هل تنصحوني أن أرجع لزوجي بعد أن حصل الطلاق؟
2014-01-20 04:47:59 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
انفصلت عن زوجي منذ عشر سنوات، بعد خلافات كثيرة رفض فيها الطلاق حتى نستطيع أن نربي أولادنا معا، خصوصا ونحن نعيش في بلد أجنبي، وعشنا في نفس المنزل، وأولادنا كبروا والابن الأكبر تزوج وله ولد، تغيرت طباعه بعد مرض ابننا الأصغر، واتجهت إلى الله والتزمت بيتي، وزهدت في الدنيا.
صلاتي ودعائي وذكر الله هو كل همي، الدنيا وما عليها لا تساوي في نظري شيئا، والعائلة أكثر التزاما الحمد لله، فنحاول أن نلتزم بتعاليم الإسلام قدر المستطاع، زوجي طلب مني الرجوع لي مرة أخرى بعد أكثر من إحدى عشرة سنة.
توترت جداً، وصليت استخارة وقبلت فلعل وعسي، لكنني أدركت بأنني لا أطيقه بجواري كزوج، فأنا لا أكرهه، ولكني لا أحبه، قسوته عليّ عالقة في نفسي، ما العمل؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ رازي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك في الموقع، ونسأل الله أن يلهمك السداد والرشاد، وأن يعينك على الخير، ونشكر لك هذه الرغبة في ذكر الله والتقرب إليه، ونؤكد لك أن العودة إلى الزوج مما يعين على بلوغ هذه الدرجات العالية، خاصة مع وجوده في البيت، فإن الأوفق من الناحية الشرعية أن تعود العلاقة إلى وضعها الأول بعد أن حصل هذا الفراق لسنوات طويلة.
نحسب أن ثمة تغيّرا قد حدث، وإن لم يحدث فالخير كل الخير في الرجوع، حتى على نفسيات الأبناء سواء كانوا كِبارًا أو صِغارًا، فإنهم ينتفعون جدًّا بتماسك العلاقة بين والدهم ووالدتهم، فلا تحرموهم لذة هذه المعاني - معاني الوفاق - في داخل البيت.
أرجو أن تكون السنوات الماضية كفيلة في أن يتغير، ويبدو أنه تغير، وكفيلة أيضًا في نسيان ذلك الذي حدث منه من تقصير، خاصة وهو الذي يطلب الرجوع، وهذا دليل على أنه يعتذر وأنه يتأسف وأنه سيتغير مما حدث.
نحن الآن نؤيد فكرة الرجوع، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يعينك على الخير، ونؤكد أن هذه الحياة لا تخلو من صعاب، وأن الإنسان ينبغي أن يستحضر الإيجابات إلى جوار السلبيات، ويبدو أن هذا الرجل فيه إيجابيات، ومنها هذا التعاون على تربية الأبناء حتى بلغو هذه المرحلة، ونعتقد أن الوجود في البيت دون مشاكل أيضًا إيجابية لك وله، لأن التنافر الذي يحدث أحيانًا يدفع بأحدهما إلى الخارج، ولكن وجود هذه الروح وهذا الهدوء ينبغي أن يُنسيك جراحات الماضي، ونعتقد أن عشر سنوات كفيلة، ولا أظن أن المتبقي من أعمارنا طويل.
لذلك ينبغي أن تُختم هذه الحياة بوفاق ومحبة، واعلمي أن العودة إلى الحياة الزوجية فيها عون على طاعة رب البرية، فإن الإنسان إذا تزوج فقد أكمل نصف الدين، فليتق الله في النصف الآخر، وللنساء خلق الرجال، وللرجال خلق النساء.
لذلك ينبغي أن تعودي إلى زوجك وتطوي تلك الصفحة، واعلمي أن الذي يُذكّرك بالماضي الأليم هو الشيطان، وأعتقد أن جرعة الفراق هذه كافية للتغيير، ويبدو أنه تغيّر، وكونه يطلب فهذه منقبة أيضًا له ومنقبة لك أيضًا، لأنه أدرك أن سعادته وأن حياته السعيدة ستكون إلى جوارك زوجًا.
نسأل الله تبارك وتعالى لنا ولكم التوفيق والسداد.