الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ foufa حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
ما حدث لك بعد الولادة قد يكون أحد الاضطرابات الوجدانية التي تحدث في فترة النفاس، وهنالك أعراض كثيرة تصيب النساء خلال هذه الفترة، منها شيء من الاكتئاب، المخاوف، التوترات، هذا كله يحدث، وهذه الحالات كلها تعالج، ومعظمها تنتهي تلقائيًا.
ما حدث لك وأنت جالسة مع زوجك الكريم عند تناول طعام العشاء: هذه نوبة نسميها بنوبة الهرع أو الفزع، وهذه النوبات هي نوع من القلق النفسي الحاد جدًّا، والذي تكون فيه الأعراض الجسدية هي المهيمنة وهي الواضحة ( تسارع في ضربات القلب، ضيق في النفس، كتمة شديدة، تنميل، خدر، وشعور بدنو الأجل )، وهذا حقيقة مزعج جدًّا للإنسان.
فإذًا النوبة التي حدثت لك هي نوبة فزع، وبعد ذلك قطعًا توالت عليك الأعراض النفسوجسدية، وهي إفراز لنوبة الهرع التي حدثت لك، وأصبحت تأتيك أنواع من الوساوس والمخاوف المتعددة، وبعد ذلك دخلت أنت وزوجك في بعض النقاشات التأويلية الافتراضية فيما يتعلق بالمستقبل والابنة، وهذا قطعًا من وجهة نظري أدى إلى المزيد من الانفعال النفسي السلبي.
الذي أريد أن أصل إليه هو: أنك تعانين من نوع من قلق المخاوف ذي الطابع الوسواسي، ولديك شيء من القلق التوقعي، وهذه الحالات يتم علاجها من خلال تناول أحد الأدوية المضادة لقلق المخاوف، ومن أفضلها عقار (سيرترالين/زولفت/لسترال)، كما أن عقار (دويلكستين) والذي يعرف باسم (سيمبالتا) يعتبر أيضًا من الأدوية الجيدة.
فأرجو أن تقابلي أحد الأطباء النفسانيين من أجل المناظرة والتقييم النهائي، وسوف يصف لك الطبيب - إن شاء الله تعالى - الدواء الذي يراه مناسبًا.
وفي ذات الوقت أنصحك بأن تكوني إيجابية، وأن تبعدي من مخيلتك التشاؤم والتطير والقلق التوقعي المستقبلي، أنت بخير، - وإن شاء الله تعالى - سوف تظلين بخير.
ممارسة الرياضة فيها فائدة كبيرة جدًّا لنوبات الهلع والهرع، كما أن تمارين الاسترخاء نعتبرها ضرورية، وموقعنا لديه استشارة تحت رقم
2136015 أرجو الرجوع إليها، ومحاولة الاستفادة من الإرشادات والتوجيهات الواردة بها، فهي مفيدة جدًّا - إن شاء الله تعالى -.
إذا كنت تفضلين القراءة، فهناك كتب جيدة جدًّا، كتب عن الذكاء الوجداني، وهناك كتاب للشيخ عائض القرني ( لا تحزن) نعتبره من المراجع الممتازة جدًّا، فاحرصي على اقتناء بعض الكتب التي سوف تساعدك - إن شاء الله تعالى -.
ولا بد أن تكوني حريصة على صلواتك في وقتها، وأن تُكثري من الدعاء، وثبتي وردك القرآني اليومي، فهذا سيعود عليك وعلى أسرتك - إن شاء الله بخير - ونفع كبير.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.