أشكو من كثرة التفكير وأسمع ببطني أصواتا عالية، فهل هو قولون؟
2013-09-15 23:53:20 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا فتاة أبلغ من العمر 24 عاما، مشكلتي بدأت منذ خمس أو ست سنوات تقريبا، عندما أصابني ألم في بطني، أخذت له إبرة تسمى باسكوبان أو سكوبينال -تقريبا- إلا أنها سببت لي ألما غريبا في كل جسمي، وإحساسا بالضيقة، هل هو توتر أو قلق، ما كنت أعرف، وبعد ساعتين تقريبا راح الألم وبقي ألم في ظهري، كنت أول مرة أشعر به، ولم أعرف سببه، إلا أنني نمت وعندما استيقظت لم أشعر بالألم، فقد اختفى.
مرت الأيام حتى أصبح هذا الألم يأتيني -تقريبا- كل سنة، وأحاول أن أتجنب هذه الإبر ولا أذهب للمستشفى؛ خوفا من هذه الإبرة، وأصبحت آخذ إبرة زنتاك، وكانت أخف على جسمي من تلك الإبر، إلا أنه منذ ثلاثة أشهر أتاني ألم في بطني، وأصبحت أشعر بنفس الأعراض التي أشعر بها عند أخذي للإبر، مع أني لم آخذها.
بعدها بأربعة أيام تقريبا خف ألم البطن، وأصبحت أشعر بآلام أخرى مُزعجة، وهي ألم بالظهر وألم بالساق وبأسفل القدم، ضربات قلبي أصبحت سريعة جدا؛ حتى أنني صرت أشعر بالدوار أحيانا، وخمول وكسل، ولا أستطيع بذل أي مجهود، النوم أصبح مضاعفا جدا! أنام بالأيام ولا أستيقظ إلا نادرا، صداع مستمر، نسيان!! أصبحت أنسى حتى الأسماء والأماكن.
أصبحت نفسيتي جدا متعبة، لا أخرج كثيرا، أتجنب الاجتماعات، مع أنني كنت عكس ذلك، الخجل أصبح يلازمني كثيرا، وكذلك التفكير، أرهقني تفكيري بالماضي وبالحاضر، أتخيل أشياء لم تحصل، أتحسس من أي موقف وأفكر فيه كثيرا، أسمع ببطني أصواتا عالية، وإحساس بالنبض وكأن قلبي في بطني!
ذهبت لطبيب شعبي، عالجني بالكي، إلا أنني لم أتحسن، ومع الرقية الشرعية أصبح وضعي أحسن بكثير، إلا أنني تمنيت دواءً أو شيئا يريحني من هذا الإحساس.
لا أعرف كيف أصف هذا الشعور! فإحساسي بالتنميل في قدميّ مُتعب جدا، وكأن في قدميّ ملايين من النمل التي تتحرك طلوعا ونزولا يمينا ويسارا، أكون خارجة بسوق أو بأي مكان؛ وعندما يأتيني ذلك الشعور أتعب كثيرا، شيء بداخلي يجبرني على المشي والركض، وأشعر وكأن قدميّ ليستا بقدميّ، وأشعر وكأن أحدا يسحبها، أو كأنها مربوطة وأحد يلاعبها بالهواء يمينا ويسارا، أحيانا أتمنى أن يأتي أحد ويفصل قدميّ عن باقي جسمي لأرتاح، لا أعلم كيف أشرح ما أشعر به، ولكن أقسم بالله هذا أقرب وصف، تمنيت كثيرا عندما أكون خارجة وأحس بالألم أن تصدمني سيارة، أو أن يحصل أي شيء لأتخلص من هذا الشعور.
علما بأن الدورة غير منتظمة لدي، وأجلس شهرين أو ثلاثة شهور وهي لا تأتيني، وقد حللت قبل كذا سنة، وكانت النتيجة سليمة؛ إلا أن هناك بعض (اللخبطة) فقط.
لا أعلم ماذا أفعل، وأين أذهب؟! هل لدكتور نفسي أو إلى دكتور آخر؟ وهل ما بي من الممكن أن يكون قولونا عصبيا أو غيره من الأمراض العضوية؟ أم أنه من الممكن أن يكون لدي مرض عضوي وآخر نفسي؟ أم أن كل ما بي مرض نفسي؟
قرأت عن عقار اسمه سيبرالكس، فهل هو مفيد في حالتي؟! وذهبت لعدة رقاة والراقي وصف لي شرب زيت الخروع بالنعناع بعد كل 15 يوما، هل أستخدمه أم لا؟ وأرجو كتابة دواء ينفع لحالتي إذا تطلب الأمر.
عذرا على الإطالة، ولم آت هُنا إلا للاستفادة من خبراتكم، ونصيحتكم تهمني جدا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ شوق حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
شكرا على تواصلك مع الشبكة الاسلامية، ونرجو من الله لك الشفاء والمعافاة.
بالنسبة للإحساس بالحرقة والتنميل في الأقدام: فإن هذه الأعراض عادة ما تشير إلى مشكلة في الأعصاب التي تغذي القدمين، وهناك أسباب عديدة لمثل هذه الأعراض، وأذكرها هنا لكي تتعرفي عليها، فقد تكون إحدى الأسباب عندك:
- التهاب الأعصاب في الأقدام، سواء من السكري أو من أمراض أخرى.
- نقص فيتامين ب 12.
- تناذر نفق الكاحل (tarsal tunnel syndrome) وسببه انضغاط الأعصاب التي تغذي الإحساس أسفل القدم، ويكون الانضغاط في الجزء الداخلي عند مستوى الكاحل.
- اضطراب في نشاط الغدة الدرقية.
- قصور الكليتين.
- الإصابة بالفطريات بين الأصابع.
فكما ترين: فإن هناك حاجة للفحص الطبي للقدمين بواسطة طبيب مختص بالأعصاب، وقد يرى إجراء تحاليل للدم للفيتامينات والغدة والكلى، وإجراء تخطيط أعصاب، -والحمد لله- أن هناك علاجا لكل هذه الأمراض التي يمكن أن تسبب التهابا في أعصاب القدمين، إلا أنه أولاً يجب معرفة السبب.
نرجو من الله لك الشفاء والمعافاة، وأحيل السؤال لاستشاري الأمراض النفسية لكي يجيب عن الجزء النفسي، وهو سيفيدك إن شاء الله حول هذا الموضوع.
______________________________________________
انتهت إجابة د. محمد حمودة … استشاري أول باطنية وروماتيزم.
وتليها إجابة د. محمد عبد العليم … استشاري أول الأمراض النفسية وطب الإدمان.
—————————————————————————
نشكرك على تواصلك مع إسلام ويب، ونؤكد لك أننا قد قمنا بتدارس رسالتك، وهنالك جوانب عضوية تعانين منها، لكن أعتقد أن الجانب النفسي هو المهم، فالتوتر والقلق والشعور بعسر المزاج كثيرًا ما يظهر في شكل أعراض نفسوجسدية.
لكن كما ذكر لك الأخ الدكتور محمد حمودة: يجب أن تكون هنالك قاعدة طبية صحيحة وسليمة، وهذا يتطلب أن تذهبي إلى الطبيب الباطني أو طبيب الأعصاب وتقابليه، وتقومي بإجراء الفحوصات الطبية اللازمة، ومن أهم الفحوصات فحص الغدة الدرقية، فكثرة النوم والشعور بالإنهاك -وحتى عسر المزاج وضعف التركيز- كثيرًا ما نشاهدها مع ضعف إفراز الغدة الدرقية.
إذن: هذا الفحص مهم جدًّا من أجل التأكد، وبعد ذلك قطعًا أنت في حاجة أيضًا للطبيب النفسي.
لا توجد لديك مشكلة نفسية رئيسية بالرغم مما تعانينه من إحباط وتفكير سلبي وتوجهات متشائمة، إلا أن الأمر بسيط -إن شاء الله تعالى- فقلق المخاوف وما ينتج عنه من آلام جسدية -كما ذكرت- يجعل الإنسان في شيء من الكرب وعدم الارتياح، والشيء المهم جدًّا هو ألا تكوني حساسة نحو بعض الأمور، ولا تراقبي ذاتك بصرامة شديدة، أعني: ألا تراقبي هذه الأعراض؛ لأن مراقبتها تزيد من حساسيتك وتجعلك أكثر ملاحظة ويقظة، مما يزيد عليك من هذه الآلام الجسدية، والتي أرى أن المكون النفسي فيها كبير جدًّا.
اذهبي إلى الطبيب النفسي -وإن شاء الله تعالى- سوف يقدم لك كل ما هو مطلوب، وبالنسبة للعلاجات الدوائية: أنت محتاجة لدواء واحد من الأدوية التي تعالج قلق المخاوف، وهنالك عقار يعرف باسم (سيرترالين) سيكون هو الدواء الأفضل بالنسبة لك، لكن أترك الأمر للطبيب المعالج، وفي ذات الوقت ممارسة التمارين الرياضية الخفيفة التي تناسب المرأة المسلمة ستكون أمرًا جيدًا ومفيدًا لك، وأرجو أيضًا أن تنظمي وقتك، وأن تكوني فعالة في أسرتك، وعليك بالصلاة في وقتها، والدعاء.
نسأل الله لك التوفيق والسداد، ونشكرك على التواصل مع إسلام ويب.