هل أسرع في أمر الزواج أم أنتظر تحسن الأوضاع؟
2013-11-14 04:48:53 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أريد استشارتكم في موضوع الزواج.
منذ أربع سنوات وأنا في الغربة, تأتيني ضغوطات هذه الأيام من أمي أولا, ومن إخواني والناس ثانيا, يقولون لا بد أن تسافر وتتزوج, وأنا كذلك أريد أن أتزوج, لكن كان كل تفكيري سابقا أن أتزوج بسرعة, والآن أصبحت أفكر بالمستقبل, وأريد أن أشتري سيارة أولا, وأجهز مبلغ العرس والتجهيزات, وأسافر, وقد يتطلب ذلك سنتين.
كما لا أعرف هل أبدأ بالزواج أولا, خصوصا أني ألاقي ضغوطات حاليا من الوالد, فهو يريدني أن أرسل مصاريف البيت, وأنا أقول له أريد أن أهتم بنفسي وأرتب وضعي للزواج, ولا أريد مساعدة أحد.
للأسف لا فائدة, فأنا متخوف أن تزيد هذه المشاكل بعد الزواج, وأخاف أيضا أن يخرجني من البيت لأقع في مشكلة, أمي عندما أتصل بها تسهل كل الأمور, وتقول لي ماذا سوف تصرف, ستكون زوجتك فقط شخصا إضافيا في العائلة, لن يزيد شيء؛ لأنها تتمنى أن ترى أولادي, وتفرح بي, وأنا أريد أن أحقق لها أمنيتها, لكن أريد أن أتأنى, وأن أسافر ومعي فلوس, لا أن أدخل في الدين, فما رأيكم؟
وفقكم الله.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ صقر محمد عبدالله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فنرحب بك ابننا الكريم في موقعك، ونسأل الله أن يسهل أمرك، وأن يلهمك السداد والرشاد، وأن يعينك على الخير، وأن يعينك على بر الوالدين وعلى كل طاعة، ونحب أن نؤكد لك أن مسألة الزواج والاستعجال بها وتقديم مسألة الزواج من المسائل المهمة، لأن الإنسان يستكمل نصف دينه بالزواج، ثم يتقي الله في النصف الآخر، بحرصه على مراقبة الله وتقواه في كل شأن من شؤونه، ولا شك أنه لا يوجد إنسان أخر الزواج إلا ندم لما تزوج، ومع ذلك فإنا ندعوك إلى الاهتمام بالموازنة في الأمور المالية، ومحاولة ترتيب الأوضاع بقدر المستطاع، فالإنسان عليه أن يُعدَّ ما يستطيع ثم يتوكل على العليم الخبير، واعلم أن الزوجة ستأتي برزقها وكذلك الأولاد، وما على الإنسان إلا أن يتخذ الأسباب ثم يتوكل على الكريم الوهاب سبحانه وتعالى.
ونتمنى أن تكون الصورة واضحة أمامك خاصة إذا كان الوالدين بحاجة إليك بعد الزواج –أو قبله– لا بد أن تكون أيضًا هذه الأمور واضحة، ولا تظهر لوالديك أنك ستقدم الزوجة أو أن تبخل عليهم بالأموال، فأنت ومالك لأبيك، إذا كان الوالد محتاجًا فينبغي أن تجتهد في توفير ما يحتاجه من مال، وإذا كان ليس عندك مال للزواج فيمكن أن تكون واضحًا مع الوالدة، تقول: (يا والدتي أنا أيضًا أريد، لكن أريد أن أرتب بعض الأوضاع الخاصة بمناسبة الزواج، وترتيبات الزواج أيضًا تحتاج إلى أن يجهّز الإنسان بعض الأموال)، وطبعًا نحن لا نشجع الإسراف في مسألة الزواج وفي إنفاق الأموال، لكن على كل حال لا بد من مال وإن قلَّ.
فسدد وقارب، وإذا كنت لا تستطيع ماليًا فعليك أن تُسمع الوالدة الكلام الطيب، وتُعلن لها عن رغبتك في طاعتها، وتبدأ في ترتيب أوضاعك، ونتمنى ألا يطول ذلك؛ لأن مسألة الزواج والتعجيل بها في هذا الزمن من المسائل المهمة، فالفتن تمشي على رجلين، والإنسان لا بد أن يُحرز دينه وأن يتزوج ليعفَّ نفسه؛ لأن هذه مسائل من الأهمية بمكان.
ونسأل الله تبارك وتعالى أن يسهل أمرك، وأن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به.