الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فاطمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
لديك مجموعة من الأعراض النفسية التي لا أراها تمثل مرضًا جوهريًا، نعم هي ظاهرة، أنت لديك مشاعر سلبية جدًّا حول الماضي وطريقة التنشئة، وهذا أدى إلى نوع من الخوف من الفشل لديك مما جعلك لا تكونين مطمئنة النفس، وأصبح تحملك للضغوطات حتى الضغوطات ذات المنشأ الفسيولوجي مثل: الصراخ والأصوات المرتفعة مثلاً، أصبح تحملك ضعيفاً، وأصبحت حساسيتك واضحة جدًّا.
الذي أراه أولاً ألا تنظري لماضيك نظرة سلبية متجسدة، هذا الأمر ليس بالطيب، الماضي انتهى، الماضي لا يمكن أن يعود، عيشي الحياة كما هي الآن، أنت شابة مسلمة تبلغين من العمر ثلاثين عامًا، حباك الله بالقدرة المعرفية والجسدية، ويمكن أن تطوري ذاتك بصورة ممتازة جدًّا، يجب أن يكون هذا هو شعورك.
والتجربة الماضية ليست كلها سيئة، هي خبرة تم اكتسابها، كلامي هذا ليس مبالغاً فيه، إنما يقوم على أسس علمية سليمة، رأينا من عاشوا عيشة مُزرية جدًّا وتربية قاسية جدًّا، وبالرغم من ذلك قد نجحوا وأفلحوا، وهنالك من عاشوا حياتهم كلها بدلال وهناء من وجهة نظري ومن وجهة نظرهم، ولكن تجدينهم الآن تُعساء وفاشلين في حياتهم.
انظري إلى نفسك بإيجابية، وكوني نافعة لنفسك ولغيرك، وعيشي المستقبل بأمل ورجاء. واصلي في تمارين الاسترخاء، واصلي ممارسة الرياضة، كوني صاحبة مبادرات على مستوى الأسرة، على مستوى صديقاتك، أكثري من الاطلاع، اكتسبي المعارف، طوري مهاراتك الاجتماعية، اقرئي عن الذكاء العاطفي، هو من العلوم المستحدثة الممتازة جدًّا التي تجعل الإنسان يفهم نفسه ويرتضيها ويطورها، وكذلك يفهم مشاعر الآخرين ويتعامل معهم إيجابيًا.
من أفضل الكتب التي يمكن أن تطلعي عليها كتاب دانييل جولمان والذي يسمى (الذكاء العاطفي).
اذهبي وقابلي الطبيب النفسي، أنت لست محتاجة لطبيب الدماغ، وحتى مقابلتك للطبيب النفسي هي للاطمئنان فقط، وقد يصف لك الطبيب دواء مزيلاً للقلق وللتوتر ومحسناً للمزاج، تحتاجين أن تتناوليه لمدة ثلاثة إلى ستة أشهر، لكن يجب أن تأخذي رسالتي وما ذكرته لك سابقًا من إرشاد بجدية، وأنا متأكد أن الأخ الطبيب الذي سوف تقابلينه سوف يعطيك المزيد من التوجيهات.
نصيحتي لك أيضًا هي: أن تطبقي تمارين الاسترخاء، فهي ذات فائدة كبيرة جدًّا، ويمكن للأخصائي النفسي الذي يعمل مع الطبيب النفسي أن يدربك عليها، أو يمكنك أن ترجعي إلى استشارة بموقعنا تحت رقم (
2136015) وتطلعي عليها، فيها تفاصيل بسيطة ومرتبة جدًّا ومفيدة جدًّا لمن يطبقها.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.