كيف أقنع نفسي بالحجاب وترك سماع الأغاني؟
2013-07-07 01:43:34 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
أنا ملتزمة إلى حد ما، أحاول المحافظة على صلاتي، وأقوم الليل أحياناً، أقرأ القرآن كل يوم، وأفعل الكثير من الأشياء الجيدة، لكن مشكلتي الكبرى أني لم أستطع أن أتحجب، فكلما فكرت بالتدين أفكر بتغيير نفسي من الداخل، وأن أحسن أخلاقي أولاً، لكن أستبعد الحجاب جداً، وذلك لتفكيري بأنه لن يعجب بي أي شخص، وأنه إن تقدم لي شخص لخطبتي سأتحجب وقتها، مع أني أغطي شعري في أي مكان إلا إذا ذهبت لعرس أو لحفلة فإني أخلعه، لا أعلم كيف أقنع نفسي بالحجاب، ولا أعلم كيف ألتزم به، فأنا خائفة إن بدأت فيه أن أتركه، وحتى إن لم أتركه أن أستمر فيه حتى لا يقول الناس عني أني تركته، ويكون حجابي مجرد رياء ليس إلا، حقاً لا أعلم ماذا أفعل، دلوني.
مشكلتي الثانية: هي أنني لا أستطيع ترك سماع الأغاني، خاصة أني طالبة في كلية العمارة، وأعمل طيلة اليوم على اللابتوب، فأضطر أن أشغل نفسي بسماع الأغاني حتى لا أنام وأمل من العمل، أصبحت أستمع للأغاني يومياً، لا أعلم ماذا أفعل! أحياناً أفكر بسماع الموسيقى فقط من غير كلمات، لأني أحسست بأن أثرها أقل من الأغاني التي بكلمات، لكن لا أعلم ماذا أفعل!
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ روح حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
نرحب بك في الموقع، ونشكر لك هذه الرغبة في الخير، وندعوك إلى سرعة التوبة والرجوع إلى الله تبارك وتعالى، فالواحد منا لا يدري متى يمضي من هذه الدنيا، ولا يدري متى تنخرم به لحظات العمر، فإذا أردت أن تعصي الله؛ فابحثي عن مكان لا يراك الله فيه، ولا تسكني في أرضه، ولا تأكلي من رزقه، وتذكري أنه يراك سبحانه وتعالى، إنها معاني لا بد أن يستحضرها الإنسان.
ونحن نشكر لك حقيقة بذرة الخير، وعناصر الخير التي عندك مثل تلاوة القرآن وقيام الليل، هذه مقامات عالية -ولله الحمد-، وما أحوج هذه المقامات العالية، والعبادات العظيمة إلى تاج من الحجاب يزينها، إلى ثبات على هذا الدين العظيم، وتعوذي بالله من شيطان يأتيك بالتخيلات، فإن الفتاة ينبغي أن تلبس الحجاب، وإن لبسته وقالوا لها رياء فإنها تجوّد حجابها وتستمر، وتجتهد في استحضار الإخلاص، أما أن تتبرج حتى تُصلح نفسها، أما أن تتبرج حتى يأتيها الإخلاص، فهذا والله هو العجب العجاب، كيف ننتظر التوفيق ونحن نعصي الله؟! فما عند الله من الخير لا ينال إلا بطاعته.
أنا سعيد جدًّا بهذه الاستشارة، ولأنك متميزة -ولله الحمد- فإننا كلمناك بهذه القسوة، لكنها قسوة الأب على ابنته، قسوة الأخ على أخته، قسوة المؤمن على أخته التي يريد لها الخير، لذلك لا تقفي عند الكلمات والمواقف، ولكن تذكري أنا نريد لك الخير، والثبات على هذا الدين، وأنت -ولله الحمد- ممن عرفوا وسائل الثبات، ووسائل الخير من تلاوة وقيام لليل، وطاعة لله تبارك وتعالى.
واعلمي أن الناس لا ينفعون الإنسان، وأن العاقلة ينبغي أن تسعى لإرضاء الله، فإذا رضي الله عنها أرضى عنها الناس، وأمر جبريل أن ينادي في أهل السماء: (إن الله يُحب فلانًا فأحبوه) فيحبه أهل السماء، ثم يُلقى له القبول في الأرض، ألم يقل العظيم في كتابه: {إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن وُدًّا}؟ يعني محبة في قلوب الناس.
وأرجو أن أصحح مفهوم غاية في الأهمية، فهناك من تظن أنها لا تتزوج إلا إذا تبرجت، وهذا المفهوم غير صحيح، والتجربة أثبتت ذلك، ذلك لأن الزواج بين المحجبات وبين المنقبات أعلى وأكثر، الفتاة المتبرجة قد يُعجب بها الشاب ويُثني عليها، لكنه عندما يريد أن يبني أسرة سيختار غيرها، ويبحث عن أخرى، لأنه لا يرضى مثل هذه أُمًّا لعياله وأمينة على داره، كما أن هذه المتبرجة التي عصت الله، هل تريد أن تتزوج كل من في الشارع؟ هل تريد أن تتزوج كل هؤلاء الناس؟ هل تريد أن يُعجب بها الناس؟ وماذا بعد؟ تريد أن تفتن الناس فتخرج بذنوب وأوزار لا يعلمها إلا الله تبارك وتعالى، لأنها تكون سببًا في إغواء آخرين، وأخريات ممن يقلدنها في ميدان التبرج.
أنت -ولله الحمد- على خير، ومثلك ما ينبغي أن تتأخر في أمر الحجاب، أرجو بمجرد الانتهاء من قراءة هذه الرسالة أن تفتحي صفحة جديدة، تناسب هذا التميز الذي عندك، والحرص الذي عندك، وهذا التواصل مع هذا الموقع الذي لا تتواصل معه إلا امرأة فيها خير أو تريد الخير، وأنت -ولله الحمد- فيك خير، وتريدين الخير، وإلا لما تواصلت مع هذا الموقع.
تجنبي سماع الأغاني والموسيقى، واعلمي أن المؤمنة تشغل نفسها بذكر الله، والذكر له حلاوة لا تعادلها حلاوة، حتى قال شيخ الإسلام وهو مسجون: (إنا لفي سعادة لو علمها الملوك وأبناء الملوك لقاتلونا عليها بالسيوف) إي والله، قال ذلك وهو في السجن: (لتمر على القلب لحظات يرقص فيها طربًا من ذكر الله، وليس في نعيم الدنيا ما يُشبه نعيم الآخرة سوى نعيم الإيمان والذكر)، وصل إلى حالة من السعادة وهو مسجون بذكره لله، بتلاوته للقرآن الذي ختمه واحد وثمانين مرة، وخرجت روحه وهو يردد قول الله: {إن المتقين في جنات ونهر*في مقعد صدقٍ عند مَلِيكٍ مقتدر}، وصلت به السعادة والطمأنينة والراحة إلى درجة قال معها: (إن كان أهل الجنة في مثل هذا إنهم لفي خير كثير).
نحن نريد أن نقول: هناك بديل عظيم جدًّا تشغلين به نفسك ووقتك، ونعتقد أن رمضان فرصة لتصويب هذه الأخطاء التي عندك، وهي يسيرة -ولله الحمد-، لأن الصائمة تترك طعامها وشرابها لله، فإذا نجحنا في ترك الطعام والشراب، فمن الميسور جدًّا أن نترك بعد ذلك الأغاني، أو غيرها من العادات السيئة، أو المخالفات التي نقع فيها.
ونسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.