أريد حلا وأدوية للوساوس والقلق واليأس من الحياة واضطراب النوم.
2013-08-19 02:28:44 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعاني من خوف وقلق وسواس من عدم النوم، واضطراب نومي، وأصابني الأرق ولم أشعر بالنعاس منذ أربعة أشهر أبدا، لي 4 أشهر مع الأرق، تعبت نفسيا، أصبح نومي قليلا، وصرت أفكر هل اليوم سأنام أم لا؟ عندي التهاب في المعدة أثر علي جدا.
وجاءني اكتئاب ويأس من الحياة، وأريد الموت، لا أستطيع أن أكمل طموحي، الزواج، دائمة النوم، وهكذا.
وبعدها ذهب الاكتئاب، وجاءني خوف من الماضي والمستقبل، والآن أشعر بوسواس يوسوس لي بالماضي والمستقبل، ويوسوس لي بحياتي، وبالنوم، ويخوفني أن يأتيني وسواس الصلاة، كرهت الحياة أريد أدوية غير مضرة أو مدمنة، وأريد أعشابا طبيعية.
أريد حلا للوسواس والأرق والخوف والقلق، ويعود نومي مثل الأول عميقا ومتواصلا، وأين تباع الأدوية، ولا يكون سعرها باهضا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ دلال حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.
أيتها الفاضلة الكريم: اضطراب النوم وقلته فعلاً يؤدي إلى إجهاد نفسي، وكذلك إلى إجهاد جسدي، واضطراب النوم قد يكون سببه القلق، وكذلك الاكتئاب، أو أسباب أخرى، وفي ذات الوقت حين يضعف نوم الإنسان ولا يكون النوم مشبعًا وجيدًا يحس الإنسان بالمزيد من الاكتئاب وكذلك القلق.
أنت ذكرت أنك تعانين من بعض الأعراض الاكتئابية وأعراض الخوف وحديث النفس والوساوس، والنظرات السلبية حول الماضي والحاضر والمستقبل: هذا كله نضعه في نطاق الاكتئاب الوسواسي، و-إن شاء الله تعالى- حالتك بسيطة -أيتها الفاضلة الكريمة-.
قطعًا الوضع الأمثل هو: أن تذهبي وتقابلي طبيبًا نفسيًا، هذا هو الوضع الأفضل، و-الحمد لله تعالى- المملكة العربية السعودية -بفضل من الله تعالى- بها الكثير من أميز المختصين النفسانيين، هذا من ناحية.
من ناحية أخرى: هنالك إرشادات لابد أن تطبقيها:
أولاً: يجب أن تتفهمي أن النوم حاجة بيولوجية، بمعنى أن النوم أمر تلقائي يأتي للنفس، لكن قد نضر بساعتنا البيولوجية التي تتحكم في النوم من خلال بعض ممارساتنا الخاطئة، مثلاً:
1- النوم في أثناء النهار.
2- تناول الشاي والقهوة أو الكولا أو البيبسي أو الشكولاتة ليلاً، وهذه تحتوي على كميات كبيرة من الكافيين، ويعرف أن مادة الكافيين مادة تزيد من يقظة الإنسان.
3- بعضنا أيضًا لا يمارس الرياضة، وتكون حياته حياة مستكينة جدًّا.
4- هنالك أمور مهمة وهي: أن تثبيت وقت النوم يعتبر أمرًا ضروريًا، خاصة النوم الليلي، والنوم الليلي المبكر لا بديل له ولا مثيل له من حيث الإيجابية وضمان كمال الصحة -إن شاء الله تعالى-.
5- بعضنا لا يحرص على أذكار النوم بكل أسف بالرغم من قيمتها العلاجية العظيمة.
فأيتها الفاضلة الكريمة: إذًا الخطوة الأولى هي أن تصححي صحتك النومية من خلال ما ذكرته لك، تتخلصي من أي سلبيات أو عادات ليست صحيحة متعلقة بطريقة نومك، وفي ذات الوقت تدعمي النوم من خلال ما ذكرته لك من أمور مطلوبة وإيجابية.
ثانيًا: يجب أن تكون نظرتك إيجابية نحو الحياة، الفكر السلبي التشاؤمي لا يزيد الإنسان إلا إحباطًا واكتئابًا، الإنسان يجب أن يقيم نفسه تقييمًا صحيحًا، ويتذكر الجمال الموجود في حياته، كوننا في هذه الأمة المحمدية العظيمة أليس هذا من أعظم ما يجب أن نعتز به ونحمد الله تعالى عليه؟ نعم -أيتها الفاضلة الكريمة-، هذه ركيزة أساسية، أن تكون -الحمد لله تعالى- لنا الأسرة المترابطة، لنا الجيران، لنا الأصدقاء، لنا صلة الرحم، أليس هذا أمرًا عظيمًا؟ بلى، وهكذا.
إذًا التفكير الإيجابي مطلوب، وترتيب الحياة وتنظيمها، وأن يكون لي هدفًا في هذه الحياة، أنت قطعًا في سن الشباب، لديك طاقات جسدية ووجدانية، هذه يجب أن توجه التوجيه الصحيح.
لا تربطي نفسك بما يسمى بالاكتئاب، الحياة طيبة وجميلة، ولا تحكمي على نفسك بمشاعرك السلبية أو أفكارك الخاطئة المشوهة، أبدًا، إبني فكرًا جديدًا، مشاعر جديدة، وفي نفس الوقت عليك بالإنجاز والفعالية، الفعالية في كل شيء، في جميع أوجه الحياة، وهذه أعظم مكافئة يوجهها الإنسان ويهديها لنفسه.
الصحبة الطيبة نحن دائمًا ننصح بها؛ لأن فوائدها عظيمة، وكذلك بر الوالدين.
أن تستفيدي من وقتك بصورة صحيحة، أنت لم تذكري عمرك، ولا أعرف إن كنت لازلت في مراحل الدراسية أم لا، فعلى أي حال إن كنت في الدراسة فاجتهدي في دراستك، وإن لم تكوني في الدراسة يجب أن يكون لك جهدًا ونشاطًا ثقافي أو اجتماعي أو أن تذهبي إلى مراكز تحفيظ القرآن، هذه إضافة عظيمة جدًّا.
بالنسبة للعلاج الدوائي: نعم أنت محتاجة لعلاج دوائي بشرط أن يكون عمرك أكثر من ثمانية عشر عامًا، إذا كان عمرك أكثر من ثمانية عشر سنة تناولي العقار الذي يعرف باسم (أنفرنيل) واسمه العلمي (كلوإمبرامين) دواء جيد، ممتاز، بسيط جدًّا، يحسن النوم، وكذلك يزيل القلق والتوتر والاكتئاب والوساوس، وهو لا يسبب الإدمان أبدًا، فقط لديه بعض الآثار الجانبية قد تظهر في بداية العلاج، ومن هذه الآثار الجانبية: الشعور بالجفاف في الفم، وربما ثقل بسيط في العينين، وكذلك إمساك، ربما يحدث في الأيام الأولى للعلاج، وإن كان هذا نادرًا ما نشاهده بالنسبة لصغار السن.
جرعة الأنفرانيل هي: أن تبدئي بخمسة وعشرين مليجرامًا، يتم تناولها ليلاً بعد الأكل، تستمري عليها لمدة أسبوعين، بعد ذلك تجعلي الجرعة خمسين مليجرامًا ليلاً، وهذه جرعة كافية جدًّا بالنسبة لك، تستمري عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم تخفضينها إلى خمسة وعشرين مليجرامًا ليلاً لمدة ثلاثة أشهر أخرى، ثم تجعليها بنفس الجرعة يومًا بعد يوم لمدة شهر، ثم تتوقفي عن تناول الدواء.
أسأل الله لك الشفاء والعافية، وأشكرك على ثقتك في استشارات إسلام ويب، وكل عام وأنتم بخير، وتقبل الله طاعاتكم.