كلما حاولت تعلم اللغة الإنجليزية،أشعر بنقص في إيماني
2013-11-24 00:14:01 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أنا فتاة عمري 17 سنة، أحب تعلم اللغة الإنجليزية، ولكنني عندما أبدأ بتعلمها، أشعر بنقص في إيماني وديني، أشعر أنني متمسكة بالدنيا، وعند تعلمها أفقد الرغبة في قراءة القرآن، والصلاة تصبح ثقيلة جداً عليّ، رغم أنني قد نويت أن أدعو إلى الإسلام بواسطتها، ورغم أنني لم أتعمق به، بل بمجرد أن أفتح موقعاً لتعلم اللغة الإنجليزية أشعر بنقص في إيماني.
قررت أن أتوقف عن تعلمها، ولكن بين فترة وأخرى تأتيني رغبة شديدة في تعلمها، حاولت نسيان الفكرة، ولكنني لم أستطع، ومرة رجعت لتعلمها فشعرت بضيق شديد.
سؤالي: ماذا أفعل؟ وشكراً لكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ الاسم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك -ابنتنا- العزيزةَ في استشارات إسلام ويب، ونحن نشكر لك هذا الحرص الشديد على الحفاظ في مستوى عالٍ في الإيمان، ونسأل الله -تعالى- أن يزيدك إيمانًا، وأن يفتح لك أبواب الخير، ويثبتك على طريق الهداية.
نحن لمسنا -أيتها البنت العزيزة- في رسالتك الكثير من الإيجابيات، نسأل الله -تعالى- أن يزيدك منها، لمسنا منك الحرص على استغلال عمرك وأوقاتك، فيما ينفعك عند الله -تعالى-، ظهر ذلك جليًّا من خلال ما تنوينه بتعلمك لهذه اللغة، حين الاشتغال بها، خوفك من إضاعة الوقت في تعلمها، شعورك بنقص إيمانك، ونقص رقة قلبك عند الاشتغال بغير ذكر الله -تعالى-، كل هذا شيء إيجابي فيك، ينبغي أن تحافظي على مستواك الذي أنت فيه، بل وأن تزيدي عليه.
والإيمان -أيتها البنت العزيزة- يزيد بالإكثار من الطاعات، والطاعات -ولله الحمد– متنوعة متعددة، فمنها طاعات قولية، وطاعات مالية، وطاعات بدنية، فإذا حرصت على اغتنام أوقاتك ولحظاتك فيما ينفعك عند الله -تعالى-، وأكثرت من الأعمال الصالحة، فإن هذا سيكون سببًا في زيادة إيمانك لا محالة.
أما اشتغالك بتعلم الإنجليزية، فإن نصيحتنا لك ما دمت تجدين في نفسك الرغبة لها، وقد تُحسنينها بسبب هذه الرغبة، وتوفرت الإمكانات لتعلمها، فإننا ننصحك بتعلمها وإجادتها، وكوني على ثقة من أنك -بإذن الله تعالى- ستنفعين بها دينك وأمتك نفعًا عظيمًا، فإن الاشتغال بدعوة الناس للإسلام، وتعريفهم بالإسلام، من أعظم القربات وأجل الطاعات، والناطقون بهذه اللغة كثير، ومما لا شك فيه أن المسلمين لم يغطوا كل الأدوار المطلوبة منهم، ومن ثم فنحن على ثقة من أنك ستنتفعين بها -بإذن الله تعالى- وتنفعين.
فإذا وجدت في نفسك ميلاً ورغبة في تعلمها فاستعيني بالله، واشرعي في تعلمها، وجاهدي نفسك لتحسين القصد والنية، وأن يكون هذا التعلم بقصد نفع الإسلام والمسلمين، وسيتحول هذا العمل بسبب هذه النية إلى عبادة من العبادات التي تُثابين عليها، وإذا فرغت من تناول الحصة التعليمية ومذاكرة ما تحتاجين إلى مذاكرته، فارجعي إلى ما شرعه الله -تعالى- لك من الأعمال الأخرى، لا سيما الإكثار من ذكر الله، فإنه دواء القلب ويصقله وينظفه من كل ما يشوبه ويُكدِّره، وقد قال السلف الصالح (ذكر الناس داء، وذكر الله دواء)، ولن تجدي تعارضًا أبدًا بين العملين، فأعطِ كل ذي حق حقه كما أرشدنا رسولنا الكريم -صلى الله عليه وسلم- إلى ذلك.
نسأل الله أن يأخذ بيدك إلى كل خير، وأن يوفقك ويزيدك هدىً وصلاحًا.