أحب صديقاتي وأخاف أن أفقدهم، بماذا تنصحونني؟
2013-12-16 23:30:20 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أنا فتاة في 14 من عمري، التحقت بمدرسة جديدة هذا العام، وكونت صداقات عديدة، ولكنني أشعر بأنهن لا يحببنني، مع العلم أنهن كلما رأينني جالسة لوحدي فإنهن يدعونني للجلوس معهن، ويقدرنني كثيرا وقد قدمن لي الكثير من الهدايا، وصارحتني إحداهن بحبها لي، ولكنني رغم كل هذا أشعر بأنها مجاملات فقط، وأخاف أن أفقدهن في أية لحظة.
أنا لا أملك الثقة بنفسي للحديث معهن، وأخاف أن أنطق بكلمة تفسد صداقتنا، وذلك لتجاربي مع أعز صديقاتي، حيث كانت تجاورني، وتسأل عن حالي، وعندما فقدت الثقة في نفسي بدأت أشعر بأنني وحيدة، وأخاف أن أفقدها، وفقدتها حقا.
رجاء أريد حلا لمشكلتي.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ بدون اسم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونسأل الله أن يلهمك السداد والرشاد، وأن يعينك على الخير، وأن يعينك على كل أمر يُرضيه، ونحب أن نؤكد أنك ستنجحين في تكوين صداقات، فقد أحسنَ الفتيات استقبالك، وأنت عليك أن تبادليهنّ هذه المشاعر النبيلة بمشاعر نبيلة، ولا مكان للخوف من انقطاع الصداقة، لأنهنَّ من بدأنَ، ولأنهنَّ من يحاولن دمجك معهنَّ، فعندما يرينك وحيدة يطلبنَ منك أن تجلسي معهنَّ، فاستقبلي هذه المعاني بإيجابية، وكوني حسنة التواصل، وكثيرة الابتسامة في وجوههنَّ، وحريصة على إدخال السرور عليهنَّ.
حاولي أيضًا أن تقتربي من الصالحات منهنَّ، فإن من خير الإنسان أن يفوز بمحبة الناس، وأن يحب الصالحين منهم، كما جاء في الأثر: (اللهم حببني إلى عبادك، وحبب إليَّ الصالحين منهم)، وهذا على كل حال دعاء جميل لا مانع من أن يدعوَ به الإنسان.
ونحب أن نؤكد أن الخوف من ضياع الصديقات في غير مكانه، فالإنسان يحافظ على الصداقات، وعلى مصادقة الصالحات من البنات الحريصات على الخير، والإنسان ينبغي أن يبني الصداقة على قواعد متينة، فالصداقة الناجحة هي ما كانت في الله وبالله وعلى مراد الله، وعليك أيضًا أن تعلمي أن الصداقة لها ثمن، وأن الصداقة ينبغي أن تقوم على النصح والاحتمال والتواصي بالحق والتواصي بالصبر.
نشكر لك هذه المشاعر، وأرجو ألا تخافي من ذهاب الصديقات، وينبغي أن يكون لك عدد من الصديقات، فليس من مصلحة الفتاة أن يكون لها صديقة واحدة تحزن إذا مرضت، وتمرض إذا غابت عنها وابتعدت عنها، ولكن ينبغي أن تتخذي مجموعة من الصالحات كصديقات، ولا مانع من أن تنتقي بعضهنَّ ليكنَّ أقرب من الأخريات، فالإنسان يحتاج إلى الصديق، وما أعطي الإنسان بعد الإسلام عطاء أحسن من صديق حسن يُذكّره بالله إذا نسي، ويعينه على طاعة الله إن ذكر.
نسأل الله لك التوفيق والسداد، ونكرر ترحيبنا بك في الموقع، ونسأل الله لك التوفيق والهداية، وشكر لك على الاهتمام والسؤال.