الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ بوح حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد. رسالتك جيدة ومرتبة وهي ليست طويلة أبدًا، كل ما ذكرته في رسالتك هو مفيد.
بصفة عامة الذي يظهر لي أنك إنسانة طيبة وحساسة في نفس الوقت؛ ولذا حدث لك الفعل الانفعالي كرد فعلٍ لبعض الاحتقانات والصعوبات النفسية التي تواجهينها في أسرتك.
ما حدث لك ليس نوعًا من التمثيل، هو على مستوى العقل الباطني، وفي ذات الوقت على مستوى الوعي، بمعنى أنك مُدركة لهذا الذي حدث لك، لكن ليس الإدراك التام، وليس تحت إرادتك الكلية، البعض يسمي هذه الحالات بـ (التغيرات الهيستيرية) أنا لا أحب هذا الاسم قطعًا، لأنه ليس مُجديًا، وفي ذات الوقت يجعل الإنسان يعيش شيئًا من الوصمة الاجتماعية والنفسية، وربما يكون الاسم الأفضل هو (العُصاب التحولي) بمعنى أن القلق والتوتر النفسي تحول إلى فعل سلوكي نفسي.
المهم في علاج مثل هذه الحالات أن تعرفي أولاً أنك لست مريضة، هذا مجرد عدم القدرة على التكيف النفسي.
ثانيًا: يجب أن تعبري عن ذاتك، تجنبي الاحتقانات النفسية، السكوت على الأشياء البسيطة يتراكم في نفس الإنسان، وهذا يؤدي إلى هذه الانفجارات العُصابية إذا جاز التعبير.
ثالثًا: تذكري دائمًا أن الفتاة يجب أن تكون حريصة أن لا يلتصق اسمها بالتفاعلات الانفعالية الهيسترية أو التحولية – كما ذكرنا – هذه التغيرات والتصرفات السلوكية الناتجة عن عدم الاستقرار النفسي تنعكس سلبًا وتعطي صورة غير جميلة عن الفتاة، مجرد تذكرك لهذا الأمر سوف يُجنبك هذه النوبات، بمعنى أنك تريدين دائمًا أن تعكسي الصورة الجميلة عن نفسك حتى في المواقف الصعبة والمواقف التي تتسم بالانفعالات النفسية.
رابعًا: من الضروري جدًّا أن تمارسي تمارين الاسترخاء، تمارين الاسترخاء تمتص الطاقات النفسية السلبية، خاصة الاحتقانات النفسية الداخلية، وموقعنا لديه استشارة تحت رقم (
2136015) أرجو أن تطبقي هذه التمارين بجدية وبالتزام، وحتى في حالة المضايقات النفسية الانفعالية علمي نفسك كيف تتنفسين بصورة استرخائية، هذا فيه خير كثير لك.
خامسًا: يجب أن تحسني إدارة وقتك، وهذا يتم من خلال الاجتهاد في دراستك، الاهتمام بشؤون الأسرة، التواصل الاجتماعي الطيب، الحرص على العبادات والصلوات في وقتها، القراءة، خاصة القراءة والاطلاع غير الأكاديمي، الترفيه عن نفسك بما هو طيب وجميل... هذا كله - إن شاء الله تعالى - يساعدك كثيرًا.
سادسًا: حاولي أن تنامي مبكرًا، وأرجو أن تهتمي أيضًا بوضعك الغذائي، هذا يزيل عنك انخفاض الضغط، وأي نوع من الهشاشة الجسدية، أو العضوية.
هذا هو الذي أريد أن أنصحك به، وإن شاء الله تعالى أحوالك تسير على خير، وإن لم تتحسن الأمور - وهذا إنْ شاء الله تعالى لا أتوقعه - فهنا يفضل أن تقابلي أحد الطبيبات النفسيات، وأعرفُ أن البحرين بها خدمة ممتازة جدًّا للطب النفسي.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.