الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أنت تعاني من مخاوف أوضحتها بصورة مفصلة جدًّا، وأهمها: ما يعرف برهاب الساحة، وهذا النوع من الرهاب يعالج من خلال تحقير الفكرة، وأن تقوم بفعل ضد ما أنت عليه الآن، يعني أن تصرَّ على أن تخرج، تصر على التفاعل مع الآخرين، احرص على زيارة الأقارب، زيارة المرضى، الصلاة مع الجماعة في المسجد، ممارسة رياضة جماعية مع بعض أصدقائك كلعب كرة القدم مثلاً، هذه كلها محفزات سلوكية جيدة جدًّا للتغلب على الخوف.
ومن المهم جدًّا أيضًا أن تطبق تمارين الاسترخاء؛ لأن المخاوف مكوّنها الرئيسي هو القلق، حين يبدأ القلق يثبط همة الإنسان ويجعله يوسوس ليعطل نفسه، ولا يُدخل نفسه في متاهات الازدحام أو الأماكن المغلقة، فإزالة القلق عن طريق الاسترخاء، وممارسة الرياضة مهمة جدًّا، وموقعنا لديه استشارة تحت رقم (
2136015) أرجو أن ترجع إليها، وتدرس تفاصيلها، وتطبقها بصورة جيدة وملتزمة، وسوف تستفيد منها كثيرًا -إن شاء الله تعالى-.
بالنسبة للعلاج الدوائي: الطبيب أعطاك الفلوتين -وهو الفلوكستين- وهو دواء جيد لا بأس به، لكن أعتقد أن الجرعة صغيرة، أربعين مليجرامًا يوميًا -أي كبسولتين في اليوم- هي أقل جرعة لعلاج المخاوف، ويجب أن تستمر على جرعة كبسولتين لمدة ستة أشهر على الأقل، بعد ذلك تُخفضها إلى كبسولة واحدة يوميًا لمدة سنة أو سنتين مثلاً، وهنالك دواء أفضل من الفلوتين يعرف باسم (سيرترالين) له مسميات تجارية كثيرة منها (زولفت) و(لسترال) وربما يُوجد في فلسطين المحتلة تحت مسمى تجاري آخر.
فإن أردت أن تستشير طبيبك في أن تنتقل من الفلوتين إلى السيرترالين، فهذا جيد أيضًا، لكن إذا رفعت جرعة الفلوتين واستمريت عليها بانتظام مع التطبيقات السلوكية التي ذكرتها لك أعتقد أنك سوف تستفيد كثيرًا من هذا العلاج.
أخي الكريم: نوبات الخوف وعدم الثقة بالنفس، هذه كلها ناتجة من حالة القلق التي تعاني منها، وأنت أيضًا استسلمت واستكنت لوضعك، لا، حطم هذه الأفكار، حقّر هذه الأفكار، وتذكر أنك شاب ولديك طاقات جيدة وممتازة، ويجب أن تستفيد منها.
الخمول والكسل يعالج من خلال: ممارسة الرياضة، والحرص على الصلاة في وقتها، هذا أمر مُثبت ولا شك فيه، فاحرص على ذلك.
بالنسبة للعمل: نحن نقدر ظروف إخواننا في فلسطين المحتلة، حيث إن فرص العمل قليلة، لكن حاول أن تجتهد بالرغم من ذلك في أن تجد عملاً؛ لأن العمل في حد ذاته يعتبر من الوسائل العلاجية التأهيلية المهمة جدًّا لتطوير الذات، وتحسين المهارات، وإزالة الخوف والتوترات.
باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا.