لابد أن تزيح فكرة الخوف من رأسك كي تعيش بسلام
2013-06-24 01:37:14 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا شاب تعرضت لضغوط شديدة منذ فترة، أدت بي إلى عدة أعراض، عندما بحثت عنها على الانترنت علمت أنها تسمى نوبات هلع، ولكن الغريب أن هذه الأعراض لا تصيبني إلا لفترة 10 دقائق فقط، وربما تستمر معي لساعتين أو أكثر، أيضا خلفت عندي شعورا دائما بأن موتي قد اقترب، ولا أدري هل هذا مجرد وسواس، أم أنه إنذار باقتراب الأجل، خاصة مع بعض الرؤى والأحلام التي أراها وأقوم منها على خوف، كما أن خطيبتي رأت حلما أنني أموت أمامها وهي تبكي، تمر علي أيام أكون فيها طبيعيا، ولكن تمر أيام أيضا هي الأسوأ في حياتي، كما أنني لا أستطيع النوم ليلا بسبب الخوف من الموت وأنني سأموت.
قرأت كثيرا عن أدوية الهلع والاكتئاب والوسواس، ولكن نصحني أصدقاء لي -أطباء وطلبة في كلية الطب- بالبعد عنها؛ لأنها لا تعالج، وإنما تستقر الحالة طالما تؤخذ الأدوية، وعند الانتهاء -ولو بالتدريج- تعود الأعراض مرة أخرى، وأيضا الأدوية تؤثر سلبا على الحالة الجنسية، وربما تسبب تشوهات للجنين في حالة الإنجاب أثناء تناول الأدوية، كما قرأت أيضا أن الأدوية الحديثة ثلاثية الحلقات تؤثر سلبا على الكلى.
أرجو التكرم بالحل وأستسمحكم -وأنتم أهل الكرم- بعجالة الرد، فأنا في حالة مريعة، وما عدت أتحمل، فكل يوم أشعر أني مفارق وراحل، وإن مر الصباح أقول في المساء، وإن مر المساء لا أنام، وأقول سأموت وأنا نائم.
يومي انقلب، ووزني انخفض، وشهيتي انخفضت، ولا يوجد تركيز، وأكون مع الناس ولكني فكري شارد وسرحان، وصدري ضيق، لا أتنفس جيدا، وضربات قلبي بالليل متسارعة، والخوف والقلق أتعباني، بالله عليكم أريد جوابا يشفي الصدر ويطمئنه،
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مصري حر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
ما تعاني منه هي نوبات مثالية فيما يعرف بنوبات الفزع أو الهرع أو الهلع، وقد تستغرق دقائق قليلة، وقد تستغرق ساعات، وبعضهم لا تفارقه ليومين، إذن أنت في داخل الطيف أو الحيز المقرر تشخيصا بنوبات الهلع، أو ما يعرف بالـPAINICـ ATCK، وكما ذكرت أعراضك مثالية جدا، بمعنى أنها مستوفية لكل المعايير العلمية.
من الطبيعي أن تتولد بعد هذه النوبة وساوس تخويفية، خاصة فيما يتعلق بالموت ودنو الأجل، وهذه أحد نتاجها، فيدخل الإنسان في حوار مع نفسه، لدرجة أنه ينفر من العلاج، ومن الواضح أن هذا قد حدث لك؛ لأنك أخذت بالآراء السلبية حول العلاج، ولم تفكر بإيجابياته، وبكل أسف الآراء التي ذكرت لك حول الأدوية -مع احترامي الشديد للأطباء الذين قالوا لك ما قالوه- هذا الكلام ليس صحيحا، الدواء النفسي إذا كان من طبيب صحيح، وللمرض الصحيح، وبالجرعة والمدة الصحيحة لا شك أنه ذو فائدة عظيمة، نعم هنالك تأثيرات سلبية هنا وهناك، لكن ليس بالضخامة التي وصفت.
ما وصف بأنها تسبب تشوهات للجنين، هذا هراء وخطأ، والأدوية ثلاثية الحلقات ليست هي الحديثة إنما هي أدوية قديمة، ومعظم الأدوية الحديثة تعمل في منع الاسترجاع الانتقائي لمادة السيرتونين، والتي تعتبر هي المادة الدماغية الرئيسية التي تلعب دور نوبات الهرع والقلق والخوف والاكتئاب النفسي.
أخي الفاضل: اذهب لأحد الأطباء النفسيين، وخذ العلم من مصادره الصحيحة، ونوبات الهرع لا تتطلب التخصصية الدقيقة، فالطبيب النفسي مؤهل ويعرف هذه الحالات لكثرتها، ورزمة العلاج واضحة تتمثل في التالي:
ـ التدريب على كيفية مقاومة الفكر الوساوس والقلقي، وذلك من خلاله تحقيره وعدم الالتفات إليه.
ـ ممارسة تمارين الاسترخاء، وصرف الانتباه تماما عن الوساوس.
ـ تناول الدواء، وعقار سبرالكس هو من أفضل الأدوية، وكذلك عقار مودابكس، وكلها متوفرة في مصر.
لا تحرم نفسك من نعمة العلاج أيها الفاضل الكريم، نوبات الهلع تعالج بصورة فاعلة، ولا أعتقد أن أي برنامج سلوكي سينجح دون تناول الدواء؛ لأن ما هو بيولوجي وكيميائي لا بد أن نتعامل معه على نفس الشاكلة أي عن طريق تناول الأدوية، وبفضل الله تعالى بين أيدينا أدوية ممتازة فاعلة وسليمة.
أشكرك على عرضك لمشكلتك هذه، ولقد سعدت كثيرا لوصفك لها الوصف المثالي، وإذا اتبعت الإرشاد، وأخذت بالأسباب وتناولت العلاج فستكون النتائج والشفاء بشكل رائع جدا.
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا.