ماذا أفعل مع زوجي...والطلاق على الأبواب؟
2013-08-28 02:29:20 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أعاني من مشاكل كثيرة مع زوجي منذ بداية زواجنا, وقد استنفذت خلالها جميع السبل والطرق لإيجاد حلول, ومحاولة التغيير منه, ولكنه يسير نحو الأسوأ, والأهم من ذلك أنه بدأ باختلاق الأكاذيب علي, ونشرها بين الناس؛ حتى يزيل أسباب المشاكل عن نفسه.
أنا الآن في حالة يأس كامل منه ومن تعديله, أهلي لا يريدونه وينصحونني بالطلاق, وأنا بداخلي أشعر أن هذا هو الحل السليم, ولكنني عندما أشعر بأن هذا الأمر سيحدث (على الرغم من أنه الحل) أشعر بالجنون, وأصبح أفكر كيف سينظر الناس لي, وكيف سأجيب عند سؤالي بأنني مطلقة, أشعر وكأنني لن أحتمل هذا الموضوع, بالإضافة إلى أنني حامل وسيرزقني الله بطفل أو طفلة, أشعر بحيرة شديدة, وألم يعتصر فؤادي, أشعر بأن عقلي شل عن التفكير.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ندى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
نرحب بك ابنتنا الفاضلة، وننصحك بعدم الاستعجال في طلب الطلاق، والسعي في إصلاح هذا الزوج، وحاولي أن تحشدي ما فيه من إيجابيات، فإنه لا يوجد إنسان على وجه هذه الأرض إلا وفيه جوانب مشرقة وجوانب سلبية، واعلمي أن رأي أهلك الرافض مبني على ما يظهر عليك من الضيق والألم، ولو أظهرت جانبًا آخر لوقفوا معك وشجعوك بطريقة مختلفة.
أما كون هذا الرجل يكذب فنحن كنا نتمنى أن تعرضي نماذج لكذبه، فأحيانًا بعض الرجال عندما تهاجمه الزوجة وتُسيء إليه وتتكلم عليه فإنه يبدأ يكذب عليها من أجل أن يدافع عن نفسه بهذا الأسلوب وبهذه الطريقة الخاطئة، أرجو أن تعرضي لنا نماذج لنوع من المشكلات الحاصلة حتى نستطيع أن نتفهم طبيعة هذا الزوج، وعلى كل حال فإنا لا ننصح بالاستعجال في طلب الطلاق.
ونؤكد لك أن الطلاق هو آخر الحلول، وأنه حل يُفرح الشيطان، وأنه ينبغي لمن فكرت في الطلاق ألف مرة أن تفكر مرات بعد الألف، خاصة في حال حمل بجنين، وفي حال رغبتها في استقبال طفل، لا بد أن يخرج للدنيا، وندعوك إلى تهدئة الأوضاع، ومحاولة التعايش مع هذا الزوج ريثما يخرج هذا الطفل إلى الدنيا؛ لأن التوتر ولأن الإشكالات ولأن الخصام يؤثر على هذا المولود والجنين الذي في بطنك.
نتمنى أن يوفقك الله للخير، وعلى كل حال فإنا نريد أن نقول: من السهل أن يخرب الإنسان حياته بالطلاق، ولكن من الصعب إعادة البناء، ولأن الطلاق هو آخر حل ينبغي أن نستنفد الفرص والطرائق، ونحن (حقيقة) نقول على قولك (جربت معه بعض الحلول): بعض النساء تجرب حقًّا ثم تعود إلى أسوأ من حالها لما لا تجد استجابة، وبعض النساء تستورد حلولاً أخرى لا تصلح مع زوجها، ولذلك نحن نتمنى أن تعرضي المشاكل حتى نتعاون جميعًا في عرض الأسلوب المناسب لحلها والتفاهم حولها مع الزوج، ونسأل الله أن يسهل أمرك وأن يُلهمك السداد والرشاد، وأن يعينك على كل أمر يُرضيه، هو ولي ذلك والقادر عليه.
ونؤكد أن الفترة التي عشتها معه قليلة، وقد لا تسمح فعلاً بالتعرف عليه وبتعرفه أيضًا عليك وعلى صفاتك النفسية، ومعرفة الفروق بين الزوجين معنى مهم جدًّا في تحقيق الوفاق، وكثير ممن نراهم الآن مستقرين بدأوا بمشكلات لكنهم صبروا وتغلبوا عليها فتغير الحال، والله يقول: {وعاشروهنَّ بالمعروف فإن كرهتموهنَّ فسعى أن تكرهوا شيئًا ويجعل الله فيه خيرًا كثيرًا} هو الزوج -أو الزوجة– يبدأ حياته بمشاكل وكراهية لكنه يصبر فيأتي الخير الكثير وتأتي الذرية التي فيها قرة العين، ويأتي الأبناء الذين يكونون سببًا لدخول آبائهم وأمهاتهم في جنة الله.
نسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد، وندعوك إلى أن تفكري في الأمر بهدوء، وتنظري للقضية من كافة جوانبها، ونسأل الله أن يقدر لك الخير، وأن يلهمك السداد والرشاد، وأن يقر عينك بصلاح هذا الرجل وبتركه للكذب، هو ولي ذلك والقادر عليه.