هل نزول قطرات دم بعد الإجهاض بثلاثة أسابيع يعتبر دورة؟
2013-07-18 05:21:50 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أدامكم الله للمسلمين ذخراً، وأفاد بكم وأثابكم بإذنه.
أتمنى منكم المساعدة بأسرع وقت، حيث أني ﻻ أعلم هل أصلي أم ﻻ؟ أجهضت في اﻷسبوع العاشر من الحمل تقريباً، وبعد ثلاثة أسابيع من الإجهاض توقف الدم وانقطع، وبعد ثلاثة أسابيع شعرت بآﻻم شبيهة بآﻻم الدورة، فلما حصل الجماع أخبرني زوجي أنه يحس بحاجز في آخر مهبلي، وأنه يحس بإحساس غريب في رأس قضيبه عندما يلامس الحاجز، وهو إحساس سيء.
بعدما انتهينا وذهبت للغسل، نزلت مني قطرات دم أحمر فاتح، وظننت أنه بسبب جرح في المهبل، واستمررت بالصلاة إلى أن ذهبت بعدها بساعات للحمام، ورأيت قطرات دم أحمر فاتح تنزل من المهبل مع البول، وتتوقف لكن ليس بالكلية، فتنزل بعد كل حين وتتوقف وهكذا، فلم أعلم هل هي دم دورة؟ أم أنها استحاضة؟ وﻻ أعلم هل الفترة التي أنا فيها اﻵن، هي فترة الدورة لدي أم ﻻ؟ حيث أني لم أهتم بحساب موعد دورتي خلال فترة الحمل، ﻷني لم أكن أحتاج لذلك، أفيدوني جزاكم الله خيراً.
سمعت أن الزوج إذا أحس بحاجز آخر المهبل، فهذا دليل على أن عنق الرحم مقفل، وهذا دليل على الحمل، فعندما تحمل المرأة وبعد فترة معينة يغلق عنق الرحم لحماية الجنين بالداخل، فهل هذا صحيح؟ ﻷن هذا ما أخبرت به زوجي بفرح عندما أحس بذلك، وقبل أيام قليلة من نزول الدم اﻷحمر، كانت تأتيني إفرازات بيضاء ثخينة بلا رائحة بين حين وآخر، وللعلم لم تكن تأتيني هذه اﻹفرازات في حياتي إﻻ عندما حملت، فكانت تأتيني بصفة مستمرة، وتبين بعد البحث أنها إفرازات تأتي للحوامل غالباً، فالآن أنا في شك مضاعف، فهل أنا حامل؟ هل تجب الصلاة أو أنها استحاضة؟ أم أنها الدورة لكنها ليست بلونها المعتاد؟
أعتذر عن الإطالة لكني في حيرة من أمري، وجزاكم الله خير الجزاء، وجعله في ميزان حسناتكم، وغفر لكم ولنا، وبلغكم وبلغنا رمضان، وأعتق رقابنا من النار، اللهم آمين.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سمسم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
نشكر لك كلماتك الطيبة، ونسأل الله عز وجل أن يعوضك بكل خير، وأن يجعل صبرك واحتسابك في ميزان حسناتك.
إن الخطوة الأولى الآن بالنسبة لك، هي عمل تحليل للحمل في الدم يسمى B-HCG، لأن الحمل بعد الإجهاض قد يحدث في بعض الأحيان حتى قبل نزول الدورة، حيث يمكن للمبيض أن يستعيد نشاطه بسرعة، فتحدث الإباضة مبكراً.
إن كان تحليل الحمل سلبياً، فهذا يدل على عدم وجود حمل جديد، وأيضاً يدل على تخلص جسمك من كل آثار الحمل القديم، وتكون الإفرازات المدماة ناتجة في الغالب عن اضطراب هرموني بسيط وعابر، والدورة عادة تنزل في خلال مدة من 4-6 أسابيع بعد الإجهاض، فإن مرت 6 أسابيع بعد الإجهاض ولم تنزل الدورة بشكل طبيعي، وكان تحليل الحمل سلبياً، فهنا يجب التأكد بالتصوير التلفزيوني من عدم تشكل كيس، أو أكياس على المبيض –لا قدر الله-.
إن عنق الرحم يكون مغلقاً في الحالة الطبيعية، سواء حدث حمل أم لم يحدث، وهو لا يتوسع إلا في الشهور الأخيرة من الحمل، أو عند بدء المخاض، ولا صحة للمعلومات التي سمعت عنها من أن عنق الرحم المغلق يعني وجود حمل، فالحمل في هذه المرحلة لا يشخص إلا بطريقتين فقط: إما بتحليل إيجابي للحمل، أو برؤية كيس الحمل بالتصوير التلفزيوني.
نسأل الله العلي القدير أن يديم عليك ثوب الصحة والعافية دائماً.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهت إجابة الدكتورة رغدة عكاشة استشارية أمراض النساء والولادة وأمراض العقم.
وتليها إجابة الشيخ أحمد الفودعي مستشار الشؤون الأسرية والتربوية.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مرحبًا بك -أختنا الكريمة- في استشارات إسلام ويب، ونشكر لك تواصلك معنا، والذي يمكننا أن نقوله في شأن هذه الدماء التي رأيتها، أن الدم الأول الذي كان بعد الإجهاض، إن كان هذا الجنين المُجهض قد تبينت فيه خِلقة الآدمي –أي صورة الآدمي من حيث بيان بعض الأعضاء– ولو لأهل الخبرة والاختصاص، كالقوابل والطبيبات فإن الدم النازل بعده دم نفاس، أما إذا لم يكن الجنين وصل إلى تلك المرحلة، فإن هذا الدم ليس نفاسًا، فإن وافق أيام عادتك فهو حيض –أي ما وافق أيام العادة منه–، وما زاد على أيام العادة فليس بحيض.
وأما الدم الثاني الذي جاء بعد أن انتهى الدم الأول، وانقطع لمدة ثلاثة أسابيع، فإن هذا الدم الثاني إذا كان بصفات دم الحيض، بمعنى أنه استمر يومًا وليلة وأكثر بحيث لم يتجاوز خمسة عشر يومًا، فإن الأصل أن الدم النازل من المرأة دم حيض، ومن ثم فعليك أن تعامليه على أنه دم حيضٍ.
ولا يضر توقف سيلان الدم ما دام أثر الدم لا يزال موجودًا في المحل –أي في الفرج–، بحيث إذا أدخلت شيئًا قطنة أو نحوها خرجت ملوثة بالدم، فإذا استمر معك الحال على هذا يومًا وليلة وزاد فهو حيض، أما إذا لم يستمر يومًا وليلة، بمعنى أنه انقطع وجفَّ المحل تمامًا فلم يبقى فيه آثار الدماء، فإذا أدخلت قطنة أو نحوها خرجت غير متلوثة بالدم، فإن هذا الدم والحالة هذه لا يُعد حيضًا، لأنه لم يستمر أقل مدة حيض عند جمهور العلماء وهي يوم وليلة.
وبهذا نرجو -إن شاء الله تعالى– أن يكون الأمر قد اتضح.
نسأل الله تعالى أن يوفقك لكل خير.