزميلات بطريقة صحيحة تجاه موقف معين، وغضبت مني رغم أني متأكدة بأني لم أفعل إلا الصواب، والبعض كان يؤكد لي ذلك إلا أنني أرجع بلوم نفسي، وأن الخطأ صدر مني أنا.
وقد نشأت في بيئة تردد دوما بأنه لو أن جميع أبنائي من الذكور لكان أفضل، تفاصيل صغيرة كتلك أصبحت تزعجني وتعكر مزاجي يوما كاملا، أو قد يمتد الأمر إلى أيام متعددة مما جعلني أعيش حياة كان من المفترض ألا يعيشها أحد في سني وثقتي بنفسي أصبحت مهزوزة بحيث أني أرغمت على دخول قسم جامعي، لا أرغب به مما زاد من الأمر سوءً وتصيبني حالة هلع من المستقبل أخشاه وبشدة دائما ما تتردد علي فكرة الموت، وأتمناها لنفسي!
لا أعلم حالتي هذه، هل لها علاقة بالتنشئة؟ مع أنني الوحيدة من إخوتي التي تعاني من ذلك أو أنه بسبب تأثير فترة المراهقة عليّ؟! وهل سيطول الأمر مع تلك الحالة؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحباً بك في استشارات الشبكة الإسلامية، ونتمنى لك دوام الصحة والعافية.
ما تعانين منه ربما يكون نوعا من اضطراب المزاج، وله أسباب عديدة وقد يكون المجال النفسي الذي تكون حولك منذ الطفولة لعب دوراً كبيراً في النظرة السلبية لنفسك وشعورك بالدونية ونقصان الثقة، والآن الحمد لله أدركت ذلك، وهذا نصف علاج المشكلة إذ أن التغيير ممكن إذا فكرت فيه بطريقة جادة.
أولاً: نقول لك يا أختي الكريمة أنت ما زلت في ريعان شبابك، وما زال المستقبل -إن شاء الله- يوعد بالكثير، وما زالت فرص تحقيق الآمال والطموحات أمامك واسعة، ما بالك بأناس في عمر السبعين، وما زال عطاءهم لم ينضب، ومنهم من حفظ القرآن في هذا العمر، ومنهم من حصل على شهادات الماجستير والدكتوراة في هذا العمر، والأمثلة كثيرة.
فنطلب منك أن تبعدي شبح العجز واليأس الذي خيم على قلبك وفكرك، واستبدليه بروح التفاؤل والنظرة المشرقة للحياة فأنت مؤكد أن لديك العديد من القدرات والطاقات، فقط أنت محتاجة لتفجير واستثمار بصورة جيدة -وإن شاء الله- تصلين لما تريدين.
أنظري إلى حال من هم أضعف، وأقل منك صحة وعلماً وقدرة ومهارة تعلقوا بالحياة فأبدعوا فيها وحققوا الكثير من الإنجازات في مجالات حياتية مختلفة فلمعت أسماؤهم، وكبر شأنهم وصاروا من الأعلام فما تم ذلك إلا بقوة عزيمتهم وإرادتهم ومثابرتهم، ولتكن الظروف التي أنت فيها الآن بمثابة دافع للتغيير.
فاخرجي أختي الكريمة من هذا النفق المظلم -الذي وضعت فيه نفسك واستسلمت له– وبادري بوضع خطتك وتحديد أهدافك ماذا تريدين؟ وما هو الإنجاز الذي تتمنين تحقيقه؟ وماهي المكانة التي تريدين تبوأها وسط أسرتك ومجتمعك؟
ثم قومي باختيار الوسائل المناسبة لتحقيق أهدافك، وأستشيري في ذلك ذوي المعرفة والعلم وأصحاب الخبرات الذين تثقين فيهم، وحاولي اكتشاف قدراتك وإمكاناتك التي تؤهلك لذلك، واعتبري المرحلة التي تمرين بها الآن مرحلة مخاض لولادة شخصية جديدة بأفكار ورؤى جديدة للحياة، ونظرة جديدة للمستقبل.
وأعلمي أن كل من سار على الدرب وصل، فقط كيف نبدأ الخطوة الأولى، ونستعين بالله تعالى، ونتوكل عليه، ويكون لدينا اليقين الصادق بأن كل شيء بيده سبحانه وتعالى، ولا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء، إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون.
فأي إنجاز ولو بسيط سيؤدي -إن شاء الله- إلى تغيير نظرتك عن نفسك، وإلى زيادة ثقتك بنفسك، ولا تهتمي لتعليقات الأهل عن تفضيل جنس على آخر، فهذه مقارنة لا تجوز، وغير مقبولة شرعاً، فلولا النساء لما كان الرجال، ولكل دور في هذه الحياة، وما أعظم دور المرأة.
أخيراً نوصيك بالمواظبة على فعل الطاعات، وتجنب المنكرات، والإكثار من الاستغفار فإنه مفتاح الفرج.
متعك الله بالصحة والعافية.