كيف أتخلص من الحالة النفسية مثل الاكتئاب وغيره؟
2013-11-27 03:52:07 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
أحب أن أشكر الدكتور محمد عبد العليم، وجميع الدكاترة على جهودهم المتميزة.
منذ3 سنين تقريبا بدأت أمور تتغير في حياتي، صرت حين أحتك بالناس يجيئني خوف وقلق وعدم أمان، أقرب مثال السنة الحالية، مضى أكثر من ثلاثة أشهر على بداية الدراسة، وإلى الآن لم أستطع التأقلم بشكل كامل مع من هم في فصلي (ليس الكل)، وكل هذه الأعراض تأتيني في المدرسة، وتخف كثيرا في الاجتماعات الأخرى.
أيضا في الآونة الأخيرة بدأت أتخيل كثيرا، في بداية الأمر كان عند النوم فقط، لكن الآن في كل وقت فراغ أذهب وأبدأ أتخيل أشياء جميلة.
أيضا صارت عندي بعض الوسوسة مثلا وأنا ذاهب من البيت إلى المدرسة وأذهب من طريق واحد فقط اعتقاداً مني أنني إذا ذهبت من الطريق الآخر سوف تحدث حاجة سيئة.
حين أذهب إلى السوق أطلع من السلم الكهربائي الذي في اليمين ضناً مني أني إذا ذهبت من السلم الكهربائي الذي في الجهة اليسرى سوف يحدث شيء سيء.
أحيانا عندما أشاهد صورة لي قديمة أو صورة لأحد أصدقائي أو أحد الأشاخص المتميزين تجيئني حالة اكتئاب خفيفة، وتشاؤم لمدة دقائق معدودة، وأبدأ أتذكر الماضي الجميل والحاضر السيئ، وكل هذه الأشياء لم أكن أعاني منها سابقاً.
من الأشياء التي أثرت في حياتي هي مرض والدي، تقريبا قبل ثلاث أو أربع سنين في أثناء سماع والدي للقرآن الكريم تأثر بشدة، وأصبح كل يومين أو ثلاثة أيام يبكي، ويقول: يا ولدي أنا سأموت، ومن هذا الكلام، وصرت أداوم في المدرسة وأنا في حالة نفسية سيئة، وفي تلك السنة بالتحديد تعرضت لبعض الكلام السلبي في المدرسة، ومن المفترض أن لا يؤثر علي.
بعد تلك السنة لم أتعرض لأي كلام سلبي، ولكن أبي أصبح كثير الشك، أصبح يشك في الأشياء التي تعرض في التلفاز، وفي أقاربه، وفي إخوته، وفي الناس كلهم تقريبا!
مع أني متأكد أن هذا بسبب السحر؛ لأنه كان يتأثر بالقرآن بشدة، ويتأثر عند الترديد عليه بقول (سحر الشك) وإلى الآن لم أستطع الذهاب إلى معهد أو نادي ليشغل أوقات فراغي بسبب الشكوك، فهل تنصحوني بالذهاب إلى عيادة نفسية أم لا أحتاج؟
الحمد لله على كل حال، وقدر الله وما شاء فعل.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نشكرك على رسالتك هذه، وبيان ما تعاني منه، وما يعاني منه والدك.
أيها الفاضل الكريم: أنت تعاني من تغيرات نفسية تتمثل في وجود أفكار ونمط (تصرفات وسواسية).
لديك شيء من أحلام اليقظة، أيضًا تأتيك نوبات خوف اجتماعي من درجة بسيطة، وذلك لأنك حساس، وتراقب محيطك بدقة شديدة.
الذي أراه أن هذه الحالة -إن شاء الله تعالى- هي حالة عابرة، ومؤقتة ومرتبطة بمرحلتك السنية، كن أكثر ثقة في نفسك، لا تدع أي مجال للفراغ ليسيطر عليك.
أحلام اليقظة بدرجة معقولة لا بأس بها، لكن حين تحس أنك قد استرسلت فيها وسيطرت عليك يجب أن تصرف انتباهك من خلال تغيير مكانك أو القيام بأي فعل آخر يصرف انتباهك تمامًا عن الفكر الذي انغمست فيه.
الوساوس التي تعاني منها وهي وساوس الترتيب: هذه يجب ألا تطيعها أبدًا، حين تريد أن تستعمل السلم الكهربائي قل لنفسك (لا، سوف أستعمل الذي في جهة اليسار) وابدأ بقول: (بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم) هنا تكون قد أعطيت نفسك دفعًا روحيًا معنويًا سلوكيًا قويًا، سوف تنازعك الوساوس، لن تتركك ببساطة، لكن بإصرارك في اتخاذ النمط الجديد المخالف للفكر الوسواسي قطعًا سوف تنتصر في نهاية الأمر، وهذا نسميه بالتعريض أو التعرض مع منع الاستجابة، يعني أنك قد عرضت نفسك لمصدر الوسواس دون أن تستجيب له.
أريدك أن تركز على هذه النقطة (التطبيق العملي المتكرر) في ظرف أسبوع إلى عشرة أيام سوف تجد أن هذه الوساوس قد انتهت تمامًا.
ركز على دراستك، مارس الرياضة مع زملائك، ويجب أن تكون لك مشاركات أيضًا في الأنشطة الثقافية والاجتماعية المدرسية، هذا يجعلك أكثر انجذابًا لأصدقائك، ويزداد مستوى تفاعلك الاجتماعي، فربما تحتاج لعلاج دوائي، وإن كنتُ لا أحبذه في سنك، عمومًا تطبيقك لما ذكرته لك سيكون مفيدًا جدًّا لك.
بالنسبة للذهاب إلى الطبيب النفسي: لا بأس أن تذهب إلى الطبيب النفسي، وحقيقة أريدك أن تذهب بوالدك إلى الطبيب النفسي، ستكون أيضًا فرصة لأن تعرض صعوبات الوسواسية على الطبيب.
والدك – حفظه الله – قطعًا يعاني من حالة ظنانية شكوكية، هذه الحالة نحسب أنها حالة طبية، وهي تعالج بصورة ممتازة جدًّا من خلال تناول دواء أو دواءين من الأدوية الجيدة المضادة للشكوك والمحسنة للمزاج.
الأدوية المتوفرة، في علاج حالة والدك أنا متأكد أنها سهلة جدًّا، وإن شاء الله تعالى حين تتحسن حالة والدك هذا سوف يعود عليك بنتائج عظيمة جدًّا، سوف ينشرح صدرك، وسوف تقل وساوسك، وسوف تكون نظرتك للحياة أطيب.
ربما تجد صعوبة في إقناع والدك بالذهاب إلى الطبيب، ولكن أعتقد بشيء من الحكمة والفطنة وإبداء التأدب الشديد معه، وإشعاره بالحب الفياض، أعتقد يمكن إقناعه أو يمكن أن يشاركك أحد أعضاء الأسرة في ذلك.
يجب ألا نقول له إنك مريض بالشكوك، لكن نقول: (إنك تعاني من نوع من الإنهاك النفسي أو الاكتئاب النفسي البسيط، وهذا يمكن أن يعالج) والطريقة الثانية إذا رفض قطعًا دعوا أحد الإخوة المشايخ الكرام يقابله ويقرأ عليه، وفي ذات الوقت يقول له: إنك أيضًا تحتاج إلى العلاج الطبي.
هذه الحالات تعالج وتعالج بصورة ممتازة، فلا تتأخر أبدًا - أيها الابن الفاضل الكريم – في مساعدة والدك، والتي أعتقد أنها سوف تكون مساعدة كبرى أيضًا لك، ويمكن أن تستغل فرصة مقابلة والدك للطبيب وتذكر للطبيب في نهاية المقابلة الأعراض التي ذكرتها لنا، وإن قرر الطبيب أن يعطيك أحد الأدوية المضادة للوساوس بجرعة صغيرة ولمدة محدودة فلا بأس في ذلك.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.