أشكو من وسواس في دوائي وفي مفعوله وعدم ثقة في نفسي وشفائي
2014-01-26 12:07:34 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا على جهودكم الرائعة، وجزيتم خيرا.
أنا فتاة أبلغ من عمري 19 عاما، شخصت حالتي على أنها قلق مخاوف وسواسي، أتناول السبرالكس 10 مل منذ شهرين، وأشعر بتحسن كبير، لكن لدي تخوفات حول الدواء، أخاف أن يؤثر على عقلي مستقبلا، أو يؤثر على الكلى والكبد، وآثاره الجانبية أيضا مرعبة، وأخاف أن أدمنه أو عند إيقافه ترجع حالتي لسابقتها بل وأسوأ.
أيضا أحس من بعد الدواء بعدم ثقة، وأقول في نفسي أني مريضة، وأن التحسن هذا من الدواء، وعندما أفعل شيئا جميلا أقول (لو لم آخذ الدواء لم أكن أستطيع فعله)، فكيف أطرد هذا الإحساس؟
أنا أثق فيك جدا، أثابك الله وحفظك.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ شهد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
قلق المخاوف خاصة إذا كان وسواسيًا يجعلك تقلقين حول كل شيء، حول العلاج وحول المرض وحول استمرار التعافي، والخوف التوقعي، والخوف من الانتكاسات، هو سمة من سمات هذه الحالات.
أريدك أن تقيسي الأمور بمقاييس أكثر واقعية، أنت الآن أحوالك قد تحسنت تمامًا، ونحن لا يمكن أن نصف لك دواءً نرى فيه خطورة، وهذا الدواء معروف بسلامته المطلقة وفعاليته، والدواء قطعًا قد ساعدك كثيرًا، ويُضاف إلى الدواء حُسن إرادتك وإصرارك على التخلص من هذه الحالة، إذًا المقاومات العلاجية واضحة، هي: إرادة التحسن التي تملكينها -بفضل الله تعالى-، وكذلك الدواء، إذًا المطلوب منك الآن هو التوقف عن هذا القلق التوقعي، وأن تكوني أكثر توكلاً وأملاً ورجاءً، وأن تسألي الله تعالى أن يشفيك.
الأحاسيس السلبية حين تأتي للإنسان ليس من المفترض أبدًا أن يقبلها الإنسان، ويستقبلها دون أن يردعها ويطردها ويستبدلها بفكر آخر، فيجب أن يكون هذا هو منهجك، وما حدث لك من تحسن من الضروري أن يكون دافعًا لك بأن حالتك هذه قابلة للعلاج، والعلاج بصورة ممتازة، بمعنى أن من خلال تواصلك معنا فقط -الحمد لله تعالى- الآن أنت بخير، وهذه خطوة أولى، والخطوة التي تليها إن احتجت للذهاب إلى الطبيب هذه أيضًا سوف تكون خطوة أفضل من مجرد تواصلك معنا، وردنا على سؤالك واستفسارك، لأن فحص الطبيب المباشر أيضًا فيه خير كبير.
إذًا حالتك عُولجت الآن بصورة ممتازة بأسهل الطرق، ولازالت الخيارات الأخرى موجودة، فهذا يدل أن الحالة بسيطة، وأن استجابتك ممتازة، فلا تحملي همًّا، كوني متفائلة، وكوني مثابرة، واجعلي حياتك مليئة بالفعاليات التي تفيدك، وسَلِي الله تعالى أن يحفظك وأن يعافيك.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.