الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الإله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
عرضك لأعراضك تم بصورة جيدة جدًّا، وأنا أرى أن كل الذي بك هو قلق المخاوف مع شعور اكتئابي، ولا أعتقد أنه توجد لديك وساوس حقيقية، لكن المخاوف مع القلق التوقعي هي التي جعلتك تحس بأنك تعاني من الوساوس.
شخصيتك فيها بعض سمات الانطوائية، وممارستك للعادة السرية قطعًا ليس أمرًا مفيدًا، ويجب أن تقف مع نفسك وتتوقف عن ممارسة هذه العادة، والإنسان يمكن أن يتفوق على ذاته وينتصر عليها إذا أراد أن يحرر نفسه بالفعل من هذا النوع من الاستعباد، الحياة فيها أشياء طيبة وجميلة جدًّا يمكن للإنسان أن يُدمنها وأن يمارسها بفعالية ويجني منها فوائد كثيرة.
أيها الفاضل الكريم: دراسات كثيرة جدًّا أشارت إلى أن الصلاة مع الجماعة في المسجد مع ممارسة الرياضة الجماعية -مثل كرة القدم مثلاً– بمعدل مرة أو مرتين أو ثلاثة في الأسبوع تعطي الإنسان تفوقًا اجتماعيًا كبيرًا، تنتهي الرهبة، ينتهي الخوف، ترتفع الكفاءة الاجتماعية، يجد الإنسان نفسه يندفع نحو الآخرين، لا يهرب من لقاءاتهم، فعليك بترتيب نفسك بالالتزام بالصلاة مع الجماعة وممارسة أي نوع من الرياضة الجماعية.
الذي أقوله لك هو مبني على تجربة وعلى أسس علمية.
الجوانب العلاجية الأخرى هي: العلاج الدوائي، إذا تمكنت أن تذهب إلى طبيب نفسي فهذا جيد، وإن لم تتمكن فأنت محتاج لأحد الأدوية المضادة لقلق المخاوف الوسواسي، وهناك دواء يعرف باسم (سيرترالين) هذا اسمه العلمي، واسمه التجاري (لسترال) أو (زولفت) هو من الأدوية المفيدة جدًّا، ومتوفر في المملكة، وأعتقد أن تناولك لهذا الدواء لمدة ستة أشهر سوف يفيدك كثيرًا ويغير من حياتك بصورة إيجابية جدًّا.
الجرعة المطلوبة في حالتك هي جرعة صغيرة، نصف حبة –أي خمسة وعشرين مليجرامًا– يتم تناولها ليلاً لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعل الجرعة حبة واحدة ليلاً لمدة أربعة أشهر، ثم نصف حبة ليلاً لمدة شهر، ثم نصف حبة يومًا بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم توقف عن تناول الدواء.
أيها الفاضل الكريم: أرجو ألا تخف من الفشل، ومهما طالت سنين الدراسة في الجامعة فالمهم في نهاية الأمر هو أن تتخرج وأن تكون من المتميزين، اجعل لحياتك هدفًا، كن بارًا بوالديك، تواصل مع أصدقائك، وعش الحياة بإيجابية، سوف تجد أن أعراضك هذه قد اختفت تمامًا.
أنت لست مصابًا بالجنون، ولست على حافة الجنون، هذا مجرد قلق مع مخاوف ووساوس بسيطة، وأدى إلى كل الأعراض التي ذكرتها، سواء كانت هذه الأعراض أعراض جسدية أو نفسية، وطريقة العلاج أوردناها لك، فأرجو أن تلتزم بها.
وللفائدة راجع علاج الانطوائية والعزلة سلوكيا: (
265122 -
272718).
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.