ما تعاني منه من عيش في الماضي وعصبية لا علاقة له بالزهايمر.
2013-06-23 02:33:45 | إسلام ويب
السؤال:
بسم الله الرحمن الرحيم
تحية طيبة للدكتور محمد عبدالعليم.
أحيط سيادتكم علما بأني ذهبت إلى استشاري كبير في الأمراض النفسية، وحلل مرضي بذهان أتى في صورة موجبة ثم تحول إلى صورة سالبة؛ وهو الفصام مجازاً.
وكتب لي aripiprex 30 قرصا مساء، و inderal 10 قرصا صباحا ومساء، و leponex 25 قرصا مساء، و omega 3 قرصا صباحا، وmamexa 10 قرصا صباحا، و pk merz قرصا صباحا وظهراً.
أنا أعيش في الماضي أكثر من الحاضر، ولكن ليس دائما؛ هذا ما ذكرته للدكتور، بالإضافة إلى العصبية والسباب، وبالإضافة إلى الخمول والكسل؛ ولذلك طلب مني تحليلات msh و free t4 و free t3.
فهل أعاني من الزهايمر أو بداياته؟ وما سببه؟ وهل الميمكسا علاج دائم أم لفترة؟
وشكراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الفصام، الزهايمر، هذه مفاهيم طبية كبيرة جدًّا ولها معاييرها التشخيصية، ولا يمكن أبدًا لطبيب أو لغيره أن يتجرأ ويُشخص إنسانًا بأنه يعاني من هذا المرض أو ذاك –خاصة من هذه النوعية– إلا إذا كان لديه ثوابت علمية واضحة وطبق المعايير التشخيصية الرصينة المعروفة.
وقطعًا الأخ الطبيب الذي قام بفحصك –جزاه الله خيرًا– ما دام رجلاً صاحب خبرة كبيرة يجب أن نثق فيما قاله لك، وجزاه الله خيرًا قد امتلك الشجاعة وأطلعك على حقيقة حالتك، وهذا أمر جيد؛ لأن المريض من حقه أن يعرف ما به وما عليه.
ويا أخي محمد: التشخيص أيًّا كان مسماه لا يعني شيئًا غير أمرين هامين:
الأول هو: أن يعرف الإنسان نقاط قوته ونقاط ضعفه؛ ليُدعم ما هو قوي، ويحاول أن يتجاوز ما هو ضعيف أو سلبي.
الثاني: أهمية وضرورة الانتظام على البرامج العلاجية ومراجعة الطبيب.
ويمكن أن نضيف بعد ذلك حقيقة أخرى هامة، وهي: المسميات المرضية يجب ألا تكون عائقًا أو حاجزًا للإنسان من أجل أن يعيش حياة طبيعية.
أخي محمد: دون مبالغة، أعرفُ من عانوا من مرض الفصام ومرض الاكتئاب الشديد، والحمد لله تعالى حياتهم تسير بصورة ممتازة جدًّا بكل فعالية، في وظائفهم، في بيوتهم، وفي أسرهم، وهذا هو المفهوم الذي نريد أن نوصله للإخوة والأخوات خاصة في مجتمعاتنا الإسلامية، أن الأمراض النفسية يجب ألا تُسبب إعاقة لأحد، وهذا يمكن الوصول إليه من خلال التشخيص المبكر للأمراض، والالتزام بالآليات العلاجية، وأن نعرف أن الأدوية لوحدها لا تحل كل المشاكل أو تزيل كل الأعراض، إنما الإنسان يجب أن يؤهل نفسه من خلال عمله، من خلاله تواصله الاجتماعي، من خلال أن يسعى دائمًا أن يكون في المقدمة، أن يكون عالي الهمة، أن يكون يدًا عليا، هذا مطلوب ومطلوب جدا، حتى في أوروبا يركزون كثيرًا الآن على ما يسمى بـ (العلاج بالعمل) وأنت الحمد لله تعالى لديك وظيفة، وظيفة محترمة، وتستطيع أن تطور نفسك.
آسفٌ إذا كنتُ قد انحرفت قليلاً في أفكاري، لكن وددت أن أوضح لك الأمر بصورة أوضح، وبالنسبة للعلاج الذي وصفه لك الطبيب: هذه أدوية ممتازة، الـ (aripiprex) معروف، الـ (leponex) وقطعًا هنالك فحوصات ومتابعات سوف يقوم بها الطبيب، فاحرص في تناول الجرعات، واتبع التعليمات، وليس هنالك علاقة بين حالتك وعلة الزهايمر، لا يوجد أي صلة –أيها الفاضل الكريم– هذا الكلام أؤكده لك بصورة قاطعة.
في بعض الأحيان: بعض الأمراض الذهنية كالفصام وخلافه -خاصة الفصام الذي يحمل بعض السمات السلبية– يعطي الإنسان شعورًا بأن مقدراته المعرفية وتركيزه وذاكرته أقل مما هو مطلوب، وهذا قد يعطي بعض الناس الشعور بأنه يعاني من علة الزهايمر، وهذا ليس صحيحًا.
فحص الغدة الدرقية، ومتابعة الفحوصات كمعرفة الهيموجلوبين والدم الأبيض، هذه أيضًا مطلوبة.
أنا أعتقد أن العلاج المهم بالنسبة لك هو الـ (aripiprex) وربما يكون الـ (leponex) أيضًا، أما بقية الأدوية (mamexa) وغيرها فكلها نوع من التعزيزات العلاجية، رأى الأخ الطبيب –جزاه الله خيرًا– أن تكون الوصفة الدوائية متكاملة؛ لأن العلاج له مرحلتان، هناك مرحلة العلاج المبكر أو المرحلة العلاجية المكثفة، وبعد أن تستقر الأمور قطعًا سوف تُخفض الأدوية، وهنا تكون دخلت في المرحلة الوقائية أو مرحلة الاستمرارية، وهي أيضًا مرحلة مهمة جدًّا.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.