هل تصرفي تجاهه صحيح... أحد أقاربي أغار عليه كثيراً ويتضايق من غيرتي
2013-06-06 06:05:15 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أريدكم أن تساعدوني في التخلص من الخوف على قريبي من زملائه الذين يلعبون معه (كرة القدم) وقد نصحته ولكنه رفض أن يتركهم؛ لأنه يجد متعته معهم، وهو شاب لا زال صغيراً، عمره في السابعة عشرة، وقد لاحظ أني أهتم به اهتماماً زائداً، وقال لي: إنه يتضايق من هذا الاهتمام! ماذا أفعل فأنا والله لا أريد أن أخسره، وبعض الأحيان ينتابني شعور الغيرة عليه، فلا أريد أحداً من زملائه الذين يلعبون معه يتبادلون معه الحديث والضحك، فما هو الحل؟!
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
نرحب بك في الموقع، ونشكر لك الاهتمام بهذا القريب، ونتمنى أن تشجعه على الصلاة والصلاح والرفقة الصالحة، ولكن بطريقة غير مباشرة، ومن الطبيعي أن ينزعج الشاب في مثل هذا العمر، إذا لاحظ مثل هذه الرقابة والمتابعة الزائدة، فهذا يزعجه؛ ولذلك أرجو أن تستبدل هذا الأسلوب بأسلوب الحوار معه، وتحاول أن تقترب منه، ومن زملائة، وتتعرف على أخلاقهم واهتماماتهم، ولا تنزعج إذا كلموه طالما كانوا أصدقاء طيبين، وكان الكلام مكشوفاً أمام الناس، ومقبولاً من الناحية الأدبية والشرعية قبل ذلك.
نحن نقدر هذه المشاعر، ولكننا نقول إن الخوف والمتابعة والحرص الزائد على منعه من أشياء يرغب بها قد لا يكون في مصلحته، فقد يأتي اليوم الذي يخرج من أيدينا ولا نستطيع السيطرة عليه، ونحن نقول دائماً هذا الخوف ينبغي أن تكون له أسباب، ولا يكون مجرد ظنون، إذا شاهد الإنسان مشاهدات غير مقبولة وسيئة، عند ذلك من حق الإنسان أن ينزعج، ومع ذلك لا نريد إظهار ذلك الانزعاج بطريقة هستيرية وملفتة للنظر، وتجعل الشاب يفقد ثقته بنفسه، فهو في هذا السن بحاجة إلى تذكير، ولكن بطريقة حوارية، وليست بطريقة وعظ وإرشاد؛ لأنه في هذه السن يعتقد أنه قد أصبح رجلاً، فهو لا يقبل النصيحة المباشرة، ولكن نحاوره، ولا مانع من الذهاب لأصدقائه لنحاور الجميع، ونجلس معهم، ونأخذ معنا الحلوى والعصير، ونلاطف الجميع حتى نتعرف على الجو الذي يعيش فيه هذا الابن، لأن معرفتنا بالجو والبيئة يجعلنا نطمئن ونطرد الخوف من أنفسنا.
كما أرجو أن يكون البيت الذي يخرج منه الشاب له بيئة جاذبة، فإن الشاب سيشتاق إلى بيته وإلى أهله، ويحب الرجوع إلى أهله وبيته، وهذا مهم.
نشكر لك هذه المشاعر، ونتمنى إذا كان هناك مزيد من التوضيحات، فأرجو أن توضحوها، ولست أدري ماذا تقصد بالغيرة عليه، هل معنى ذلك أنك لا تريد أن يكلمه الآخرون، أم أنه ليس لك اهتمام إلا به، ولكن في العموم نحن نشكر هذا الاهتمام الذي نرجو أن يكون لله وبالله وعلى مراد الله.
علما أن أي صداقة وأخوة لا يمكن أن تثمر إلا إذا كانت على التقوى والإيمان، والصلاح والصلاة.
نسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.