أريد أن أتخلص من ممارسة العادة السرية وأتوب ولكن كيف؟
2013-12-14 23:10:28 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
منذ سنتين تقدم لي خاطب، وكنت سعيدة جدا جدا مع خطيبي، ولم أشاهد شيئا مُخلًّا في حياتي، ومحافظة على صلاتي، ولكن مع الوقت بدأتُ أفكر في أمور الزواج، حتى وصلت مصادفة لممارسة العادة السرية، مع أني لم أكن أعرفها ولم أفعلها في حياتي، وكلما مارستها شعرت بندم وحزن، لدرجة أنه خطر ببالي بأن أكسر يدي لأني لا أريد أن أغضب ربي، وكل مرة أتوب أعود فيها لفعل ذلك الذنب، فما العمل؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ التائبة .. حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك – مرة أخرى- في موقعك إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يغفر ذنبك، وأن يستر عيبك، وأن يمُنَّ عليك بالزواج الصالح، وأن يكرمك بزوج صالح طيب مبارك، وأن يعينك على ترك ما لا يُرضيه سبحانه.
فأحب أن نتبيَّن أولاً: هل الذي بينك وبين خطيبك مجرد خطبة فقط؟ أم أنه عقد قِران وتسمينه (خِطبة)؟ لأن الأمر يفرق كثيرًا، فإذا كان مجرد خطبة فلا يجوز – يا بُنيتي – أن تتكلمي معه في أي كلام مطلقًا، لأن الخطبة هي وعد بالزواج وليست زواجًا، والكلام عندما يكثر قد يخرج من الكلام المألوف إلى الكلام الغير مألوف، وقد يحدث الكلام في الشهوات والجنس والحب والعشق وغير ذلك، مما يجعلك في حالة هياج وعدم استقرار، وقد تحدث عندك بعض الرغبات الشهوانية التي قد تكون سببًا في وقوعك في العادة السرية المحرمة.
هذا الكلام – يا بُنيتي – لا يجوز إلا ما بين الرجل وامرأته، فإذا كان قد عقد عليك عقدًا شرعيًا وكتب كتابه – كما تقولون –؛ فهذا الكلام جائز ولا حرج فيه، أما إذا كان مجرد خطبة، فهذا الكلام يضرك أنت ضررًا شديدًا؛ لأن هذا الخاطب سيسيء الظن بك، ويقول بأنك لست مؤدبة، ولعلك صاحبة خبرة سابقة مع غيري من الشباب، أو أنك تكلمت مع غيري هذا الكلام، وبذلك يفقد ثقته فيك، وتصبح حياتك قائمة على الشك وسوء الظن حتى ولو بعد عشرات السنين، لأن الخطبة – يا بُنيتي – ليست زواجًا، وإنما هي مجرد وعد بالزواج فقط، فأرجو أن تنتبهي لذلك.
وفيما يتعلق بالعادة السرية:
فهي محرمة، وهي ستضرك أيضًا في المستقبل، لأنك لن تستريحي مع زوجك إلا نادرًا، فالفتاة والشاب عندما يتعودان هذه العادة المحرمة؛ فإنهما لا يستريحان بدونها أبدًا، حتى وإن كان الرجل متزوجًا، فكثيرًا ما نسمع عن رجل يكون مع امرأته في فراش واحد وقد يفعل معها الأمر الشرعي ثم بعد ذلك يذهب إلى دورة المياه ليقضي حاجته (العادة السرية)، لأنه لم يستمتع بزوجته الطيبة الحلال، وكذلك سمعنا عن نساء كثيرات يفعلن نفس الشيء، وسبب هذا التصرف الممقوت إنما هو التعود على العادة السرية قبل الزواج.
ولذلك – يا بُنيتي – لا بد لك من وقفة مع نفسك قوية، لأنك أنت الوحيدة القادرة على التوقف عن هذا الأمر، أنت الذي دخلت فيه برغبتك وأنت الذي تستطيعين الخروج منه برغبتك وإرادتك، لا تقولي (حاولتُ ولم أستطع) لأنك لست جادة في ترك المعصية، لو كنت جادة وبصدق فإنك ستحاولين بكل الوسائل التوقف عنها حياءً من الله تعالى وابتغاء مرضاة الله عز وجل؛ لأن هذا الأمر يُلحق بك ضررًا نفسيًا وبدنيًا، كما ذكرت قد يفقدك المتعة الحلال مع زوجك وأنت تتمنين أن تكوني زوجة وأُمًّا، ولكن ستتحول حياتك بهذه المعصية إلى جحيم والعياذ بالله، ولن تستمتعي بالحلال بعد ذلك؛ لأن من شؤم الحرام أنه يمنع صاحبه الاستمتاع بالحلال.
فعليك بالتوقف عن هذه المعصية، وأن تأخذي قرارا جادًا وقويًّا اعتبارًا من الآن بمجرد قراءة هذه الرسالة والتوقف نهائيًا، قولي: (تركتُ العادة ابتغاء مرضاة الله تعالى)، لا بد أن يكون تركك للمعصية ابتغاء مرضاة الله، وحياء من الله، وليس خوفًا لا من زوج، ولا من حرمان من متعة، ولا غير ذلك، وإنما اعلمي أن من ترك شيئا لله أعانه الله، ومن تركه لغير الله خذله الله، فعليك أنت تتركيها حياءً من الله، وخوفًا من الله، وطمعًا في أن يغفر الله لك وأن يتوب عليك، ثم بعد ذلك تندمين على هذه المعصية، تعقدين العزم على ألا تعودي إليها مطلقًا، كلما وجدت الفرصة سانحة لفعلها حاولي أن تتهربي، حاولي أن تطاردي الأفكار التي تؤدي إلى إثارة شهوتك.
حاولي ألا تكوني وحدك أكبر فترة من الزمن، إذا كان يحدث ذلك في غرفة نومك فعندما تشعرين بالرغبة اخرجي من الغرفة فورًا إلى الصالة، أو تكلمي مع أحد، أو اشغلي نفسك بأي شيء حتى لا يستحوذ عليك الشيطان.
إذا نمت حاولي أن تنامي على طهارة، نامي على وضوء، وحافظي على أذكار النوم، لأن الله بذلك يحفظك من كيد الشيطان، وما دمت في الفراش ولم يأتيك النوم فواصلي ذكر الله تعالى أيًّا كان نوع الذكر حتى يغلبك النوم تمامًا.
كذلك إذا كنت في دورة المياه (الحمَّام) لا تُطيلي الجلوس طويلاً في دورة المياه، بمجرد قضاء الحاجة عليك أن تخرجي؛ لأن العلماء نصّوا على أنه يحرم على الإنسان أن يمكث في دورة المياه أكثر من وقت قضاء الحاجة وفقط.
توبي إلى الله، وسليه أن يغفر لك، وأبشري بفرج من الله قريب، ونسأل الله أن يصرف عنك كل سوء، وأن يعافيك من كل بلاء، وأن يجنبك الفواحش والفتن ما ظهر منها وما بطن، إنه جواد كريم.
هذا وبالله التوفيق.