ابني عمره سنة وشهران ولا يتكلم.. فهل هو مصاب بالتوحد؟
2013-06-09 03:48:28 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أول طفل لي عمره سنة وشهران، لم يتكلم سوى (تاتاتا، دادادا، اووه)، وهو في عمر 8 شهور كان يقول بابا وماما، وكان يشير بيديه باي ويقول: باا، الآن لم يعد يقل ولا كلمة، ولا حتى يشير بيده باي، وعندما يلعب يقوم برمي ألعابه على الأرض ليسمع صوت الصدمة ويضحك، يقلب دراجته وسيارته ليلعب في عجلاتها، عندما يريد شرب الماء يحضر لي الكوب: ويقول: ها ها، مع أني أحاول تعليمه من فترة، وعندما يرى غرباء لأول مرة يكون خائفاً ولا يريد الاختلاط بهم، لكن عندما يلعبون معه بهاتف أو طعام يلعب ويندمج، وينظر في عينيّ حين أوبخه على خطأ قام به، لا يلتفت نهائياً للتلفاز سوى للإعلانات والموسيقى، فيرقص عليها، ويمسك هاتفاً أو ريموتاً ويضعه على أذنه ويقول: اووووه، ويتحدث بكلام غير مفهوم.
وعندما أناديه أحيانا يلتفت وأحياناً لا، وخصوصا لو كان ملتفتاً لشيء آخر أو غاضبا، بدأت تظهر عليه علامات عنف، فكثيراً ما يضربني على وجهي حتى على سبيل اللعب، أو عندما أوبخه، رأيته يمشي على أطراف أصابعه، ويدور حول نفسه للخلف ويضحك، في البداية ظننتها لعبة وأصبحت أقلده فيضحك، لكن قرأت أنها من سمات التوحد -عافانا الله- أشعر أنه يفهم -والحمد الله-، يمسك المفاتيح ويحاول وضعها في الباب، يمسك المشط ويحاول تمشيط شعره وشعري، يمسك الريموت ويقترب من التلفاز، يحاول تقليدنا، فهل هناك مبرر لأن أخاف على ابني من التوحد؟ وهل أعرضه على طبيب خاص؟
عندما سألت طبيبته: كان يقول بابا وماما وأصبح لا يقولها؟ قالت: إنه كسول وعنيد، لم أعد استطع النوم من القلق والتفكير.
أفيدوني، جزاكم الله خيراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ لميس محمود حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً.
فمتلازمة التوحد، أو طيف التوحد، ونحن نعتبره طيفاً لأنه متفاوت في حدته وشدته، واستجابته للعلاج والتأهيل، إذن لا يمكن اعتبار متلازمة التوحد شريحة واحدة، كان في الماضي يشخص بعلة أخرى يعرف بعلة اسبيرجر أو متلازمة اسبيرجر، لكن في التشخيص الأمريكي الخامس، والذي ظهر قبل أيام، اختفى هذا التشخيص، واعتبرت الحالات تحت متلازمة التوحد بدرجاتها المختلفة.
لا شك أن العلة هذه سببت الكثير من الجزع والخوف للأمهات والآباء، وذلك قبل 20 عاماً حين بدأت ملامح هذه العلة تتضح، وإن كانت موجودة أصلاً لكن لم يكن يعرف عنها الكثير، عموما لا أريدك أن تكوني منزعجة، ونحن نقدر انزعاجك، ولكن يجب اتخاذ خطوات عملية لذلك.
التوحد أو (الذواتية) يصعب تشخيصه قبل مرور 30 شهراً من عمر الطفل، أي سنتين ونصف، ويعرف أن التشخيص المبكر ربما يساعد كثيراً في الدخول في آليات علاجية تأهيلية، وهناك أنواع من التوحد لا تظهر على الطفل، مثلاً لا تظهر فيها على الطفل أي خطوات تطورية ارتقائية، بمعنى أنه لا لغة ولا مشاعر، والطفل يتعامل مع الناس كتعامله مع الأدوات والآلات والجمادات، وهنالك نوع من التوحد قد ينشئ لدى الطفل بعض الملكات والمقدرات، لكن بعد ذلك تبدأ تضمحل وتختفي، وتظهر الصورة الكاملة للتوحد من مشكلة في التواصل الاجتماعي، وإبداء المشاعر، وكذلك موضوع اللغة وتطورها يعتبر من العلل المهمة للتشخيص، وكذلك الرتابة والنمطية والتكرار والطقوسية، هي أيضاً من السمات التي نشاهدها في علة التوحد.
ابنك العزيز هذا -حفظه الله- لا أستطيع أن أقول أنه يعاني من التوحد وهو في هذا السن، المؤشرات توضح أن لديه مقدرات وملكات، وإن كانت هنالك أمور سلبية مثل رفضه للاختلاط، وأنه لا يلتفت للتلفاز، وظهور ظاهرة العنف، والمشي على أطراف أصابعه، هذه صدقاً وأمانة نشاهدها لدى الأطفال الذي يعانون من متلازمة التوحد، لكن هذه الأنماط من السلوكيات توجد عند بعض الأطفال الذين لا يعانون من هذه العلة، ابنك لديه بوادر إيجابية، فهو يمسك الهاتف والريموت، وحين يريد شرب الماء يحضر الكوب، ويقلب سيارته ودراجته ليلعب بعجلاتها، هذه كلها إشارات إيجابية.
المطلوب منك الذهاب لتقييم طفلك عند مختص حين يبلغ عمره 18 شهراً، هذه هي نقطة البداية، ونحن لا ندعو الأمهات والآباء ليقوموا بتشخيص أبنائهم فيما يخص علة التوحد، لكن في ذات الوقت ملاحظة الآباء والأمهات قطعاً ضرورية، وهي المفتاح للحد من هذه العلة والتدخل المبكر.
والتوحد يجب تشخيصه من قبل مختص أو فريق علاجي كامل مختص بالتوحد، وأرى أن ابنك لا يعاني من هذه العلة، ولكن هناك بعض المؤشرات لا بأس بعرضها على المختص.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً.